الطبيعى جداً أن أكون واحداً من ملايين المصريين الذين يحتفلون باكتساح المشير عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية.. وأنا هكذا بالفعل، فالفرحة والبهجة تلازمنى منذ إغلاق أبواب اللجان الانتخابية وبدء عمليات الفرز التى كشفت بما لا يدع مجالاً لشك، اكتساح الرجل... ومثل ملايين المصريين المؤيدين للمشير باعتباره الرجل الذى خلص مصر من خطر التقسيم والفوضى التى خططت لها أمريكا والغرب لصالح إسرائيل، وقضى على حلم الخارج فى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط القائم على إذلال الأمة العربية وتفكيكها..، وخلص البلاد من حكم «الجماعة» الفاشية الإرهابية... بالإضافة الى قناعتى الشخصية بأن المشير هو رجل المرحلة والبطل الشعبى الذى التفت حوله جماهير مصر العريقة، وهو ماظهر أيضاً من موقف حزب الوفد العريق الذى يشرفنى الانتماء إليه ودوره الأكثر من مشرف فى تأييد ودعم «السيسى» وإعلان صراحة ضرورة اختيار المشير لتولى سدة الحكم فى ظل هذه الأوضاع العصيبة التى تمر بها البلاد لأنه الأجدر بذلك.. ورغم كل ذلك لا يمكن إغفال الدور الوطنى الذى لعبه المرشح الآخر الصحفى حمدين صباحى، فقد كان على قدر كبير من المسئولية والوعى بالمخاطر التى تمر بها البلاد، وخاض معركة الانتخابات بفروسية ونبل يشهد له بها التاريخ، وإذا كان «السيسى» الذى احتل مكانة خاصة فى قلوب المصريين وخلب قلوبهم وعقولهم ووصل الى سدة الحكم، فإن «صباحى» سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويسجل له مواقفه الوطنية التى تؤكد انتماءه لمصر.. وإذا كان «صباحى» قد تعرض لهجوم من إعلاميين «خايبين» فهؤلاء لا يتمتعون بوعى سياسى ولا حتى أخلاقى ولا يفهمون الدور الوطنى الذى أداه «حمدين» بإخلاص شديد.. ورغم أن توجهات «صباحى» لا تتفق مع توجهاتى وميولى، إلا أن الأمانة تقتضى عدم إغفال الدور الذى قام به الرجل. إخلاص «حمدين» لمصر وللمصريين لا يقل عن إخلاص «السيسى».. فدور الإثنين وطنى بالدرجة الأولى ولا أحد يزايد على ذلك، أو يقلل منه.. «صباحى» أكمل السباق إلى النهاية رغم يقينه أن «السيسى» اكتسح أصوات الناخبين، ولأن مندوبيه لديهم «قصر» وطنى، لم يدركوا حقيقة الدور الوطنى الذى أداه.. مصر ولادة نعم.. مصر خلاقة نعم مصر مظهرة فعلاً للرجال وقت الشدائد ولن يحنى ظهرها أبداً قوة فاشية أو غاشمة، وطبيعة الشعب المصرى خلاقة مبدعة وطنية هذا الوطن لا يمكن أن تجدب فهى أنبتت سعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد عرابى وأنور السادات و«السيسى» وستظل هكذا أبد الدهر حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. ومبروك لمصر التى فازت بحق في هذا الاستحقاق الديمقراطى بخريطة المستقبل وعقبال الاستحقاق الأخير فى الانتخابات البرلمانية.