لا أدرى لماذا يربطون بين الجموع التى خرجت فى ثورة30 يونية وبين الذين يدلون بأصواتهم فى الانتخابات؟!.. فليس بالضرورة أن تكون نفس الأعداد الغفيرة التى خرجت فى الثورة العظيمة هم من يدلون بأصواتهم فى الانتخابات.. فالذين خرجوا فى الثورة أصحاب انتماءات سياسية متنوعة، وقد يكون من بينهم فصيل سياسى لا يرغب فى التصويت لأي من المرشحين وهذا شأنه. عملية الربط مجحفة وغير صائبة، فالثورة شىء والتصويت فى الانتخابات شىء آخر. الذين يحزنهم أن هناك إقبالاً ضعيفاً على التصويت، لا أدرى أيضاً كيف حسبوها، فى حين أن المراقبين لعملية الانتخابات أنفسهم واللجنة العليا نفسها لم تقم بإجراء حصر فى هذا الشأن.. صحيح أنه وقت الذروة يوم «الثلاثاء»الماضى كانت درجة الحرارة شديدة جداً، وبمجرد تحسن الأحوال الجوية وانخفاض الحرارة تغير الموقف تماماً.. ولا أحد يملك القول بأعداد الذين شاركوا فى الانتخابات سوى العليا الرئاسية، وبما أنها لم تعلن أرقاماً، فكل ما يقال يعد هراء فى هراء. لماذا يصر الجميع على أن هناك إقبالاً ضعيفاً فى التصويت، وهذا غير صحيح بالمرة، ليس لأننى أملك أعداد الذين أدلوا بأصواتهم، ولكن لأن المشهد العام الذى رأيناها يعكس حقيقة غير ما يتردد فى هذا الشأن.. والغريب فى هذا الصدد أن مسئولين تنفيذيين خرجوا علينا وأعلنوا أرقاماً بنسب التصويت، وكأن هؤلاء المسئولين قد أجروا حصراً، فى حين أنه ليس من حقهم هذا الحصر، ولا هم فى الأصل قاموا به.. بالإضافة إلى أن ذلك يعد تدخلاً فى العملية الانتخابية وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً. هناك تشويه متعمد ترعاه الجماعة الإرهابية عن بعد للعملية الانتخابية، ومع عظيم الأسف وجدنا إعلاميين وصحفيين وقعوا فى هذا الشرك لدرجة أننا وجدنا قنوات تخصصت فى الدعاية لتشويه العملية الانتخابية عن جهل، بعد ما استخدمتهم «الجماعة» دون أن يدروا، بتصوير المشهد على أن هناك عزوفاً عن الإدلاء بالتصويت فى حين أن هذا لم يكن موجوداً على الاطلاق.. ثقافة الطوابير هى ربما التى دفعت الكثيرين إلى أن يحكموا بأن هناك عزوفاً.. الطوابير لها حكايات لدى المصريين، فقد تعودنا على الوقوف فى طوابير للحصول على الطعام والشراب، وقضاء المصالح وكذلك الحال فى الانتخابات.. هذه المرة وجدنا تنظيماً أكثر من رائع فى اللجان الانتخابية، فالقارئ الإلكترونى وفر كثيراً من الوقت المهدر، وبالتالى انخفضت نسبة الطوابير والسرعة داخل اللجان لأن الأمر بين مرشحين، والناخب لا يستغرق وقتاً طويلاً لأنه محدد سلفاً من يختاره.. فهل نحزن لأننا بتنا نتخلص من بيروقراطية وروتين وطوابير.. ومع الأسف صور بعض الإعلامين والصحفيين الموقف علىأنه عزوف. النتيجة ستعلنها العليا الرئاسية وستكون نسبة التصويت عالية وعلى غير توقعات الحاقدين والمغرضين.