اعتبرت حركة طالبان أن إبقاء حوالى عشرة آلاف جندي أميركي في أفغانستان بعد العام 2014 طبقا لخطة الانسحاب التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء سيكون بمثابة "احتلال" متواصل. ونددت الحركة المتمردة في بيان بإبقاء جنود أمريكيين في أفغانستان حتى 2016 وقالت في بيان: "الآن وبعد أن أعلن أوباما أنه سيبقي على 10 آلاف جندي حتى نهاية 2016 لتواصل احتلالها، فإن إمارة أفغانستان الإسلامية تدين هذا الإعلان وتعتبره انتهاكًا للسيادة والدين وحقوق الإنسان". وقالت الحركة: "لقد أعربنا بوضوح على الدوام عن موقفنا بأنه حتى لو بقي جندي أمريكي واحد فقط في أفغانستان، فإن ذلك غير مقبول لأمتنا، وسيتواصل الجهاد ضدهم". ومن المقرر أن تنسحب قوات الحلف الأطلسي القتالية من أفغانستان بحلول ديسمبر، إلا أنه من المتوقع أن تبقى قوة أمريكية في البلد المضطرب لتدريب القوات الأفغانية والقيام بمهام لمكافحة الإرهاب إذا ما وقع البلدان اتفاقا أمنيا ثنائيا. ورفض الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حميد كرزاي التوقيع على هذا الاتفاق، إلا أن مرشحي الرئاسة الأفغانية أشرف غني وعبدالله عبدالله قالا: إنهما سيوقعان على الاتفاق. وأعلن أوباما الثلاثاء إبقاء 9800 جندي أمريكي في أفغانستان بعد نهاية 2014 وقبل إنجاز انسحاب كامل لهذه القوات بعد عامين، مؤكدا أنه يريد بذلك "طي صفحة" الحروب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001. واعتبارا من بداية 2015، ستكلف القوات الأميريكية مهمتين: مواصلة "عمليات مكافحة الأرهاب ضد فلول القاعدة" وتدريب القوات الافغانية. كذلك، ستوفر دعما للقوات الأفغانية وخصوصا على الصعيد الجوي في مواجهة متمردي طالبان. والحلف الاطلسي الذي يختتم مهمته القتالية في افغانستان نهاية العام أعلن أيضا قبل أشهر أنه ينوي إبقاء قوات في أفغانستان للاستمرار في تدريب القوات الأفغانية بعد 2014 في إطار عملية أطلق عليها اسم "ريزولوت سابورت". إلا أن حركة طالبان أكدت على مطلبها بانسحاب القوات الأمريكية فورا. وقالت في بيانها: إن "يجب بالقادة الأمريكيين أن يقوموا الآن بما يعتزمون القيام به بعد عامين.. إذا كان الأميركيون يرغبون حقا في تحرير أنفسهم من الحرب الأفغانية، عليهم سحب جميع قواتهم من أفغانستان".