عندما يتكلم يصمت الجميع.. برنس الكرة المصرية.. حقق إنجازًا تاريخيًا خلال انتخابات الاتحاد الدولى لكرة القدم ونجح فى الفوز بعضوية المكتب التنفيذى للفيفا ومن بعده الاتحاد الافريقى بعد صراع مثير وساخن تحمله بمفرده.. يحمل فى رأسه ديسك كمبيوتر محملاً بكل اللوائح والتعليمات الدولية.. تعرض لحملة شرشة خاصة من جانب وزير الرياضة الأسبق العامرى فاروق.. وجاء موقفه يعبر عن شجاعة وحب لبلده برفض الاستمرار فى الانتخابات حتى لا تتعرض مصر للإيقاف.. يرفض الكلام ويهوى العمل فى صمت.. لا يشغله النقد ويكتفى براحة البال والضمير.. المهندس هانى أبوريدة عضو المكتب التنفيذى للاتحادين الدولى والافريقى لكرة القدم التقينا به وحاورناه وسعينا لكشف العديد من الأمور التى تشغل بال عشاق وأهل الساحرة المستديرة. فى البداية تناولنا أزمة قضية تزوير انتخابات الجبلاية وتأثيرها على مصر من جانب الاتحاد الدولى وكيفية الخروج من الأزمة بأقل الخسائر؟ وبدون تردد جاءت اجابة أبوريدة واضحة وصريحة وفى اتجاه واحد فقط لابد ان يتنازل كرم كردى عن الدعوى القضائية فورًا ويلجأ للتحكيم سواء الدولى باللجوء للفيفا أو الداخلى ومن وجهة نظرى أرى تشكيل لجنة تضم فى عضويتها اللجنة الاوليمبية واتحاد الكرة ووزارة الرياضة للتحكيم فى الأمر وإنهاء الأزمة فى أسرع وقت ممكن. وكشف أبوريدة أن الاستمرار فى التقاضى يعنى إما صدور حكم لصالح كردى وبالتالى حل الاتحاد والرد سيكون إيقاف مصر فورًا أو فشله وإنقاذ الموقف والحقيقة والكلام على لسان أبوريدة – انا مشفق على المهندس خالد عبدالعزيز وزير الرياضة لأنه يقف وسط دائرة ملتهبة للغاية لو صدر حكم لصالح كردى سيتم حل الاتحاد وبالتالى إيقاف مصر ولو رفض الحل فسيكون مصيره السجن والعزل من الوظيفة لعدم تنفيذ حكم قضائى أمر مؤسف ويحتاج إلى حزم وحسم لإنهاء الأزمة قبل اشتعالها بشدة والفشل فى إخمادها. ولكن أين دور أبوريدة وهو صاحب أعلى منصب كروى فى مصر؟ لم يطلب منى أحد التدخل فى الأمر حتى الآن وكل ما يحدث من جانبى محاولات شخصية حتى الآن ولكننى جاهز فورًا لو طُلب منى التدخل الرسمى لإنهاء المشكلة. بصراحة ما رأيك فى رابطة الأندية ومطالبها بإلغاء الهبوط وطلبها ضم عدد من لجان الاتحاد تحت وصايتها؟ شوف لجنة الأندية طبقا للوائح الحالية مجرد لجنة داخل اتحاد الكرة تقوم بإدارة المسابقة ولاتملك أى قرار حول الهبوط والصعود وخلافه.. من يمتلك الرؤية والقرار هو الاتحاد فقط وعلى اللجنة الالتزام وإذا رفضت أو تعدت سلطتها من حق مجلس الإدارة حلها فورًا. ولكن مرتضى منصور رئيس اللجنة هدد بدعوة الجمعية العمومية للموافقة على إلغاء الهبوط هذا الموسم.. فما تعليقك؟ مع كل الاحترام لا تملك اللجنة حق دعوة الجمعية العمومية للانعقاد لانها جزء من الاتحاد طبقا للوائح الحالية وهذا ما أشرت إليه منذ فترة وقلت إن اللوائح تحتاج إلى تعديل وهو ما يجب ان نحرص على تنفيذه فى المرحلة القادمة بما يتماشى مع النظام العالمى. هناك انتقادات عديدة ومستمرة لطريقة عمل الاتحاد وغياب الخبرة وتأخره فى اتخاذ القرارات المصيرية.. فما تعليقك؟ هذا الكلام بعيد عن الواقع لأن الحقيقة التى لا تحتمل الجدل أن هذا الاتحاد تولى المسئولية فى وقت صعب وحرج للغاية ولا يملك أى شخص فى العالم إصدار حكم سليم على إدائه فى ظل هذه الظروف.. من يتكلم هو خارج المطبخ لا يعلم حقيقة الأمور ويكفى ان الاتحاد لا يملك حرية تحديد الملاعب أو حضور الجماهير أو استمرار المسابقة من عدمه كلام لا يصدق.. لابد من اتاحة الفرصة لمجلس الإدارة للعمل فى هدوء ووسط ظروف طبيعية واعتقد أن الاتحاد وصل إلى مرحلة من النضج خلال المرحلة الماضية تؤهله لتصحيح الأخطاء فى المرحلة القادمة والتى أعتقد أنها ستكون أفضل على كافة المستويات مع الاستقرار السياسى المفقود. متى يعود الدورى لشكله الطبيعى؟ أزمة الأهلى والمصرى فرضت علينا دورى المجموعتين وأعتقد أننا فى حاجة إلى عام آخر مع هذا النظام قبل ان يعود الدورى لشكله الطبيعى والمعتاد من مجموعة واحدة. ولكن المسابقة الحالية لم تحقق أى فائدة فنية للمنتخب أو الكرة بصفة عامة؟ شوف مهما بذلت من جد خلال المسابقة فإن غياب الجمهور سوف يُسقط كل المحاولات والمجهودات المبذولة لايعقل أن تكون الكرة بدون جمهور فهو العنصر رقم واحد فى اللعبة وسر جعلها اللعبة الشعبية الأولى فى العالم والدليل أن كرة القدم الأمريكية والسلة لاتزال تستحوذان على النصيب الأكبر هناك وهذا يعود إلى الجماهير التى جعلتهما فى شعبية كرة القدم فى بلاد أخرى.. بصراحة مفيش كرة من غير جمهور. أين المنتخب الوطنى؟ موجود ولكنه يعانى من نفس الأمور التى تعانى منها كل مؤسسات الدولة.. المنتخب يحتاج إلى دورى قوى واعداد متميز ومتنوع من خلال لقاءات ودية قوية والحقيقة كل هذا غير متوفر وإن اختلف الأمر قليلا مؤخرًا، وبدأ الاتحاد فى تغيير أسلوب العمل والتركيز فى تنفيذ برامج الإعداد التى وضعها الجهاز الفنى الجديد واعتقد ان المرحلة القادمة سوف تشهد بداية عودة المنتخب بقوة واستعادة عرشه الافريقى من جديد. ولكن الكرة المصرية فقدت الكثير خلال المرحلة الماضية فما هو الحل من وجهة نظرك للعودة من جديد؟ لاشك أننا خسرنا الكثير ولكن هذا لا يقلل من مكانة مصر ويكفى اننا لانزال على قمة التسويق فى افريقيا وتأتى من خلفنا نيجيريا والمرحلة القادمة تحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل العودة بقوة لزعامة أفريقيا. وما هى أبرز المصاعب التى واجهت الكرة المصرية مؤخرًا؟ الحفاظ على كيان الدورى المصرى والمسابقات المحلية رغم أننا نلعب منذ 3 سنوات بدون جمهور وهو رهان صعب للغاية.. ويحدث هذا فى الوقت الذى شهدت فيه الساحة الكروية أحداثًا مؤسفة للغاية ساهمت بقوة فى جعل الصورة شديدة السواد أمام العالم الخارجى وتطلب الأمر مجهودًا غير عادى لتوضيح حقيقة الصورة والحمد لله فقط نجحنا فى هذا وبدأ الجميع يفهم حقيقة ما تمر به البلد وظروف ثورتى 25 يناير و30 يونية. لماذا يفسر دائمًا مجهود أبوريدة بصورة معاكسة؟ لو نظرت للأمور من هذا المنظور فلن أقوم بدورى.. وللأسف هؤلاء يفهمون الأمر خطأ لاننى لست مندوب اتحاد الكرة فى الفيفا بل انا مسئول عن 54 دولة افريقية فى الاتحاد الدولى ومع ذلك بذلت مجهودًا شاقًا فى الفترة الأخيرة لتصحيح صورة مصر فى الفيفا وتفهم أعضاء الاتحاد الافريقى هذا الأمر للظروف التى تمر بها مصر والتى يعتز بها الجميع فى افريقيا ويقدرون دورها وجاهزون لرد الجميل لها ويكفى أننى أنقذت الكرة المصرية من الايقاف 6 مرات وهذا الأمر لا أنتظر شكر عليه أو فهمًا من أصحاب العقول القاصرة. أزمة بند ال8 سنوات مستمرة رغم حسم خالد عبدالعزيز الأمر باستمرار البند مع استثناء أصحاب المناصب الدولية فقط منه.. فما هى رؤيتك للأزمة؟ إذا كنت تتحدث معى بصفتى الدولية اقول بصراحة إن تنفيذ بند ال8 سنوات عن طريق القانون سيكون مرفوضًا من جانب الاتحاد الدولى لانه فرض لسلطة الدولة على الجمعيات العمومية صاحبة الحق الاصيل فى إدارة أمورها.. وانا لست ضد وجود هذا البند ولكن لابد ان يكون تنفيذه عن طريق الجمعيات العمومية ويتم اعتماده فى لوائح الاتحاد وهنا يكتسب القوة الدولية وخلاف ذلك سيكون مرفوضًا. الأمر الثانى أن هذا البند يكون واقعيًا مع الاتحادات ولكنه اعتقد أن وجوده فى الاندية أمر غير طبيعى كيف يكون هناك ناد مثل الأهلى أو الزمالك يضم فى عضويته 100 ألف عضو ثم أفرض عليه بندًا معينًا الحقيقة هذا كلام غريب جدًا ويتنافى مع تعظيم دور الجمعيات العمومية الذى ننادى به. المقصود من بند ال8 سنوات خلق كوادر جديدة فهل نحقق الهدف منه؟ كيف يتحقق الهدف وأنت تقوم بتجهيز عضو تحت السن وعندما يصبح جاهزًا للانتقال إلى مرحلة جديدة واكتساب المزيد من الخبرة يجد البند يحرمه من الاستمرار.. المفروض ان يقتصر البند على الرئيس فقط أو حتى على المناصب القيادية الرئيس ونائبه وأمين الصندوق مع استمرار الأعضاء لتولى المناصب القيادية وتجديد الدماء.