إنه أول مركز ثقافي يقام في تاريخ الحركة الوطنية المصرية وسوف يؤرخ لكفاح المصريين منذ ثورة 1919 حتي ثورة 30 يونية 2013، كما أنه أول قرار أصدره الدكتور السيد البدوي بعد توليه رئاسة حزب الوفد لفترة ثانية وهو إنشاء مركز الوفد لدراسات وتوثيق الحركة الوطنية هكذا قال الكاتب الصحفي شريف عارف رئيس المركز في حواره مع ال«الوفد»: في البداية سألناه ما الهدف من إنشاء هذا المركز؟ - الهدف ببساطة أننا نريد أن نخلق وعيا عاما لدي المواطن المصري ليعرف أن هناك حركة وطنية كانت في مصر، وليس معني ذلك أننا نقدم تاريخا ولكن الحركة الوطنية ليست العمل السياسي فقط.. الحركة الوطنية كل ما هو حركة مجتمعية.. بمعني أن السينما هي حركة وطنية وأن فن الكاريكاتير والرسوم وجميع أنواع الفنون حتي المسرح هي أيضا حركة وطنية وهدفنا هو أن نسجل مجموعة من الشهادات التاريخية عن حزب الوفد وعن مشاركة الوفد في الحركة الوطنية المصرية لأن جزءا كبيرا من هذه الحركة هو حزب الوفد. وأضاف «عارف» أنه سوف يتم إنشاء هذا المشروع علي عدة مراحل أولاها إقامة القاعة التاريخية بحزب الوفد وهي قاعة تذكارية كبري، وستقام داخل مقر الحزب وستكون تلك القاعة بشكل متحف، أي أنه سيتم فيها عرض بانوراما لحزب الوفد مشكلة في عدة صور تروي تاريخ الحركة الوطنية منذ بداية القرن العشرين منذ مصطفي كامل وكيف تمهدت الي نشأة الوفد المصري عام 1918 ثم الثورة المصرية في مارس 1919 ومرورا بكل الحركة الوطنية من دستور 23 وتشكيل الحكومة البرلمانية عام 1924 وثورة الطلبة عام 1935 وحتي ثورة 1952. هل يقوم المركز علي الحركة الوطنية لحزب الوفد؟ - لا.. نحن نسعي الي كل ما يتعلق بالحركة الوطنية المصرية فسوف نجد أجزاء عن جمال عبدالناصر وأنور السادات وسوف تكون هناك أجزاء أيضا عن حسني مبارك وتوضيح ما هي مساوئ الحكم التي أدت الي ثورة 25 يناير 2011 وأيضا فترة العام في حكم الإخوان المسلمين التي أدت الي ثورة 30 يونية 2013. هل سيكون هذا المركز متاحا للجمهور؟ - لا أستطيع تحديد ما إذا كان المركز متاحا للجمهور أم لا لأن ذلك الأمر يرجع الي الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب هو من يقرر ذلك. هل سيقتصر المركز علي المواد التاريخية ويكون بمثابة متحف لتراث الحركة الوطنية؟ - نحن لا نريدها قاعة متحفية بقدر ما هي قاعة مثمرة في العملية الثقافية لأن هدفنا إنشاء مركز ثقافي توثيقي، ورغم أن المركز به جزء من الدراسات، فإنه ليس قائما علي الدراسات البحثية فحسب، ولكن الجزء الخاص بالتوثيق يعني جمع الشهادات من الخبراء والكشف عن وثائق جديدة، كما أنه سيتم الكشف عن مجموعة خطيرة من وثائق الحركة الوطنية تعرض لأول مرة في التاريخ ستكون داخل القاعة التذكارية للوفد، بالإضافة الي أنه سيكون هناك مركز للصوتيات يضم عددا من التسجيلات النادرة لخطب الزعماء والشخصيات الوطنية الكبري في المناسبات العامة مثل افتتاحات البرلمانات والمظاهرات ضد الإنجليز. وأردف رئيس المركز: سيكون لدينا «فوتو بنك» أي بنك صور يضم الحركة الوطنية يمكن أن يستعين بها الباحثون والدارسون وممكن أن نعرضها في مشروعات للإنتاج الوثائقي الخاص بمصر كما أننا نفكر في عمل حملة تحت عنوان «شهادات وفدية» بأن نجمع شهادات الشباب المشارك في ثورتي يناير ويونية لعمل فيلم وثائقي عن هذا الحدث، وسوف يتم عرض بعض المقتنيات لأول مرة وهي قطعة أصلية من إصدارات خاصة عن الوفد المصري عن سعد باشا زغلول، وربما يكون هناك بشكل كبير أجزاء من التوكيلات التي منحها الشعب المصري لسعد باشا ورفاقه كما ستظهر مجموعة من الإيصالات والأوراق الموقعة بمعرفة مصطفي النحاس باشا وهي نسخ أصلية تعرض لأول مرة، وفي المرحلة التالية لذلك سوف نقوم بالإنتاج الفيلم الوثائقي علي أن نتخصص في تلك الجزئية لأن هذا النوع نادر جدا في مصر. وتابع «عارف»: هذا المركز لا يوجد له مثيل في الأحزاب أو حتي في الدول داخل وزارة الثقافة لأن كل ما لديها هي أشكال متفرقة، إنما هذا المركز سيقدم للشعب المصري كل ما يتعلق بالحركة الوطنية المصرية بالكامل. هل تم رصد ميزانية معينة لشراء تلك الوثائق؟ - هذه الوثائق لن تشتري لأنها بالفعل موجودة لدي وأنا تقدمت بفكرة هذا المشروع الي الدكتور السيد البدوي منذ عام ونصف العام ولظروف ما لم يتم تنفيذه ولكنني سعيد لأن أول قرار اتخذه رئيس الوفد بعد توليه الرئاسة الثانية للحزب هو إنشاء هذا المركز برئاستي، بالإضافة الي مجموعة من الأصدقاء وهناك أكثر من شخصية أبدت استعدادها للتبرع لإعداد هذه القاعة بشكل متحفي يليق بالوفد وباسمه كما أننا نقوم بإعداد هذا المركز بشكل مرحلي، القاعة الأساسية ثم الأنشطة ثم الإنتاج ومرحلة الإنتاج هي الأعلي تكلفة. واستطرد: سيقوم المركز بمجموعة من الفعاليات وسنبدأ بحملة عن المعرض المفتوح بمعني أنه سيكون معرضا متجولا بشكل سلاسل بشرية في وسط تجمعات سكانية وشبابية وداخل الجامعات يرون تاريخ الحركة الوطنية المصرية، ورواية الحركة الوطنية المصرية لا تعني الوفد بل إننا سنؤرخ جزءا من ثورة يوليو ومشروعا آخر عن الأغنية الوطنية تبدأ من تراث سيد درويش مرورا بما قدمه محمد عبدالوهاب وحتي وقتنا الحالي، بالإضافة الي أننا لدينا مجموعة كبيرة من المشروعات سيعلن عنها في الوقت المناسب. كما أننا سنوقع عددا من بروتوكولات التعاون بين الوفد وبين عدة جهات ثقافية وحزبية وتنموية مهمة وكلها هيئات مصرية بهدف تنمية قدرات المشاركين في هذا المركز بمعني أننا يمكن أن نعد دورات عن تاريخ الوفد بالإضافة الي دورات للطلبة عن تاريخ الحركة الوطنية، وهذا سيكون داخل الوفد أو يكون متجولا ننتقل به الي الجامعات. لماذا تم اختياركم لهذا المنصب؟ - أولا لأني أهوي العمل التوثيقي، حيث إنني أعمل سكرتير تحرير لجريدة المصري اليوم وصدر لي العديد من الكتب السياسية والوثائقية كما شاركت في عدد من الأفلام الوثائقية عن سعد زغلول والنحاس باشا، وقمت بكتابة مذكرات حارس الملك فاروق بالإضافة الي أنني عضو اتحاد الكتاب ولديَّ مجموعة كبيرة جدا من الوثائق التاريخية المهمة في تاريخ مصر الحديث تبلغ حوالي 20 ألف وثيقة وكلها أصول من مقتنياتي، وحققت في أجزاء كبيرة من تاريخ مصر الحديث ومنها حريق القاهرة وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين ونشرت أول وثيقة تثبت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والمخابرات البريطانية عام 1948، وهذه كانت أول وثائق تنشر من نوعها. هل هناك موعد محدد لافتتاح هذا المركز؟ - نحن في المراحل الأولية ونقوم بالتجهيزات وأتعشم أن يتم الافتتاح في ذكري 30 يونية، كما نتمني أن ننظم مجموعة من ورش عمل للحفاظ علي المقتنيات سوف نتبني مجموعة من الحملات عن المباني التاريخية والأثرية في مصر وكيفية الحفاظ علي التراث، وعن توثيق الصناعات والحرف التقليدية ونتمني أن نخلق جيلا جديدا محبا للتراث كما أننا سننظم صالونا شهريا أتشرف بإدارته تحت عنوان «صالون بيت الأمة» سيشارك فيه رموز المجتمع والشخصيات المهمة سيكونون ضيوفا علي حزب الوفد كما أتمني أن نقدم في الفترة المقبلة جديدا في خدمة الحركة الوطنية بالإضافة الي أننا سنقيم عدة معارض في وقت قريب منها معارض مع الجمعية المصرية للكاريكاتير عن الكاريكاتير السياسي في مصر كما أن مجموعة من الفنانين أبدوا استعدادهم لإقامة معارض داخل الوفد منهم الفنان عمرو فهمي والفنان چورچ بهجوري والفنان سيد هويدي.