«إوعى السلاح يطول» مقولة متوارثة ينقلها الآباء لأبنائهم على مر العصور لتفادى الوقوع فى أخطاء تدفع أفراد الأسر والعائلات الى الحسرة والندامة. صدقت تحذيرات المقولة مع الطالب أحمد الفقى ذى 16 عاماً عندما وقعت مشاجرة بينه وبين صديقه محمد ناصر «17 عاماً» وتطورت المشاجرة إلى رفع سلاح أبيض عبارة عن مطواة من باب التهديد والوعيد، إلا أن القدر كان أسرع منهما وذلك بموت الأخير متأثراً بإصابته بجرح بالفخذ الأيسر وقطع شرايين الخصية. ترجع وقائع الحادثة إلى بداية الأسبوع المنصرف، عندما تلقى العميد رفعت خضر، مدير المباحث الجنائية، إخطاراً من المقدم جاسر زايد رئيس مباحث قسم أول الزقازيق، مفاده مقتل الطالب محمد ناصر رضوان «17 سنة»، طالب بالصف الثانى الثانوى بمدرسة السادات الثانوية، متأثراً بإصابته بجرح بالفخذ الأيسر وقطع شرايين الخصية، وذلك على يد زميله الطالب بالصف الأول الثانوى بذات المدرسة. وأفادت التحريات أن المجنى عليه والمتهم صديقان ويقطنان فى منطقة سكنية واحدة، وأن المتهم بادر صديقه بطعنة بمطواة كانت بحوزته أثناء مزاحهما، وأن ضباط القسم تمكنوا من إلقاء القبض على المتهم وتطورت القضية وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، والتصريح بالدفن، كما أمرت بحبس الطالب 4 أيام على ذمة التحقيقات والتجديد له فى الموعد المحدد. أحد أصدقاء القتيل الذى رفض ذكر اسمه خوفاً من بطش زملاء القاتل، أكد ل«الوفد» أن القاتل والقتيل صديقان منذ «5 سنوات»، وأن الاثنين من أسرة محافظة، فوالد القاتل أستاذ بجامعة الأزهر ووالدته طبيبة، ووالد القتيل مدرس شرعى بمعهد أزهرى، وأن القتيل كان يفضل عليه القاتل رغم تغيير سلوك الأخير خلال العام الماضى، وتعاطيه المواد المخدرة بسبب صداقته لبعض أصدقاء السوء الذين استعان بهم لمواجهة قُطّاع الطرق والبلطجية الذين قاموا بالسرقة أكثر من مرة فى عزبة الحريرى القريبة من منطقتهم السكنية، التى تشتهر بتجارة المخدرات، وهو ما دفعنى بتقديم النصيحة لصديقى محمد ناصر «القتيل» بالابتعاد عن أحمد الفقى «القاتل» إلا أن هذه النصائح كانت تذهب أدراج الرياح، وعن الواقعة، أكد صديق القتيل أن صديقه محمد ناصر «القتيل» كان دائم الجلوس مع صاحب محل تجارى «سوبر ماركت» خلف منزل القاتل، وفى يوم الحادث فوجئ هو وصديقه بقيام القاتل بإلقاء الحجارة عليهما من فوق منزله، الأمر الذى دفع «القتيل» إلى التوجه إلى منزل «القاتل» لمعاتبته على إلقاء الحجارة عليه وعلى صاحب المحال التجارى، ونشبت مشاجرة وعتاب بين الطرفين فى وجود والدة القاتل التى نهرت ابنها ونصحته بعدم التطاول على صديقه الذى خاطبه بمقولة «مش هكلمك علشان والدتك»، وتشابك الاثنان بالأيدى وتراشقا بالحجارة، وتطورت المشاجرة فى الشوارع المحيطة بمسكن القاتل وقام بإخراج سلاح أبيض «مطواة» من طيات ملابسه فى محاولة لإخافة صديقه، إلا أن السلاح كان أسرع من الاثنين، واستقر فى جسد صديقه الأمر الذى أدى إلى مقتله وإزهاق روحه أثناء نقله للمستشفى، وصدقت المقولة «إوعى السلاح يطول». ومن جهته، طالب والد القتيل، بتوقع أقصى عقوبة على المتهم صديق نجله، مشدداً بأنه يجب محاكمته بقانون العقوبات كبالغ عاقل رشيد مسئول عن تصرفاته، لبلوغه أكثر من 16 عاماً ولا يحاكم بقانون الطفل الذى يتيح للقاتل الهروب من حكم الإعدام، قائلاً: ابنى مات وقانون الطفل هيحبس قاتل ابنى شوية ويخرج تانى، يعيث فى الأرض فساداً، ممكن يقتل تانى وثالث ورابع. وأكد أهالى منطقة الحناوى التى شهدت الواقعة بأن المنطقة تشهد انفلاتاً أمنياً وأخلاقياً، بسبب ملاصقتها لعزبة الحريرى المعروفة بتجارة المخدرات وتجارة السلاح، وأن القائمين عليها يستدرجون شباب وطلاب الحناوى يوماً بعد يوم، لمعاونتهم فى بيع المخدرات وتصريفها على المنطقة التى تتميز بوجود عدد كبير من مراكز الدروس الخصوصية لطلاب المرحلة الثانوية، مطالبين مدير أمن الشرقية والقيادات الأمنية بالمحافظة بتوجيه حملات أمنية على عزبة الحريرى لتطهيرها من بؤر الفساد ومتعاطى الكيف وأرباب السجون.