مع تصاعد الازمة فى ليبيا عادت المخاوف إلى دول الجوار الحدودية من تأثرها بما يجرى على الساحة التى اشتعلت بين بعض من قيادات الجيش الليبى والجماعات المسلحة فيما تعانى مصر من طوفان الأسلحة المهربة، حيث وصلت سابقًا أسلحة متقدمة كانت تُستخدم فى معسكر جنوب ليبيا إلى يد جماعات مسلحة فى مصر، كما يدور الحديث عن وجود عناصر مصرية متطرفة داخل ليبيا تلقت تدريبات هناك، وتتخوف السلطات المصرية من عودتها إلى مصر إذا حققت قوات حفتر تقدمًا ميدانيًا، وهذا التخوف تشاركها فيه أيضًا تونسوالجزائر. بدأت الأزمة الليبية تؤرق دول الجوار، حيث تتخوف هذه الدول من تعرضها لهجمات جراء تهريب الأسلحة، وتسلل الإرهابيين إليها. أعلنت الجزائر حالة الاستنفار القصوى على الحدود مع ليبيا، كما أغلقت سفارتها فى طرابلس، وأجلت سفيرها ودبلوماسييها منها. وتتخوف الجزائر من تأزم الوضع الأمنى فى ليبيا بعد دعوة تنظيم أنصار الشريعة، يوم الجمعة، فى مدينة درنة إلى النفير العام ومساعدة التنظيم. وأشار مصدر أمنى جزائرى إلى أنه من المنتظر أن يتم إعلان الحدود الليبية الجزائرية منطقة عسكرية فى إطار تشديد الرقابة. ولابد هنا من التذكير بأزمة الرهائن فى المركب الغازى فى «إن أمناس» فى يناير 2013 الذى استهدف موقعا قريبا جدا من الحدود الليبية. ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية عن مصدر أمنى أن مصالح الأمن أكدت مقتل جزائريين اثنين من أعضاء جماعة أنصار الشريعة فى معارك بنغازي، وهما كامل نوار وأبو عثمان الجزائري، إضافة إلى إصابة جزائرى ثالث بجروج بليغة هو أبو الفتح الجزائري. كما تسعى تونس بدورها لتجنب الانعكاسات السلبية للأزمة الليبية، فهى تخشى أيضًا من عودة متطرفين تونسيين، يقال إنهم تلقوا تدريبات فى ليبيا، إضافة إلى تخوفها من تدفق الأسلحة من ليبيا إلى تونس، والتى عززت القدرات العسكرية لجماعة أنصار الشريعة التونسية. وتخشى تونس من تدفق لاجئين إضافيين إلى أراضيها كما حصل عند بداية الثورة الليبية. وبسبب تواجد أعداد كبيرة من الليبيين بشكل دائم فى تونس، فهى تتخوف من احتمال انتقال الخلافات بينهم إلى أراضيها.