تحت عنوان "العالم العربى ينتخب، فهل الحروب والعمليات الإرهابية ستستمر"، قال المحلل الإسرائيلي "أساف جبور" فى تقرير مطول نشرته صحيفة "معاريف" العبرية: إن ثلاث دول عربية تشهد حالياً معركة انتخابات رئاسية وهى العراق ومصر وسوريا. وأشار إلى أن الملكى سينتخب فى العراق للمرة الثالثة ولكنه سيسيطر فقط على شرق الدولة على خلفية العمليات الدامية التي تجرى يومياً. وأضاف أن الأسد نجح فى إيجاد أشخاص حقيقيين للمنافسة أمامه دون الحديث عن مئات آلاف القتلى، بينما فى مصر سيتم انتخاب السيسي، حتى لو كانت هناك حالة من عدم اليقين حول مواقفه. وبدأ الكاتب تقريره بالعراق وقال: لقد مرت 11 سنة منذ سقوط نظام صدام حسين وثلاث سنوات على انسحاب قوات الولاياتالمتحدةالأمريكية من العراق، وجرت في نهاية الشهر الماضي الانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن 22 مليون شخص لهم الحق فى التصويت أرادوا منح العراق مستقبل أفضل انطلاقاً من الواقع الكئيب الذي قتل فيه أكثر من 100 مواطن فى أسبوع الانتخابات. وأضاف أن 276 جماعة سياسية تضم 9 آلاف مرشح أرادت كسب ثقة الجمهور والحصول على جزء من مقاعد البرلمان البالغ عددها 382 مقعداً، ومن المتوقع صدور نتائج الانتخابات خلال شهر تقريباً، بسبب طريقة الانتخابات المعقدة في العراق القائمة على تكتلات سياسية. وتابع بأنه مع ذلك فإن كل الاستطلاعات تتنبأ بأن نورى المالكى هو الذى سيشكل الحكومة القادمة، مشيراً إلى أن المالكي يكثر من زيارته لإيران وينسق مواقفه مع طهران أيضاً فيما يتعلق بالحرب في سوريا وأهمية الحفاظ على نظام بشار الأسد الذي سيشكل حكومة للمرة الثالثة. وفيما يتعلق بسوريا التى ستجرى فيها الانتخابات 3 يونيو القادم، فى انتخابات سيشارك فيها 3 أشخاص فحسب منهم الرئيس بشار الأسد، تم تغيير معايير الترشح على منصب الرئيس من أجل استبعاد إمكانية حدوث ثورة خارجية، حيث نص القانون على أن المرشحين الذين عاشوا خلال السنوات العشرة الأخيرة في سوريا فقط يمكنهم الترشح لمنصب الرئيس، وللحيلولة دون ثورة داخلية تقرر أن كل من يريد الترشح سيضطر للحصول على تأييد 35 نائباً حالياً بالبرلمان. ولفت الكاتب إلى أن حقيقة أن سوريا فى السنوات الأخيرة سقط فيها نحو 200 ألف مواطن اختفت تماماً من الحملات الانتخابية للمرشحين ضد الأسد، كما أن النظام السوري يستغل أي فرصة لإرسال معلقين سياسيين من قبل النظام للحديث عن أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ الدولة، والتنديد بمحاولات الغرب التدخل في الانتخابات الرئاسية السورية. وأشار إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه المعلقون بث رسائل مطمئنة ويدعون لإقامة انتخابات ديمقراطية في سوريا الممزقة، بدأ بعض الشباب حملة تدعو لعدم المشاركة في الانتخابات تحت شعار "ارمي صوتك"، وهي حملة انتشرت بشدة في سوريا على الفيسبوك واليوتيوب. وفيما يتعلق بمصر، قال الكاتب الإسرائيلي "أساف جبور": إن الانتخابات الرئاسية المصرية ستجري في 26-27 مايو الجارى ويتنافس فيها مرشحان اثنان: ميشيل صباحي (حمدين صباحي) المرشح الخاسر في الانتخابات السابقة في 2012، والذي يعتبره الكثيرون مرشحاً كومبارس الهدف منه هو إضفاء الجو الديمقراطي على الانتخابات، والمرشح الذي يمكن القطع تتويجه كرئيس مصر القادم "عبد الفتاح السيسي". وقال عن السيسي: إنه الرجل الذي كان وزيراً للدفاع ولم يعلن عن ترشحه للانتخابات حتى اللحظة الأخيرة، وأراد العمل ضد التنظيمات الإرهابية العاملة في الدولة وقلل من ظهوره بوسائل الإعلام، إلا أنه منذ إعلانه عن ترشحه استقال من منصبه العسكري واستبدل الزي العسكري بحلية ورابطة عنق ولا يتوقف عن الظهور في شاشات التليفزيون. وقال الكاتب: إنه خلافاً للسياسة الإسرائيلية التي بها التوجه السائد في السنوات الأخيرة لدى النواب هو قلة الظهور إعلامياً لأن ثمة واحد لم يندم قط على كلام قاله في حوار لم يمنحه، إلا أن الحوارات والأحاديث الإعلامية التي منحها عبد الفتاح السياسي أفادته كثيراً، مشيراً إلى أن السيسي في حواراته الإعلامية ألغى إمكانية عودة الإخوان المسلمين للإمساك بزمام السلطة.