وصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما السبت الى ماليزيا في اول زيارة لرئيس اميركي منذ الستينيات، لتحسين العلاقات مع هذه الدولة المسلمة المعتدلة التي تواجه حكومتها انتقادات حول استغلال السلطة وسوء ادارة الازمة بعد اختفاء الرحلة ام اتش 370. ويعتبر اوباما اول رئيس اميركي في منصبه يزور البلاد منذ ليندون جونسون في 1966, وهذه المحطة جزء من جولة اسيوية يسعى اوباما من خلالها الى تعزيز تحالفاته والترويج لمشروعه من اجل اتفاق تجارة بين دول المحيط الهادئ وسط قلق حول تزايد نفوذ الصين . واضطر الرئيس الامريكي في زيارته السابقة لليابان وكوريا الجنوبية التعامل مع المواجهات المتصاعدة مع روسيا في اوكرانيا وتدهور محادثات السلام في الشرق الاوسط والعدوة القديمة كوريا الشمالية. وقال "اوباما" أثناء ختام زيارة استمرت يومين الى كوريا الجنوبية ان سعي كوريا الشمالية، "الدولة المارقة" بحسبه، المتواصل لحيازة السلاح النووي "طريق يؤدي الى مزيد من العزلة . وسيتعين على اوباما الانتباه الى الخط الرفيع الذي يفصل بين التودد لرئيس الوزراء نجيب رزاق وبين ادراك ان فئات كبيرة من المجتمع المتعدد الثقافات سئمت حكم الفساد المنتشر على نطاق واسع مع حكومة الائتلاف الحاكمة منذ 57 عاما. ويطمح "رزاق" الى الحصول على موافقة الخارج فهو يطرح نفسه كمسؤول اصلاحي ومعتدل دينيا . الا ان زعيم المعارضة انور ابراهيم قال في بيان له اليوم السبت حث فيه اوباما على دعم الحرية والديموقراطية" في ماليزيا، موضحا ان "الواقع هو ان النظام فاسد ومتسلط". واضاف "ابراهيم" "ستكون فرصة مؤاتية للترقي الى مستوى المثل التي دعا اليها اوباما في حملته والايام الاولى لتوليه الرئاسية". وتعرضت حكومة نجيب رزاق لانتقادات متزايدة حول مضايقة المنافسين وقمع حرية التعبير خصوصا بعد الانتخابات العام الماضي والتي حصدت فيها المعارضة تاييدا شعبيا كبيرا. الا ان نجيب ظل في الحكم من خلال ما يقول النقاد انه نظام انتخابات يعطي الافضلية لائتلافه. وادين انور في السابع مارس وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات بتهمة اللواط التي اثارت جدلا والتي يقول ان دوافعها سياسية وشككت بها الولاياتالمتحدة. ويواجه عدد من الناشطين والمعارضين والعاملين في المجال الانساني تهما متعددة تشمل التحريض، بينما يشكو مسيحيون من مضايقات. وفي مقابلة نشرتها السبت صحيفة "ذي ستار" الناطقة باسم الحكومة، قال اوباما ان الدول الاكثر نجاحا هي التي "تحافظ على الحقوق الانسانية لكل مواطنيها بغض النظر عن الانتماء السياسي والاتنية والعرق او الديانة". ومن غير المقرر ان يقابل اوباما انور الا ان مستشارته للامن القومي سوزان رايس ستقوم بذلك في المقابل سيتجمع اوباما الى ممثلين عن عدة مجموعات معارضة للحكومة. ومن جهتها، اصدرت منظمة العفو بيانا دعت فيه اوباما الى "التحدث بالنيابة عن كل الذين تسكت السلطات الماليزية اصواتهم". وماليزيا تعتبر احدى الدول التي لها مطالب حدودية في بحر جنوبالصين حيث اثار موقف الصين القلق. وفي المقابلة مع الصحيفة اشار اوباما الى التعاون الامني المتنامي مع ماليزيا كوسيلة لضمان "حرية التنقل في ممرات مائية دقيقة" وان الدول "تلتزم بالقواعد نفسها" في اشارة واضحة الى الصين . ويعتقد المراقبون ان نجيب يريد الاستفادة من تاثير اوباما ازاء الانتقادات الداخلية واختفاء الرحلة ام اتش 370 بينما كانت تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين. وتعرضت حكومته لانتقاد الاسرة الدولية حول حادث الطائرة وطريقة ادارة الازمة التي اعتبرت غير كفوءة وسرية. ومن المقرر ان يلتقي اوباما ملك ماليزيا يانغ دي برتوان اغونغ السبت وان يحضر عشاء دولة. وسيزور الاحد المسجد الوطني في كوالالمبور وسيعقد اجتماعا ثنائيا مع نجيب قبل ان يلتقي مسؤولين من الشبيبة من مختلف دول جنوب شرق اسيا. ومن المتوقع ان يغادر ماليزيا صباح الاثنين للتوجه الى الفيليبين.