إلى رئيس الوزراء الذى عهدناه «نحن العاملين فى مجال المقاولات من زمن طويل أنه رجل مواقع» فحينما أتى وزيرا للإسكان سعدنا به جدًا وتوقعنا أن يكون رئيسا للوزراء لما نعرفه عنه من إخلاص فى العمل وجهد ونشاط، وبالفعل أصبح رئيسا للحكومة وبدأ النشاط يسرى فى الحكومة الجديدة ولأول مرة يلاحظ المواطن أن المسئولين بينه ليل نهار فأردت أن أكون مشاركا بشكل ايجابى وتفعيل العمل المجتمعى مع الحى والمشاريع التى تقوم بها الحكومة فى مدينة شبرا الخيمة وذهبت إلى مكتب المحافظ فى شبرا الخيمة منذ أربعة أشهر ومدينة شبرا الخيمة التى كانت فى الماضى إحدى أكبر قلاع صناعة الغزل والنسيج فى مصر، وبالفعل قابلنى بترحاب ووعدنى بحل جميع المشاكل فى أقرب وقت وأوكل ذلك إلى رئيس مجلس المدينة الذى كان يعمل مديرا للأمن من قبل ورئيس الحى الذى كان يشغل منصب أمين العضوية فى الحزب الوطنى ولا أقصد بذلك الإساءة لأحد، فهم رجال محترمون ولكن من الواضح أن الموضوع كبير عليهم - المهم بعد تلك الزيارة بأكثر من أربعة أشهر رأيت أمام مكتب المحافظ فى شبرا الخيمة البسطاء من الناس يريدون أن يعرضوا عليه مشاكلهم فيقوم الأمن بمنعهم وابعادهم وعلى الجانب الآخر يدخل المعارف وأصحاب الوساطات فأردت الدخول وحاول منعى سكرتير مجلس المدينة لكننى صعدت إلى المكتب فقابلت رئيس الحى وبعرض المشاكل مرة أخرى تعامل بانفعال شديد وتركنى فى مكتبه وخرج فسألت عن المحافظ فقالوا إنه فى اجتماع. وعدت بعد أكثر من ثلاث ساعات وحاولت الدخول إليه وفى هذه المرة حاولت مديرة مكتبه أن تمنعنى بشكل غير لائق وقالت أكتب ما تريد لأن المحافظ مش فاضى يقابل حد فى حين أن «الوسايط» تدخل أمامى، وبعد ذلك طرقت باب مكتبه واستأذنته فى الدخول ويا ليتنى ما دخلت فشتان هذه المرة والمرة السابقة فقلت له أنا هنا لأساعد حضرتك وأعرض عليك مشاكل الحى وايجاد الحلول لها، ولكن من الواضح أنه بعد 7 أشهر فى منصبه بدأ يتغير جداً، وقال: كل واحد يخليه فى شغله ومحدش ليه دعوة واحنا شغالين كويس، فقلت له هذا الكلام غير صحيح لأن أكبر مشاكل الحى ميدان المؤسسة مدخل القاهرة به أكثر من 10 مواقف عشوائية وهذا سبب الزحام والمعاناة للمواطنين القادمين من الطريق الزراعى إلى القاهرة وعدم تواجد رجال المرور باستمرار، بل تتم سرقة الموبايلات من السيارات فى الزحام بشكل يومى صباحا ومساء، غير المعاناة من كثرة القمامة وبعض الشوارع مغلقة منذ سنوات. وقال: أنا بعمل شغل لم يحدث منذ ثلاثين عاما ولن يحدث بعد ذلك. «ألا يظن سيادته أن هذا واجبه وعمله يحتم عليه ذلك» لأنه يتقاضى راتبه من أموال الشعب. المهم رأيت أن وجودى غير مرغوب فيه ولا يتم احترام المواطن الذى هو السيد فى هذا البلد بعد أن قام بثورتين واحدة ضد الفساد والتوريث والثانية ضد أخونة الدولة والإرهاب ولا نريد أن يأتى اليوم ليقوم الشعب بثورة ثالثة ليعلن الجميع أن هناك ثورة بالفعل تطالب «عيش - حرية -عدالة اجتماعية» لأنه واضح للجميع أن الفساد مازال موجودا والدولة العميقة قائمة والنهاية «ثورة ما تمت».