إن حزب الوفد هو الحزب الوحيد علي الساحة المصرية الذي له جذور نضال ضاربة في أعماق التاريخ منذ ثورة 1919، المجيدة، وهو حزب لم يؤسسه حاكم بقرار سلطوي بل تشكل من رحم هذا الشعب فمنذ أن ذهب الزعيم خالد الذكر سعد زغلول وصاحباه علي شعراوي وعبدالعزيز فهمي الي المندوب السامي البريطاني مطالبا بحق مصر في الحرية والذهاب الي مؤتمر فرساي للمطالبة بالحرية فرفض المندوب السامي البريطاني بحجة أنهم لا يمثلون الشعب المصري، فانطلق الشعب كالطوفان الهادر بعمل توكيلات التفويض في نجوع مصر وقراها قبل مدتها، فإن الوفد هو الحزب الذي أسسه الشعب وظل هذا الحزب علي قدر المسئولية وضحي زعماء الوفد بداية من الاعتقال والنفي حين نفي سعد زغلول باشا ورفاقه في 8 مارس 1919م فكانت ثورة الشعب يوم 9 مارس بشعار سعد أو الثورة حتي أجبرت انجلترا علي الإفراج عن سعد ليظل علي كفاحه ونضاله حتي تم اعتقاله مرة أخري يوم 29 ديسمبر 1921، ومعه شركاء النضال والكفاح من أجل حرية مصر مصطفي النحاس وفتح الله وبركات وعاطف بركات ومكرم عبيد وسينوت حنا وتم نفيهم الي جزيرة سيشل التي عرفت بجزيرة سعد، وظل الكفاح والنضال والتضحية من أجل مصر بإعداد دستور سنة 1923، وافتتح أول مجلس نيابي عامي 1924، ورحل سعد 1927 وتولي الكفاح والنضال بعده مصطفي النحاس، فكان خير خلف لخير سلف وظل مصطفي النحاس يناضل من أجل مصر ضد مستعمر مستبد وملك مهزوز ووقعَّ مصطفي النحاس معاهدة 36 ثم ألغاها بنفسه 1951، وبدأ النضال ضد الاستعمار حتي كانت معركة الشرف والنضال وكانت معركة الشرطة المصرية وصمودها ضد وبال انجلترا في 25 يناير 1952 فأصبح عيدا خالدا وتقاسمت الأيادي القدرة والتحالف المشئوم بين انجلترا والملك والإخوان وتم حرق القاهرة بأيدي المثلث الغادر الملك وانجلترا والإخوان للإطاحة بحكومة الوفد يوم 26 يناير 1952، لتنتهي أفضل فترة كفاح ضد القصر الفاسد والمحتل الغاشم وتسود فترة من الفوضي والضياع بثلاث حكومات فاشلة من 27 يناير 52 الي أن أشرفت ثورة يوليو 1952م بقيادة الرجل الشريف محمد نجيب ليطيح بهذا الملك الفاسد ومعبر مصر الي وجهتها، الي هنا وقف الأمر ودخلنا مرحلة جديدة وليبدأ الوفد فيما بعد نضالا برجال شرفاء فدوا وطنهم بنضالهم وجهادهم لا يريدون إلا وجه الله وجه هذا الوطن الكريم وإلي لقاء يجمعنا والله علي ما نقول شهيد.