قال الدكتور ناجح إبراهيم, المفكر الإسلامى, إن الممارسات الإرهابية فى مصر تتبناها ثلاث مجموعات إرهابية, هم أنصار بيت المقدس، وأنصار الشريعة وكتائب الفرقان. وأضاف إبراهيم فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" على هامش المؤتمر الإقليمى الأول لمكافحة الإرهاب بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة, أن هذه المجموعات تتفق معاً فى تكفير مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة, فضلاً عن تكفير الأحزاب السياسية وكل من لا يتفق معهم فى الرأى, ويختلفون فى الكيفية أو "التكنيك" الذى يستهدفون به المواطنون وجنود وضباط الجيش والشرطة. وأشار المفكر الإسلامى إلى أن الاختلاف بين الجماعات الإرهابية الثلاثة, تكمن فى اعتماد جماعة أنصار بيت المقدس فى عملياتها الإرهابية على التفجيرات, أما أنصار الشريعة وكتائب الفرقان، فيستخدمون الأسلحة الآلية, لافتاً إلى أن الدولة وجهت ضربات "قاصمة" لهم فى سيناء, اضطرت بعدها هذه المجموعات إلى الفرار نحو فناء شبه جزيرة سيناء وهى جنوبسيناء والإسماعيلية ثم إلى القاهرة. وتابع إبراهيم: "فبعد أن تلقت هذه المجموعات ضربات قاصمة فى سيناء, تلقوا ضربة شديدة فى معقلهم الرئيسى بالقليوبية؛ مما أثر على عملياتهم الإرهابية وأخّرها بعدما قُتل 4 من عناصرهم وقُبض على 6 آخرون وضبط 20 برميل من المواد المتفجرة عقب مداهمة قوات الأمن لمعقلهم". ولفت المفكر الإسلامى إلى أن جماعة "أنصار الشريعة" خلال الفترة التى نشطت فيها بالشرقية, كان لدى قياداتها روابط بالعناصر الإرهابية ببنى سويف, موضحاً أنه تم القضاء على هذه الجماعة نهائياً بعد مقتل زعيمها الإرهابى "أحمد عبد الرحمن" الذى استُشهد على يديه 14 ضابطًا وجنديًا من الشرطة وإصابة 6 ضباط ومجندين من الجيش, منوهاً أن فرع أنصار الشريعة فى بنى سويف تم القبض على جميع عناصرها الذين استشهد على يديهم 5 من رجال الأمن وإصابة 2 آخرين أثناء قيامهم بهجوم مسلح على كمين أمنى ببنى سويف فى يناير الماضى, مضيفاً أنه كان من بين المقبوض عليهم خال الإرهابى أحمد عبد الرحمن. وشدد إبراهيم على أن هذه المجموعات الإرهابية بدأت بالانحصار بشكل ملحوظ بعد تلقيها ضربات شديدة من قوات الأمن فى الفترة الأخيرة, مشيراً إلى أن هذه المجموعات تتمركز فى كل من الفيوم وبنى سويف والغربية والشرقية, وفى القاهرة تتمركز فى بولاق وإمبابة وشبرا والمطرية. ورأى المفكر الإسلامى أن قوى الأمن مشتتة ما بين التظاهرات التى لا تخلو من مظاهر العنف والإرهاب, والعمليات الإرهابية التى تستهدف المواطنين وجنود القوات المسلحة والشرطة, وأخيراً النزاع القبلى فى أسوان, على الرغم من أن الأمن بدأ يستعيد عافيته التى لم تكتمل بعد من فترة قريبة. وتوقع إبراهيم انتهاء العمليات الإرهابية عقب انتهاء النزاع السياسى والاجتماعى والانسداد الاقتصادى, معتبراً أن تحويل ذلك الصراع إلى معركة دينية وتصويرها من بعض الأطراف على أنها معركة بين الحق والباطل وما بين الكفر والإيمان فى ظل غياب الفكر الإسلامى الوسطى وعلو نبرة التكفير والعداء, كأحد الأسباب التى تغذى الفكر التكفيرى فى المجتمع. واردف: "الصراع السياسى هو أول ما يحيى الفكر التكفيرى فى المجتمع, فالفكر التكفيرى ظهر بعد اندلاع الصراع السياسى بين سيدنا على بن أبى طالب وسيدنا معاوية, الذى تم تحويله لاحقاً إلى صراع دينى بين الحق والباطل". وواصل إبراهيم: "فالمجال فُتح واسعا أمام المجموعات الإرهابية بعد ثورة 25 يناير, بعدما رضخ المجلس العسكرى لضغوط جماعة الإخوان للإفراج عن عدد من العناصر الإرهابية, وما زاد الطين "بلة" عقب وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم قيام المعزول مرسى بالإفراج عن قيادات إرهابية, تشارك حالياً فى العمليات الإرهابية التى تستهدف المواطنين العزل وضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة. وفيما يتعلق بتظاهرات الطلاب المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابى بالجامعات الحكومية, طالب إبراهيم بأن تتعامل الدولة بضبط نفس تجاه هذه التظاهرات حتى لا تعطى الذريعة لبعض الأطراف لتصوير الأمر على أنه قمع وكبت للحريات كما يحلو لبعض المتربصين أن يسموه – على حد وصفه.