أكد عمر كونارى، رئيس الوفد الأفريقى رفيع المستوى، أن الوضع الراهن يمثل خسارة مشتركة لكلٍّ من مصر وأفريقيا، وأنه يتعين أن تعود مصر لممارسة دورها التاريخى والريادى فى القارة، خاصة وأن أفريقيا تواجه تحديات هائلة لا يمكن مواجهتها إلا بدور مصرى فاعل وريادى استكمالاً لدورها التاريخى فى الخمسينيات والستينيات فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ودعمها الكامل لكل حركات التحرر الوطنى، وتحقيق الوحدة الأفريقية. كان نبيل فهمى وزير الخارجية قد استقبل صباح اليوم، الثلاثاء، الوفد الأفريقى رفيع المستوى برئاسة ألفا عمر كونارى رئيس مالى الأسبق، ودالينا محمد دالينا رئيس وزراء جيبوتى الأسبق. وأشار كونارى إلى أن نشاط الوزير فهمى المكثف فى أفريقيا والعالم قد نجح فى اعادة مصر لأفريقيا، خاصة مشاركتها الأخيرة فى القمة الأوروبية الأفريقية الرابعة، ومن قبلها فى قمة الكوميسا وتجمع الساحل والصحراء، وأنه يتطلع أن يتوافر توافق أفريقى قريبًا. من ناحيته قال السفير الدكتور بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الوزير فهمى رحب خلال اللقاء بالوفد، مؤكدًا أن استقبال مصر للوفد للمرة الثالثة يعكس مدى حرصها على التعاون الكامل مع أشقائها الأفارقة لطى صفحة الماضى والنظر للأمام وإعادة النظر فى القرار السابق لمجلس السلم والأمن الأفريقى، مجددًا عزم والتزام الحكومة بالمضى قدمًا فى تجسيد تطلعات الشعب المصرى ببناء ديمقراطية عصرية من خلال استكمال تنفيذ باقى استحقاقات خريطة الطريق بعد الاستفتاء على الدستور، وقرب تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة تليق بمكانة شعب مصر وثورتين عظيمتين. وأضاف المتحدث أن الرئيس كونارى نقل شكر وتقدير الوفد رفيع المستوى على كامل تعاون الحكومة المصرية وتفهمها لمهمة الوفد، موضحًا علمهم الكامل بمدى الألم والغضب الذى يلمسونه من الحكومة والمعارضة ومختلف القوى السياسية والمجتمع المدنى فى مصر من استمرار غيابها عن أنشطة الاتحاد الأفريقى، مشيرًا إلى أن هناك إدراكًا متزايدًا لضرورة إعادة النظر فى القواعد والمواثيق الأفريقية المعمول بها حتى تأخذ فى الاعتبار الهبات والثورات الشعبية. وأكد الرئيس كونارى قناعة الوفد بأن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن انقلابًا عسكريًا، وإنما هبة شعبية، مشيرًا إلى أنه يتعين على الاتحاد الأفريقى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة مراجعة هذه المواثيق الأفريقية للأخذ فى الاعتبار الثورات الشعبية بعد التجربة المصرية. من جانبه أثنى رئيس وزراء جيبوتى الأسبق على الخطوة الكبيرة الخاصة بالاستفتاء على الدستور، وقرب إجراء الانتخابات الرئاسية فالبرلمانية؛ بما يؤدى إلى استكمال تنفيذ خارطة الطريق، موضحًا أن الوفد لمس عن قرب مدى الغضب الرسمى والشعبى من الإجراء الأفريقى، مؤكدًا أن الزيارة الحالية واللقاءات المهمة التى أجراها الوفد جعلت مصر أقرب إلى العودة لممارسة دورها الريادى فى الاتحاد الأفريقى وفتح صفحة جديدة فى التعاون والعودة للعائلة الأفريقية. وقدم فهمى الشكر للوفد على عبارات التقدير لمكانة مصر الأفريقية والتفهم لحقيقة الأوضاع فيها، مؤكدًا أن مصر بعد ثورة 30 يونيو اتخذت قرارًا استراتيجيًا بالتحرك الفعال فى أفريقيا وتأكيد جذورنا الأفريقية وإحياء الدور المصرى فى القارة، وليس مجرد رد فعل تكتيكى على قرار معين، مجددًا العزم على استمرار مصر فى أداء رسالتها تجاه أشقائها فى أفريقيا.