أكد الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا وثيقًا بين مصر ومنظمة اليونسكو، لتعزيز قطاعى التعليم والتعليم والتدريب الفنى، وذلك فى إطار الخطة الإستراتيجية لمصر؛ والتى تستهدف الارتقاء بالتعليم. وشدد الوزير على أهمية الاتفاق الذى وقعه أمس بباريس مع المديرة العامة لليونسكو إيرنا بوكوفا لتحويل مركز "سرس الليان" لتعليم الكبار إلى مركز إقليمى يخدم أفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف الدكتور أبو النصر أنه عقد خلال الزيارة التى يختتمها فى وقت لاحق اليوم بباريس عدة لقاءات مع مسئولى منظمة اليونسكو المتخصصين فى مجال التعليم اعتبارا من التعليم الابتدائى وحتى التعليم العالى المتعلق بكليات التربية وأكاديمية المعلم. وأوضح وزير التربية والتعليم أنه ناقش مع مسئولى اليونسكو سبل إعادة هيكلة أكاديمية المعلم.. مشيرا إلى أن وفد من اليونسكو سيزور مصر قريبا من أجل مراجعة وتقييم عمل الأكاديمية وبحث سبل التعاون بين الجانبين لإعادة هيكلة أكاديمية المعلم وتحويلها أيضا إلى مركز إقليمى للشرق الأوسط والقارة الأفريقية. وأشار أبو النصر إلى أنه بحث أيضا مع المسئولين بالمنظمة الأممية مشروع "القرائية" الذى تطبقه الوزارة اعتبارا من هذا العام، والذى يهدف إلى جعل طلاب الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى (2ر4 مليون طالب) قادرون على القراءة والكتابة بالتشكيل، والذى امتد فى الفصل الثانى الدارسى الحالى ليشمل باقى صفوف المرحلة الابتدائية، ليكون لدينا فى نهاية العام الدراسى الحالى 2ر8 مليون طالب يقومون بالقراءة والكتابة بتشكيل الحروف. وأضاف أنه أطلع المسئولين باليونسكو كذلك على المشروعات والمبادرات التى تطبقها الوزارة فى مجال التعليم الفنى فى إطار مبادرة "مدرسة فى المصنع..والمصنع فى المدرسة" الذى يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، مشيرا إلى اليونسكو أثنت على مبادرة "مصنع فى المدرسة" والذى يقوم على تدريب الطلبة وفى نفس الوقت يحقق لهم عائد مادى وأيضا للمعلمين والمدارس والوزارة؛ مما يسهم أيضا فى تطوير الخدمات. وأشار وزير التربية والتعليم إلى أنه عرض خلال اجتماعاته بمنظمة اليونسكو الخطة الإستراتيجية للوزارة 2017-2030..والتى ستجرى مرحلتها التأسيسية فى 2017..مضيفا أن اليونسكو ستقوم بمراجعة هذه الإستراتيجية ودراسة المجالات التى يمكن دعمها من جانب المنظمة. وعن الإنجازات التى حققتها الوزارة منذ ثورة الثلاثين من يونيو من أجل تعزيز هذا القطاع الهام فى مصر..قال الدكتور أبو النصر إنه إلى جانب مشروع "القرائية"، تركز الوزارة أيضا على التطوير التكنولوجى حيث تم تسليم الطلاب والمعلمين حاسبات لوحية "تابلتز" فى تسع محافظات (الوادى الجديد، مطروح، أسوان، البحر الأحمر، جنوبسيناء، دمياط، الإسماعيليةوالسويس)، حيث تم الاهتمام بالمحافظات الحدودية بشكل خاص..مشيرا إلى أنه فى المرحلة المقبلة سيتم تعميم ذلك فى 12 محافظة والمرحلة الثالثة والأخيرة تشمل باقى محافظات الجمهورية. وأعلن وزير التعليم عن الانتهاء من تغيير المناهج الدراسية من الصف الأول وحتى السادس الابتدائى وتطبيقها اعتبارا من العام الدراسى القادم، على أن يتم تغيير المناهج تدريجيا فى جميع المراحل الدراسة خلال ثلاث سنوات، هذا بالاضافة إلى التركيز على تدريب المعلمين. وأوضح أبو النصر أن الوزارة دشنت خطة إستراتيجية أخرى لمحو الأمية تستهدف 7 ملايين شخص خلال العام الجارى"وطلبنا اليونسكو بتقديم الدعم فى هذا المجال"..مضيفا أنه سيتم الإعلان بحلول نهاية العام الجارى "البحيرة محافظة خالية من الأمية"، وذلك بالتعاون بين الوزارة والمجتمع المدنى ورجال الأعمال والمفتى. وفيما يتعلق بتطوير المناهج الدراسية..قال إنه وبالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات من بينها الأزهر والثقافة والآثار والرى والاتصالات والداخلية والقوات المسلحة تم تشكيل لجان خاصة من أجل تطوير المناهج والابتعاد عن الحفظ والتلقين، كما تم عمل كتاب باسم "القيم والخلاق للمواطنة" وتم مراجعته من جانب شيخ الأزهر والبابا تواضروس ووزير الأوقاف، ويتم توزيع الكتاب على المدرسين وملخص منه على الطلبة. وأعلن الدكتور أبو النصر أن وفدا من مسئولى مدينة مرسيليا الفرنسية سيقوم بزيارة إلى مصر الشهر القادم فى إطار اتفاقية التوأمة بين مرسيليا ومحافظة الإسكندرية، حيث سيتم الاستفادة من هذا التعاون فيما يسمى ب"مدارس الفرصة الثانية" التى تستهدف المتسربين من التعليم خاصة من 8 إلى 12 سنة، والذى يصل عددهم إلى نحو مليونى شخص..مضيفا أنه سيتم وفى هذا الإطار تطبيق نموذج آخر تقدمه منظمة اليونسكو لمواجهة ظاهرة التسرب من التعليم وسيتم تعميمه أولا فى محافظة السويس. وفى سياق آخر..أعلن وزير التربية والتعليم أنه سيتم خلال الفترة القادمة أيضا البدء فى العمل والمساهمة فى توليد الطاقة حيث سيتم استغلال فى المرحلة الأولى 48 ألف مدرسة لوضع "سولار بانلز" لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، وفى المرحلة الثانية سيتم بناء 10 آلاف مدرسة أخرى للسبب نفسه ليصبح العدد الاجمالى 58 الف مدرسة، لتصبح بذلك أكبر محطة كهرباء فى مصر. وأضاف أنه تم خلال الفترة الماضية أيضا عمل مصانع لتدوير الورق والأخشاب ومصنعين لإنتاج اللمبات الموفرة وذلك داخل مدارس التعليم الفنى. وأوضح وزير التربية والتعليم أنه يتم التركيز أيضا على ربط سوق العمل بخريجى التعليم الفنى، حيث سيفتتح صباح غد بالإسكندرية مؤتمر التدريب والتوظيف الذى تشارك به 400 شركة ومصنع وسيتم خلاله عرض 19 ألف فرصة عمل من خلال لقاءات بين الطلبة وخريجى التعليم الفنى والشركات. ومن المقرر أن يغادر وزير التربية والتعليم فى وقت لاحق اليوم العاصمة الفرنسية باريس فى ختام زيارة استمرت لمدة يومين.