غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري القدس، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي الناتو في بروكسل، على أن يعود غدا الأربعاء إلى المنطقة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعقد كيري جولة ثانية من المحادثات، صباح الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مسعى لإنقاذ المفاوضات التي تعثرت عقب رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المتفق عليها في إطار اتفاق استئناف المفاوضات. يذكر أن مجموعة من العراقيل تقف في طريق المفاوضات التي استؤنفت في يوليو بعد توقف دام ثلاثة أعوام، منها مطلب نتانياهو بأن يعترف عباس صراحة بإسرائيل دولة يهودية، الأمر الذي يرفضه عباس باعتبار أنه "يدمر ما ينشده الفلسطينيون لدولتهم". وكانت المفاوضات واجهت أزمة في مطلع الأسبوع عندما لم تمض إسرائيل قدما في تنفيذ إفراج موعود عن الدفعة الرابعة من معتقلين الفلسطينيين في الموعد المقرر لذلك. من جانبه، أخبر عباس أعضاء القيادة الفلسطينية الذين اجتمع بهم مساء الاثنين، رفضه للمقترحات التي تقدمت بها أمريكا وإسرائيل مقابل تمديد المفاوضات، ما لم يتم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، بما في ذلك الأسرى من الداخل، حسب ما ذكرت من جانبها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الثلاثاء. ووفقا للصحيفة (نقلا عن مصادر فلسطينية) فإن المقترح الإسرائيلي الذي تم تقديمه لعباس يتضمن الإفراج عن 26 أسيرا من الدفعة الرابعة، واستثناء ال 14 أسيرا من الداخل، بالإضافة إلى الإفراج عن 400 أسير تحدد إسرائيل هويتهم. وأضافت المصادر الفلسطينية أن إسرائيل رفضت بشكل مطلق الإفراج عن مروان البرغوثي أو أحمد سعادات، مع إبداء استعدادها لدراسة الإفراج عن فؤاد الشوبكي المسؤول عن عملية السفينة كارين إي. كما يشمل المقترح الإسرائيلي تجميد البناء الحكومي في المستوطنات، وعدم الإعلان عن عطاءات جديدة للبناء باستثناء القدس، مع استمرار البناء الخاص بالمستوطنات. وشملت المقترحات أيضا ترتيب أوضاع 5 آلاف أسرة فلسطينية في الضفة والقطاع في إطار برنامج لم شمل العائلات، وإدخال تحسينات على ساعات العمل على معبر الكرامة بحيث يبقى المعبر مفتوحا على مدار 24 ساعة، مع تحسينات على دخول المسافرين على المعبر. وأشارت الصحيفة إلى أن رفض عباس هذه المقترحات دفع كيري بإلقاء ورقة الإفراج عن جوناثان بولارد الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد بأميركا بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، لتليين موقف تل أبيب بخصوص إطلاق سراح أسرى الداخل.