«اشتر على خبر وبع على شائعة»، قاعدة يتعامل بها المستثمرون الأفراد المصريون فى البورصة، تجسدت هذه القاعدة بصورة أكبر خلال جلسة تعاملات الخميس الماضى، والتى تزامنت مع إعلان المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع السابق، لرئاسة الجمهورية. مؤشرات السوق سجلت تراجعات حادة باستثناء مستهل التداولات الصباحية، التى سجلت ارتفاعاً كبيراً ثم تحولت إلى موجة هبوط حادة، ووفقاً لما قالته مصادر رقابية خاصة ل«الوفد» فإنه تم مراقبة حركة التداولات فى السوق، والتى أظهرت قيام عدد من الصناديق، ومديرى المحافظ بالبيع ومنها مدير محافظ تابعة لإحدى الشركات الكبرى العاملة فى السوق بالبيع بنحو تجاوز 140 مليون جنيه فى دقائق معدودة على عدد من الأسهم التى تمثل عصب السوق على حد تعبيره، وأنها استحوذت على نسبة كبيرة من عمليات البيع تجاوز 9٪، وهو ما ساهم فى قيام المستثمرين الأفراد بالبيع المكثف. وأضافت المصادر أن «هذه المحافظ تدير بعض أموال المؤسسات الكبرى، وأنه تتم مراجعة العمليات وفحصها بصورة دقيقة للوقوف على حقيقة هذه التراجعات». وأوضحت المصادر أنه أيضاً سيتم تقييم سلوك هذه المحافظ وحركة تعاملاتها فى ذلك اليوم والأيام الماضية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حال ثبوت تلاعب، كما أشارت المصادر إلى أن التراجعات بريئة تماماً من دخول الإخوان أو الفلول بالبيع، كما يتردد فى السوق. هذا التراجع كان له مبرراته وأولها رغبة العديد من المستثمرين الراغبين فى تحقيق أرباح ومكاسب فى البيع عقب ترشح «السيسى» رسمياً لرئاسة الجمهورية، خاصة أنه كانت توجد نية من بعض مديرى المحافظ للبيع وتسييل جزء من المحافظ الاستثمارية لعملائهم بهدف تحقيق أرباح، وهو ما قاله صلاح حيدر، محلل أسواق المال، حيث إنه منذ عدة جلسات والمستثمرون المصريون يتجهون إلى الشراء المكثف مع تلميحات المشير «السيسى» للترشح، ومع كل مناسبة يتم التلويح فيها، ينعكس ذلك على أداء موشرات البورصة، بتحقيق مستويات قياسية سواء على مستوى مؤشرات السوق أو القيم السوقية، وهذه مستويات لم تشهدها منذ 6 سنوات. رغم بيع الأفراد إلا أن العرب والأجانب كانوا يتجهون نحو الشراء على اعتبار أن أسعار الأسهم مناسبة لاقتناص فرص الشراء، مسجلين إجمالى صافى التعاملات 92 مليون جنيه فى ذلك اليوم، وشهدت نحو 90 شركة اختفاء طلبات الشراء على أسهمها بالسوق نتيجة عمليات البيع الشديد للمستثمرين بهدف عمليات جنى الأرباح، وكان من بين الأسهم «ليفت سلاب» و«كابو» و«بايونيرز القابضة» و«العربية لحليج الأقطان» و«مينا للاستثمار السياحى» و«جى إم سى» و«عبر المحيطات للسياحة». وتابع «حيدر» أن قرار ترشح «السيسى» رسمياً انتظرته السوق كثيراً للقيام بعمليات جنى أرباح سريعة، إذ ظلت السوق ترتفع فى العديد من الجلسات إثر الشائعات عن نية ترشح «السيسى»، وبمجرد الإعلان عن الترشح تراجعت الأسهم رغم أن السوق ارتفع إلى أقصى نقطة له خلال ست سنوات ليصل إلى 8580 نقطة ترقباً للترشح. إذن البورصة سجلت مستويات قياسية منذ تلميحات «السيسى» للترشح واستردت خلاله خسائر 6 سنوات كاملة، وقد وصلت أسعار الأسهم إلى مستوياتها السابقة، ووصل المؤشر إلى نقاط مقاومة شديدة ترقب المستثمرون خلالها جنى الأرباح لتتراجع الأسهم إلى مستويات مقبولة للشراء مرة أخرى، وهو ما زاد من حجم الخسائر خلال جلسة الخميس المتزامنة مع الترشح. وخسر مؤشر «إيجى إكس 30» الذى يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة نحو 228 نقطة بنسبة 2.7٪، ووصل إلى مستوى 8251 نقطة، فيما تراجع مؤشر «إيجى إكس 70»، الذى يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 4.35٪، وهبط «إيجى إكس 100» الأوسع نطاقاً الذى يضم الشركات المكونة لمؤشرى «إيجى إكس 30» و«إيجى إكس 70» بنسبة 3.72٪، وشهدت التعاملات مبيعات قوية للمصريين بسبب عمليات جنى الأرباح، لتخسر القيمة السوقية فى جلسة الخميس 14.9 مليار جنيه، وأسبوعاً 3 مليارات جنيه لتغلق عند مستوى 487.4 مليار جنيه. المستثمرون اتبعوا مبدأ «اشتر على الشائعات وبع على الأخبار» على حد تحليل محمد صالح، المحلل المالى، وهو ما دفع العديد من المستثمرين، إلى الاندفاع إلى عمليات الشراء خلال الفترة السابقة، خاصة بعد 30 يونية 2013 وعزل مرسى وبالرغم من عدم الاستقرار السياسى فى تلك الفترة، إلا أن السوق قد شهد ارتفاعات غير مسبوقة مدعوماً بالسيولة التى تم ضخها تلاها الأنباء الخاصة باحتمالات ترشح المشير «السيسى» للرئاسة. وتابع «صالح» ترشح «السيسى» سيعطى حالة من الاستقرار السياسى فى البلد، وهو بالتأكيد ما سينعكس إيجاباً على أداء السوق المصرية، وأن حالة جنى الأرباح لن تستمر طويلاً. إجمالى مشتريات العرب والأجانب وفقاً لقول عمرو صابر، المحلل المالى، والتى تجاوزت 90 مليون جنيه، تشير إلى استراتيجتهم فى عملية اقتناص الفرص وقت الانهيارات فى السوق واستغلال السيولة المتاحة لديهم للشراء وقت الأزمات والبيع وجنى الأرباح فى الارتفاعات، ويأتى ذلك نتيجة لبناء قراراتهم الاستثمارية بناء على التحليل المالى والفنى والبعد عن الأهواء الشخصية والتأثيرات العاطفية فى السوق.