الولايات المتحدةالأمريكية أمة ذكية ودولة غبية.. لايمكن لعاقل أن يتجاهل حقائق ثابتة تقول إن هذا البلد به تقريبا أكثر من 65% من علماء ونوابغ الدنيا ويصل الناتج القومي الأمريكي الى قرابة العشرين تريليون دولار ويحتكر هذا البلد اكثر من 60% من تجارة المعلومات في العالم .. هذه الاحصائيات او الحقائق تعطينا مؤشراً على قوة المجتمع الامريكي وعظمة قيم العمل والانتاج السائدة به لأنه مجتمع غير مثقل بمشاكل القرون الوسطي وماقبلها مثل مجتمعات اقليمنا الشرق أوسطي العزيز الذي تعاني شعوبه من فيروسات ثقافية سرطانية تشدها باسم الدين او الفكر الديني الى مستنقعات التخلف والعنف والفقر.. المهم أنه بقدر عظمة تنوع وثراء الامة الامريكية المتعايشة بخليط من العروق الثقافية الممتدة بجذورها الى كل قارات الدنيا إلا أن هذه الأمة الخلاقة كثيرا ماتبتلي بإدارات سياسية غبية ينعكس غباؤها على صورة الأمريكيين فى العالم .. ومن المدهش والمحزن أن ماحققه رئيس مثل بيل كلينتون لأمريكا من انتعاش اقتصادي كبير خلال ثمانى سنوات ضاع وتآكل مرة بسبب حماقة رئيس مثل جورج دبليو بوش الابن ومرة ثانية بسبب غباء رئيس مثل اوباما الذي وصفته «النيويورك تايمز» بأنه «قرد لايجيد التقليد».. ويشرح موقف الإدارة الأمريكية مما حدث ويحدث في مصر مستويات الغباء داخل البيت الأبيض الذي وضع كل بيض الأمة الامريكية في سلة الإخوان المسلمين، متصوراً أنها السلة التي ستحمل الخير لأمريكا وتعيدها الامبراطورية المهيمنة على كل البحار الدافئة والمسيطرة على كل الممرات المائية ومصادر الطاقة في قلب العالم القديم، وتصور أوباما وأجهزته المخابراتية أن استقرار الإخوان في حكم مصر سيرسم خريطة جديدة للنفوذ الامريكي تتحدد خطوطها بحدود هلال اسلامي يمتد من باكستان حتى مراكش في المغرب، واعتمدت افكار اوباما السوداء على عملاء سياسيين في قطر واسطنبول، ومغازلة محور جديد في المعادلة الاوباماوية الخائبة وهي ايران التي اعتبرها الرابح الأكبر من وراء غباء البيت الابيض لأنها القوة الوحيدة التي لن تخسر شيئا بسقوط الحلم الأمريكي الأحمق والسافل الذي لايزال اوباما لايصدق حتى اللحظة أنه أصبح كابوسا سيقتلعه غير مأسوف عليه من البيت الابيض بعد اقل من عامين وربما قبل انتهاء فترة رئاسته الثانية لو حرك الجمهوريون ملف خسائر أمريكا الاستراتيجية في الشرق الاوسط وفشل سياساتها في مصر وسوريا وافغانستان والعراق وأخيراً أوكرانيا، واهدار اموال دافعى الضرائب الامريكيين في صراعات لم تعد على أمريكا الدولة الا بمزيد من الديون والعجز التجاري المخجل مع دولة معجزة كالصين – ولن ينسي الامريكيون أن اوباما قد رشح نفسه للرئاسة 2008 بوعد أن يسحب القوات الامريكية من أفغانستان، وقد يرحل هذا الرئيس الأحمق قبل أن يفي بوعده، لأن مستنقع افغانستان قد تغرق فيه اكثر من ادارة امريكية قادمة .. وخلال تاريخ امريكا المعاصر لم يتضخم الدين الأمريكي كما حدث خلال حكم أوباما، ولم تجد أمريكا نفسها دولة من الدرجة الثانية أمام قوة كالصين مثلما حدث في سنوات حكم أوباما، ولم يتململ الأوروبيون من عواقب تحالفهم الأعمى مع امريكا مثلما هو الحال الآن خاصة مع ملف اوكرانيا الذي لايخفي كثير من الأوروبيين موقفهم المتحفظ على طريقة ادارة البيت الابيض للأزمة خاصة أن الكرملين قد رمى قفازه بوجه الجميع، وبدت امريكا وحلفاؤها كتلاميذ صغار يؤدبهم معلم روسي.. ومن حماقات الادارة الامريكية اليوم تعرضها الممجوج لأحكام القضاء في مصر خاصة في قضايا مكافحة الإرهاب، وهي الدولة صاحبة أكبر جرائم في التاريخ الحديث بحق البشرية كلها.. امريكا هي المجرم العالمي الذي ضرب اليابانيين العزل بالقنبلة النووية في اغسطس عام 1945.. أمريكا هي المجرم العالمي الذي ساعد صدام حسين بالسلاح الكيماوي على قتل العراقيين في حلبجة عام 1987 وهي المجرم الذي قتل وشوه مايقرب من مليون عراقي مابين اغسطس 1990 وفبراير 1991.. وهي المجرم العالمي صاحب أبشع تجربة للتفرقة العنصرية في التاريخ المعاصر، وهي المجرم العالمي الداعم والراعي لأبشع وآخر لون من ألوان الاستعمار والاستيطان بتبنيها وإرضاعها لاسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني المغتصب الارض والحقوق والحرية منذ مايقرب من سبعين عاماً وهي المجرم العالمي الذي يقتل ملايين البشر بسلاح تهديه ادارة اوباما لمافيا القتل ومرتزقة الحروب الذين تدربهم وتجندهم المخابرات الامريكية لاستمرار حرائق الحروب في الكثير من مناطق العالم تحت لافتة التحول الديمقراطي .. ومرة ثانية وثالثة وألف.. الأمة الأمريكية من اعظم الأمم في العالم، والادارة الامريكية الحالية من اغبى الادارات السياسية التي دخلت البيت الابيض وصدقت «النيويورك تايمز» بوصفها لأوباما بالقرد الذي لايجيد التقليد..