بيان المشير عبدالفتاح السيسى الذى أعلن فيه الترشح لرئاسة الجمهورية وعى فاجمع، وحدد فأتقن.. بيان ليس موجهاً للمصريين فى الداخل فحسب وإنما موجه للعالم أجمع.. حدد فيه وجهته التى يعتزم أن تسير البلاد عليها خلال المرحلة القادمة.. لم يكن بياناً إنشائياً ولا كلمات منمقة وإنما هو برنامج عمل فى دولة مصر الديمقراطية الحديثة.. ذكرنى البيان، ببيان 3 يوليو الذى حدد خريطة المستقبل للبلاد والتى تتضمن الاستحقاقات الديمقراطية، وهذه ميزة «السيسى» الذى خلع بدلته العسكرية، ليتولى مسئولية الدفاع عن الوطن كما ورد فى البيان. «السيسى» الذى انتصر للإرادة الشعبية فى 30 يونية، بدأ بيانه بأنه تأكد أنه لا أحد يستطيع أن يصبح رئيساً لهذه البلاد دون إرادة الشعب وتأييده، ولا يمكن على الاطلاق أن يجبر أحد المصريين على انتخاب رئيس لا يريدونه، إذن الرجل ينتصر لإرادة الشعب أولاً ولا سلطة تعلو على صوت الشعب، فهو السيد الأول وهو المحرك لكل الأحداث والمواقف.. وقال متحدثاً عن الإرادة الشعبية: لقد حققتم الكثير ولم يكن الساسة أو الجيش هما اللذين أزاحا النظامين السابقين، ولكن أنتم الشعب.. «السيسى» هنا يعرف قدر الأمة ومكانتها وقال عنها: الإرادة المصرية عظيمة نحن نعرفها وشهدناها.. بيان «السيسى» حدد الوجهة التى تسير عليها البلاد من خلال برنامج عمل طموح وصفه بالمهام العسيرة، طريقة ترشيح السيسى وبرنامج عمله يشبه الى حد كبير اختيار محمد على والياً على مصر مع فرق واحد أن محمد على باشا الكبير لم يكن مصرياً وإنما كان ألبانياً، و«السيسى» مصرى أباً عن جد وطنى غيور لا يحركه سوى وطنيته الزائدة فى كل شىء.. الشبه فى إن الإرادة المصرية هى التى اختارت السيسى ومحمد على، وبرنامج العمل شبيه، الأول أقام دولة مصرية ونهضة قوية، خشيت منها الدنيا كلها حينذاك، و«السيسى» رجل لديه طموح وطنى غامر، نلمس فى برنامجه الذى حدده فى البيان، أنه يعرف الداء تماماً، وحدد العلاج له.. يطمح فى أن يقيم دولة ديمقراطية حديثة، تعتمد كما قال على إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى حالة ترهل تمنعه من النهوض بواجباته، وإعادة عجلة الإنتاج الى الدوران، وإعادة ملامح الدولة وهيبتها.. وأجمل ذلك فى كلمات «مهمتنا استعادة مصر وبناؤها». نحن المصريين نحلم بدولة مدنية ديمقراطية حديثة، و«السيسى» لديه قناعات بذلك، ولذلك بات هو أمل المصريين فى تحقيق هذا الحلم، والجميع لديه الأمل فى أن يتحقق هذا على يد «السيسى» مؤسس النهضة المصرية الجديدة خلفاً لمحمد على باشا.