وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية غزو روسيا لشبة جزيرة القرم بأنه يُثبت أن تعهدات الولاياتالمتحدة أصبحت بلا معنى. وأضافت الصحيفة الأمريكية، فى افتتاحيتها، قائلةً: إن الأضرار؛ التى لحقت بالنظام العالمى جراء غزو فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم سيمتد صداه لسنوات، ولكن أحد أكبر خسائره التى تستحق الانتباه هى قضية انتشار الأسلحة النووية. وأضافت الصحيفة قائلةً: "تعود أحداث هذه القصة إلى نهاية الحرب العالمية وانهيار الاتحاد السوفيتى حيث انتشرت الترسانة النووية الروسية بين الجمهوريات السوفياتية السابقة التى أصبحت، فيما بعد، دول مستقلة؛ وكانت أوكرانيا تمتلك قرابة 1,800 من الأسلحة النووية، بما فى ذلك الأسلحة التكتيكية قصيرة المدى، وصواريخ كروز التى تنطلق من الجو، وقاذفات القنابل". ورأت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة كانت مُحقة فى قلقها من وقوع هذه الرؤوس النووية فى الأيدى الخاطئة لذلك جعلت إدارة الرئيس "بيل كلينتون" – آنذاك – من مسألة التحكم فى هذه الترسانة أولوية سياستها الخارجية، وكانت النتيجة هى مذكرة بودابست للضمانات الأمنية هي معاهدة دولية وُقعت عام 1994 في بودابست بين أوكرانياوروسياوالولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وتتعلق المعاهدة بنزع السلاح النووي الأوكراني والضمانات الأمنية لاستقلال أوكرانيا، وفقًا للمعاهدة، تتنازل أوكرانيا عن ترسانتها النووية لروسيا، وتتعهد روسياوالولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة باحترام استقلال أوكرانيا وسيادتها على أراضيها، وحماية أوكرانيا من العدوان الخارجى وعدم استخدام القوة ضدها. وتابعت الصحيفة قائلةً: إن أوكرانيا ستجعل المحتالين النوويين فى العالم، مثل إيران وكوريا الشمالية، أقل عرضة للتخلى عن منشآتها النووية، والأكثر أهمية هو موقف القوى غير النووية وثيقة الصلة بالولاياتالمتحدة؛ والتى من المرجح أن تتسائل وتتشكك فيما إذا كان يمكنها الاعتماد على الضمانات الأمنية الأميركية". وأشارت الصحيفة أيضاً إلى العديد من دول الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية، التى ستفكر بالفعل فى خياراتها النووية فى حال أصبحت إيران قوة نووية.