عاتب جداً على بيان مجلس الوزراء الذى صدر أمس الأول بعد نهاية اجتماع المجلس الذى بدأ نشيطاً فى الساعة السابعة والنصف صباحاً، بيان المجلس بشأن الموقف مع دويلة قطر لم يعجبنى، لأن الأمر لم يعد يحتاج الى بيانات شجب واستياء واستنكار وما شابه ذلك فقد فاض الكيل وطفح من ممارسات قطر، تلك الدويلة التى تتعامل وترعى كل ما هو إرهابى وتنفذ تعليمات الصهيونية وتنحاز الى الإرهاب بشكل متبجح لا يعرف حتى أصول الكياسة أو الفطنة، كنت أتوقع من مجلس الوزراء أن يتخذ قراراً صريحاً وواضحاً بسحب السفير المصرى من الدوحة، لا الإبقاء عليه فى القاهرة وحسب.. أما ما ورد فى البيان بأن القاهرة لن تتهاون فى حقوقها على الاطلاق مع أى محاولات داخلية أو خارجية للعبث بمقدرات الشعب، فهذا كلام لا يرقى أبداً الى مستوى الحدث وما تفعله هذه الدويلة. دول الخليج عندما استشعرت أن هناك تهديداً لأمنها القومى لم تتردد على الاطلاق فى قرار سحب السفراء من الدوحة، وعندما تقوم دول ثلاث مثل: السعودية والبحرين والإمارات بهذه الخطوة الجريئة لمجرد استشعار أن قطر باتت تمثل خطراً على أمنها، إنما يعنى أنه لا تهريج ولا تهاون فى هذا الصدد.. ومنذ فترة ليست بالقليلة كتبت فى هذا المكان أكثر من مرة مطالباً وزارة الخارجية باتخاذ قرار سحب السفير المصرى من الدوحة وطرد سفير قطر، وأذكر يومها أنني تلقيت اتصالاً من وزارة الخارجية، تناول الاتصال أن دولاً بالخليج تقوم بوساطة مع قطر لوقف تصرفاتها الحمقاء مع مصر وما تفعله ضد إرادة المصريين، وقيل لى يومها إنه لن تمر سوى أيام قليلة وستهدأ قطر وتعود الى رشدها.. ومرت الأيام والأسابيع والشهور وتزداد قطر بجاحة ودعاية للجماعات المتطرفة،وفتحت أراضيها لكل الشواذ فكرياً الذين يصرون على اسقاط مصر وتدميرها من أجل مصلحة الصهيونية وأمريكا. ومؤخراً كانت مفاجأة دول الخليج نفسها بسحب سفرائها من الدوحة فأيهما أولى باتخاذ القرار؟!.. الخليج أم مصر؟!.. عصر البيانات والشجب والاستنكار وما شابه ذلك لم يعد كافياً، فنحن شبعنا استنكاراً واستخفافاً بالعقول؟وما الذى يمنع القاهرة من اتخاذ خطوة جادة تجاه هذه المساخر التى تنتهجها قطر؟!.. وحجج الخوف على العمالة المصرية هناك، حديث فارغ لا يسمن ولا يغنى من جوع فكرامة المصريين والحفاظ على حقوقهم لا تأتى إلا من المواقف الحازمة وليس هناك ما يدعو الى هذا الحزم سوى اتخاذ موقف شديد مع هذه الدويلة التى فاقت أفعالها كل الحدود والتصرفات. المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والذى بدأ وزارته نشيطاً على كافة الأصعدة آن له أن يثأر لكرامة مصر وشعبها من هذه الدويلة الشاذة عن الصف العربى، ويبدو أن حكم سيدة لهذه الدويلة وأفعالها الحمقاء لابد أن يقابله ردع شديد من مصر وأبسط أمور الردع هو سحب السفير المصرى من الدوحة لا الإبقاء عليه بالقاهرة كما يقولون!!!.. والسفير نبيل فهمى وزير الخارجية يجب أن يقلقه هذا الأمر، فليس هناك أهم من أن تتخذ مصر موقفاً حاسماً فى هذا الصدد، وإذا كانت مصر هى الأم الكبرى للدول العربية، وقطر ضلت الطريق فيجب على الأم الكبرى أن تؤدبها وأقل تأديب فى هذا الصدد هو عزلها عن الأمة العربية كما بدأت الطريق دول الخليج «مش كده ولا إيه».