لم يعبأ قادة السيارات في الشارع المتوقف بصوت «سارينة» سيارة الإسعاف المتواصل الذي يكاد يصرخ في محاولات يائسة لفتح طريق، تحول عملياً إلى «جاراج» مع سيارات توقفت دون حراك وأطفأت محركاتها يأساً من فرج قريب. لم يدر سائق الاسعاف ماذا يفعل، رجع للخلف ثم قفز الى الاتجاه المعاكس، قاد السيارة كبهلوان في سيرك حتى اقترب من المستشفى وهو يدعو الله ان تكون الضحية المصابة بطعنة نافذة قرب القلب مازالت على قيد الحياة. آلاف البشر يحيطون بالمستشفى، لا احد يدري أهو إضراب للعاملين به.. أم مظاهرة «ربعاوية»، أو «سيساوية» المهم تجاوزت سيارة الاسعاف الحشود والمظاهرات والتجمعات، وسارع المسعفون «المخلصون» لإدخال «الضحية» إلى غرفة العمليات التي انتقل إليها كبير الجراحين، وهرول خلفه الطاقم الطبي والمساعدون. .. وفجأة انقطع التيار، وفشل تشغيل المولدات الكهربية، وفوجئ الجميع بأن أدوات الجراحة يعلوها الصدأ، ولم تعقم منذ سنوات، وبدأ الجراحون يتبادلون الاتهامات مع طاقم المساعدين، وارتفعت الأصوات داخل غرفة العمليات، وتبودلت الاتهامات حول مسؤولية مدير المستشفى عن حجم الإهمال الذي أدى لانقطاع التيار وعدم عمل المولدات، وضرورة مجازاة المدير الإداري والفني الذي لم يتثبت من حضور الفنيين لإصلاح الأعطال في الوقت المناسب. ثم اشتبك جراح شاب مع مسؤولة إعداد غرفة العمليات التي لم تتأكد من سلامة وتعقيم أدوات الجراحة، وسط صرخات رئيسة الممرضات إن أكياس الدم «فاسدة» منذ العهد البائد، فردت زميلتها تطالبها بضرورة توضيح اي «عهد» بائد تقصد، .. وفي الخارج علت أصوات مزمجرة وطَرَقات عنيفة بدأت في خلع باب غرفة العمليات وسط مشاجرات دامية بين أفراد المجموعة التي طعنت «الضحية»، يريدون الدخول للإجهاز عليها، وبين أهالي «الضحية» يحاولون «دحر» المعتدين.. وفجأة عاد التيار الكهربي فصرخ كل من بغرفة العمليات الحقوا «الضحية» يا ولاد ال ....... وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66