احتفلت مساء أمس الطرق الصوفية بذكرى مولد الإمام الحسين، وسط أجواء غلبت عليها الصبغة السياسية. وسيطر الطابع السياسى علي الاحتفالية عبر تعليق لافتات صوفية تؤيد المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ومنها لافتة ضخمة عُلقت أعلى سرادق الطريقة الفيضية الشاذلية مكتوب عليها «الطريقة الفيضية الشاذلية تبايع المشير السيسى رئيساً للجمهورية». وانتشرت صور «السيسى» بين المحتفلين ب«الحسين»، كما بُثت أغنية «تسلم الأيادى» داخل خيام المتصوفة وفى الشوارع المحيطة بالمسجد، فضلاً عن لافتات ضخمة لحملة «كمل جميلك» المؤيدة لترشح المشير لرئاسة الجمهورية. وبجانب حلوى المولد ولعب الأطفال التى يبيعها الباعة للمحتفلين، بِيعت قُبعات كتب عليها «السيسى رئيسى» و«بحبك يامصر»، وبدل لزى الشرطة مصممة للأطفال. ورغم التخوفات من ظهور أتباع المذهب الشيعى فى المولد خلال الاحتفالية، إلا أنه لم تقع مشادات وقعت بين الزوار والشيعة كما حدث فى موالد سابقة بل أكد عدد من المتصوفة ل«الوفد» عدم تواجد شيعة فى محيط «الحسين». من جانبه قال السيد الطاهر الهاشمى القيادى الشيعى، إن الشيعة لا يمارسون طقوساً خاصة خلال إحياء ذكرى الحسين لذا فلا يشعر بوجودهم أحد. وأكد «الهاشمى» فى تصريحه ل«الوفد» أن الشيعة يزورون ضريح «الحسين» ويدعون له ويتشفعون به مثل جميع محبى آل البيت دون اختلاف عن باقى المحتفلين، وأشار إلى ضرورة نبذ الفتن والوحدة بين أهل السنة والشيعة فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد. وقال مصطفى زايد منسق ائتلاف الطرق الصوفية، إن المولد شهد إقبالا كبيرا هذا العام عن سابقه، موضحاً أن زوار «الحسين» أرادوا إرسال رسالة إلى مرتكبى الحوادث الإرهابية مفادها أن الصوفية لا تخشى عنفهم. وأكد «زايد» أن الحشد الصوفى هذا العام منع حدوث أى مشادات أو مناوشات مع السلفيين من أصحاب الأفكار المتشددة. واستخدم زوار المولد الألعاب النارية والليزر للتعبير عن فرحتهم بإحياء الذكرى، فيما ازدان مسجد الحسين بالأضواء الملونة، وعمت الأناشيد الصوفية محيط الاحتفال، وسط سيارات الأمن المركزى التي انتشرت بمحيط مسجد الحسين لتأمين الاحتفالية، كما تواجدت عربات الإسعاف والإطفاء تحسباً لوقوع إصابات أو حرائق. وأدى الإقبال الكبير على المولد إلى حالة من الاختناق المرورى بمحيط الاحتفالية فى حى الأزهر وشارع صلاح سالم ووسط المدينة.