قبل أيام احتفت إسرائيل باعتراف «جوجل» بها كدولة ذات مؤسسات وليس ككيان محتل، وهذا الاعتراف العملي وليس اللفظي يفوق عند اليهود قرارات ومواقف الاممالمتحدة لأن الأخيرة تخاطب الحكومات أما جوجل أصبحت اكثر تغلغلا وتأثيرا على شعوب العالم بمختلف لغاته ومشاربه، ولتغيير الصورة الذهنية عند شباب العالم تجولت كاميرات جوجل أخيرا داخل قاعات الكنيست الإسرائيلي ونقلت صورة حية لغرف صناعة القرار الصهيوني وصدرت هذه الصور المسيسة للعالم دون ادنى اعتبار لحقوق العرب والشعب الفلسطيني المحتل. هذا التصرف جاء بعدما حصلت إسرائيل على قرار من الكونجرس الأمريكي بحظر إتاحة صور الأقمار الصناعية لفلسطين، وإن ما يظهر من صور على جوجل إيرث يجب أن تكون مشوشة وغير واضحة بعكس باقي أنحاء العالم، ولم تنكر جوجل أن يكون لإسرائيل وضع خاص وذلك بناء على اتفاق مع الكونجرس والحكومة الأمريكية، وأن الطلب نفسه تقدمت به عدة دول مثل فرنساوإيران والصين، إلا أنها حاولت أن تتبرأ من الأمر وقالت إن أمر الخرائط يرجع كلية إلى الشركات التي تأخذ على عاتقها تصوير المواقع واختيار ما تعطيه لنا من خرائط لتظهر على جوجل إيرث. ويذكرنا هذا ايضا بما قامت به شركة جوجل الأمريكية قبل خمس سنوات من حذف صورة لاعب منتخب مصر محمد أبو تريكة وهو يرتدي قميصا مكتوبا عليه «تضامناً مع غزة» باللغة العربية والإنجليزية من محرك بحثها على الإنترنت بعدما أثارت عبارة «تضامناً مع غزة» التي ظهرت على قميص اللاعب خلال مباراة منتخب بلاده ضد السودان في كأس الأمم الإفريقية غانا 2008, حفيظة جهات رسمية في إسرائيل. وكانت الفاجعة عندما عندما أقدمت شركة جوجل العام الماضي على جريمة تاريخية عندما طرحت طرحت الممتلكات والحقوق الفلسطينية للتصويت بدعوى هل تطرح الشركة الأماكن الفلسطينية وخرائط الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشريف على جوجل إيرث تحت اسم فلسطين أم إسرائيل؟!. ولأن غالبية الشركات الكبري العاملة فى المجال التقني هي أمريكية الموطن فلا غرابة أن تكون بوصلتها موجهة في اتجاه واحد. ولا عجب من أن تسير شركة ياهو هي الأخرى على نفس الدرب وتتبع نفس الإستراتيجية وتدخل ملعب السياسة من باب التكنولوجيا، لاسيما وأنها تمتلك أكبر خدمة للبريد الإلكتروني في العالم، حيث قام موقع ياهو الأمريكي بحذف دولة «إيران» من ضمن قائمة البلدان التى يتم الاختيار من بينهم عند إنشاء بريد إلكتروني جديد إبان فترة الصراع بين الولاياتالمتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى حول البرنامج النووى. والوضع لا يختلف فى بريد «هوتميل» الذي قام بحذف دولة فلسطين من القائمة هو الآخر وأدخل عليها «إسرائيل» كدليل صارخ على مدى العنصرية التي تتعامل بها شركات التكنولوجيا فى الغرب مع منطقة الشرق الأوسط. وحسب صحيفة «جلوبز» الإسرائيلية فإن عملاق الإنترنت «جوجل» اشترى شركة «سليك لوج إن» الإسرائيلية الوليدة لتبسيط الوصول الآمن إلى المواقع الإلكترونية، وأثارت هذه الصفقة دهشة الإسرائيليين أنفسهم لأن الشركة المذكورة شركة صغيرة جدا- تأسست الصيف الماضي، وليس لها عملاء بل إنها لم تطور حتى الآن منتجا يمكن طرحه في الأسواق. إنها كارثة بكل المقاييس أن تقف الدول العربية عاجزة أمام الطوفان العنكبوتي دون أن يكون لها دور يذكر لصد هذا الطوفان أو حتى البحث عن بدائل ومسارات أخرى تحافظ على حقوقنا وهويتنا.