للكبار فقط.. هل تصبح الباب الخلفى لتصدير أي فيلم يحمل إيحاءات أو مشاهد بها قدر من الإباحية. الرقابة علي المصنفات الفنية يبدو أنها أرادت أن تخرج نفسها من منطقة الإحراج وعدم الدخول في معارك تتهمها بالوقوف ضد حرية الإبداع. نحن في مجتمع فنى يري الحرية في تقديم مشاهد ساخنة، لذلك قررت الرقابة أن تعفى نفسها من كل المشاكل بوضع لافتة «للكبار فقط» علي أي فيلم للخروج من المأزق. مؤخراً عرض على اليوتيوب البرومو الخاص بفيلم «حلاوة روح» بطولة هيفاء وهبى وباسم سمرة ومحمد لطفى وآخرين. والمشاهد التي تضمنها تؤكد أن العمل يتضمن قدراً من الإباحية، لا يمكن بأي حال من الأحوال الخروج به للناس حتي ولو تحت عبارة «للكبار فقط»، بالتأكيد كل من سيقرأ هذه الأسطر من صناع الفيلم سوف يردون علينا بأن الصحافة تكتب عن عمل لم ير النور. وأن المشاهد لا تعكس أهمية قصة الفيلم التي تعالج سلبيات موجودة في المجتمع وهي العبارات سابقة التجهيز للرد علي أن نقد. ولكننا سوف نتناول العمل من خلال البرومو عملا بالمثل المصرى الشهير «الجواب بيبان من عنوانه». وسوف نعتذر للقارئ وكل صناع الفيلم بعد مشاهدة الفيلم كاملاً لو وجدنا به ما هو عكس وجهة النظر التي نطرحها الآن. نعود إلى الجواب أو البرومو الخاص بالفيلم الذي يتضمن مجموعة من المشاهد تخاطب غرائز المراهقين من الصغار والكبار. يبدأ البرومو باستعراض لجسد هيفاء وهبي مصحوباً ببعض العبارات التي ربما تجيزها الرقابة لأنها في نظر الرقيب لا تخدش الحياء. مثل «حتة مزة يتشدلها فرامل اليد» علي لسان محمد لطفى. هذه العبارة في القاموس العادى وبين بعض الأوساط الراقية لا يوجد خلاف عليها، لكن في عُرف الصياعة وقلة الأدب لها مضمون ومعنى لا يمكن ذكره. ويتواصل الحوار في البرومو بجمل أخرى من نفس النوعية مثل «نحط المفيد في اللذيذ»، وتريحك في الغيارات ريحها في المطبات». كل هذه الجمل جاءت علي لسان محمد لطفي. وكان لباسم السمرة نصيب بعبارة «مدير إدارة الجثث الطرية» وسيبها تلف لفتها مدام معاك عضمتها». أما الهيفاء فقالت في حوار مع أحلام الجريتلى «أهى البضاعة قدامك علي أبوها»، مع إشارات منها إلي جسدها. والكاميرا أيضاً لها دور في تقديم جسد هيفاء. أما الأخطر في هذا البرومو فهو مشاهد لمجموعة من الأطفال يسألون أحدهم يقول أحدهم «روح أنا بنزل من عندها الفجر» في إشارة لوجود علاقة بين الطفل وهيفاء علي غرار مشاهد كيت ونسيلت في مشهد فيلم «القارئ» لكن المجتمع الغربي له ثقافته ولنا ثقافتنا رغم أن القارئ قدم مشاهد جنسية بحتة تعكس العلاقة بين البطلة والفتى الصغير. وبالقطع المخرج وجد مبرراً لتلك العلاقة، وهي في المجتمعات الأوروبية يقدمون تلك الأعمال طبقاً لفكرهم وثقافتهم. أما في «حلاوة روح» فالوضع مختلف. المشهد الثانى الذي يثير الدهشة قيام الأطفال بإلقاء المولوتوف، وهي مشاهد لسنا في حاجة إليها، ونحن في مصر نمر بتوقيت حرج. واستغلال الأطفال في مثل هذه المشاهد أمر لا يليق في هذه الظروف. برومو الفيلم يعكس أوضاعا مخجلة، ولا أتصور أن فنانة بحجم هيفاء وصلت بعمرها إلي مشارف الخمسين تظل تقدم هذه النوعية من الأعمال التي يتم فيها استغلال جسدها أكثر من استغلال موهبتها، رغم أن تجاربها السابقة في التمثيل لا توحي بوجود موهبة شأنها شأن غيرها من الذين يعملون بالتمثيل، وبالتالي فهذه النماذج من الأعمال لن تضيف لهيفاء لأنها منذ أن ظهرت علي ساحة الغناء وهي تتعامل بجسدها في جميع أعمالها المصورة، ولولا الكليبات ما أصبحت هيفاء نجمة. هيفاء الآن لا تحتاج إلي الانتشار أو تبحث عن الشهرة لكي تتنازل وتعرض جسدها بتلك الطريقة. ولا أريد أن يخرج علينا أحد المنافقين لها أو للسبكية صناع العمل، ويقول إن هند رستم كانت تقدم مشاهد مماثلة، أو أن شادية كانت ترتدي ملابس تكشف صدرها أو مشاهد هدى سلطان في «امرأة علي الطريق». التوظيف والأداء كان مختلفاً أيها المنافقون، ونحن نستبق مثل تلك التبريرات لأنها قيلت من قبل علي لسان البعض ممن يدافعون عن تلك الموجة سواء في السينما أو الدراما أو الأغاني المصورة. أما عبارة «للكبار فقط» التي وضعتها الرقابة.. ففي ظل الأحداث التي نمر بها كيف سنحكمها؟ وهل المسئولون عن دور العرض سوف ينفذون هذا القرار؟ أشك لأن المنتج ودار العرض كل ما يهمهما هو الإيراد. في الماضى كانت عبارة «للكبار فقط» تعني أن مسئول السينما يطلع علي البطاقة الشخصية، هل هذا الأمر من الممكن حدوثه الآن. أم أن دور العرض سوف تأخذ بالشكل. أتصور أن العبارة هي لتمرير الفيلم لسوق العرض.