أقام مركز النيل للثقافة والفنون بالزمالك ندوة للروائي السعودي «نور الحراكي» تحدث فيها عن رواياته «أميرات ولكن» و«الواهمون». بدأت الندوة بدقيقة حداد علي أرواح الشهداء من الجيش والشرطة في مصر، ثم بلمحة تعريفية بسيرة ذاتية عن الروائي، تم تعرض لعرض تفاصيل الروايتين بدءاً بروايته «أميرات ولكن»، قال: إنها تتعرض لعدة محطات مليئة بالأسرار والغموض والتجارب التي تنشر لأول مرة، مشيراً إلي أن ثمة تشابهاً بينه وبين بطلة الرواية، فهي شخصية عنيدة تكسر كل القيود المفروضة عليها من مجتمع لا يري في المرأة سوي كائن ضعيف مستكين لا مكان له سوي المنزل، حيث الأعمال التقليدية فلا ابتكار ولا إبداع ولا امتياز عنوانه المرأة. يقول صاحب «أميرات ولكن»: الرواية تطرح علامات استفهام كثيرة لأن القارئ يحتاج لبعض من الغموض ليس للفت النظر ولا التعمد بل أصبح يعتاد ذلك، وهي تصلح لأن تتحول إلي فيلم سينمائي حيث الأسلوب المعتمد علي التصوير والحركة والتفصيلات الرفيعة داخل الأحداث، وأملي أن تصل الروية لجميع القراء وفي الخليج العربي بصفة خاصة، كما أحلم بأن تصل أعمالي إلي مصاف روايات البوكر العربية ونوبل. ثم انتقل «الحراكي» من «أميرات ولكن» إلي «الواهمون» التي قال عنها: إنها تحكي حياة مليئة بالوهم والخداع من خلال تجارب مر بها المؤلف كاتب الرواية من خلال تواجده في عدد من البلاد العربية والأجنبية، تنوعت فصول الرواية تحت عناوين «الحقيقة العارية» و«كيوبيد يقدم استقالته» و«دمار» و«زينب» و«حكايتي مع الحياة» و«زهور النسيان» و«دنيا الواهمين» و«رجل في قطار الواهمين» و«سارة» و«أنا ومي مي».. ويكشف «الحراكي» من خلال هذه الرواية أبشع الصور التي من الممكن أن يتعرض لها أي شخص تتعلق بالحياة الشخصية والاجتماعية والعملية وفي كل مناحي الحياة اليومية، الرواية جاءت علي شكل قصص واقعية، وفي مقدمة الكتاب التي حملت عنوان «الحقيقة العارية» عن أن أموال العالم كله لا تستطيع شراء السعادة في حالة تعرضك للخيانة والخداع، خاصة من المقربين لك، واستهل المؤلف في فصل من الرواية بعنوان «أنا ومي مي» أنه استفاد كثيراً في حياته من خلالها، وأن هناك أموراً كثيرة تغيّرت في حياته بسببها، قائلاً: «اكتشفت أن الشخص الواهم الساكن في البرج العالي الذي أسكن بداخله بمفردي، ليس له لذة في الحياة، إلا بالتعايش مع المجتمع، وأن مفتاح دخول عالم النجاح هو التواضح، وأن السعادة تكون بحب الناس وليست بالبعد عنهم، واستطعت بتوجيهات «مي مي» في حياتي أن أخرج من قلعتي التي أسكن فيها، ذات السياح الذهبية، لأستمتع بطعم الحياة، وأعتزل الجلوس في قطار الواهمين وأتجه صوب قطار الواقعيين، فشكراً لك «مي مي» علي ما قمت بتقديمه لي في حياتي، فأنت في قلبي كأم وأستاذة ومعلمة». وبسؤال «الحراكي» حول النقد الأدبي وأنه بصفة عامة في بلداننا يشوبه خلط وتشويش، قال: للأسف لا هو تطوير لتراث قديم ولا هو تعبير عن واقع معاصر، ولا نكاد نتعرف علي ملامح عامة أو سمات بارزة لنظرية عربية شاملة في النقد الأجنبي بحيث تأتي منسجمة مع طبيعة الأدب في بلادنا ودون انعزال عن العالم من حولنا، نظرية النقد للنقد تكاد تكون منعدمة نتيجة الشللية، والمحاباة والمحسوبية، وهو أمر لا يمكن تجاهله، نحتاج إلي نقد أدبي جمالي يقيس الأعمال الأدبية تبعاً لقواعد علمية معينة، نقد لا يتناول الأسماء بقدر ما يتناول الأعمال بشكل موضوعي. انتهي الروائي إلي أن مثله الأعلي في الكتابة يوسف السباعي ود. غازي القصيبي - رحمة الله عليه - والكاتبة السعودية أميمة زاهد من خلال كتبها الاجتماعية. الكاتب في سطور نور الحراكي، إعلامي وكاتب روائي سعودي، له العديد من الأعمال الإعلامية والروائية، معد برامج إذاعية، حصل علي العديد من الشهادات في مجال التنمية البشرية وعلم الإدارة والقائد المحترف، حصل علي ماجستير في الدراسات الإسلامية والعربية، ويتقن اللغة العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والكردية، والتركية.