الجميع يعرف أنني واحد من أشد المنتقدين للتليفزيون المصري وقياداته، وقد كتبت سلسلة مقالات في هذا الشأن أغضبت قيادات المبني وجعلتهم يتخذون قرارا بمنع استضافتي علي شاشات التليفزيون. ومع الوقت أدرك هؤلاء أن نقدي وانتقادي إنما يتم من باب المحبة بل قل العشق لهذا المبني ورغبة مخلصة في أن يكون أعظم تليفزيون في الدنيا، لأن لهذا المبني أفضالا علي الكثيرين ممن يعملون في ساحة العمل الإعلامي وأنا أولهم. ولكن من باب المصداقية مع النفس قبل أي شيء آخر عندما نجد عملا جيدا داخل المبني وعلي الشاشات فلا مناص من الإشادة به والتأكيد علي هذا النجاح بل والإشادة بالقائمين عليه، وقد لاحظت في الآونة الأخيرة تطورا مذهلا في برنامج صباح الخير يا مصر سواء في تنوع الموضوعات التي يناقشها البرنامج أو في الإيقاع السريع لفقراته أو في نوعية الضيوف التي نجح البرنامج في استضافتهم.. وعندما أذكر ذلك لا يمكن لأحد أن يتهمني بمجاملة البرنامج أو محاباة القائمين عليه لأنني من أكثر الشخصيات التي انتقدت الأداء الإعلامي في المبني.. لكن الإنصاف يدعونا لقول «شهادة الحق» عندما نري بأم أعيننا أية إيجابية فيه فليس دور الكاتب المعارض إهالة التراب علي كل شيء حتي ولو كان نجاحا أو إنجازا. فلأول مرة يبدأ البرنامج في فتح العديد من الملفات الجادة بواسطة نخبة من المذيعين المخضرمين وقد شاهدت مناقشة عدة ملفات مثل السياحة والعلاج وشغب الملاعب وأخري كثيرة شعرت بأن القائمين علي هذا البرنامج بداية من صفاء حجازي وعاصم التيجي وباقي فريق العمل بالبرنامج لديهم رغبة حقيقية في النجاح والإنجاز.. ففي فقرة الصحافة نجح البرنامج في استضافة صحفيين وكتاب من العيار الثقيل حيث أثروا الشاشة برؤاهم وتحليلاتهم السياسية.. كما أن الفقرة التي يقدمها الإخواني المنشق ثروت الخرباوي نجحت في كشف إجرام الجماعة الإرهابية خاصة أن الشاهد من أهلها، أما الفقرة التي يقدمها محمد حسان عن مشاكل الناس وحلها بالاتصال المباشر بين الشعب والمسئول فقد خلقت نوعا من التواصل والالتفاف بين المشاهدين والتليفزيون المصري ولا عجب إذن عندما تخرج آخر استطلاعات الرأي تقول إن برنامج «صباح الخير يا مصر» هو الأعلي مشاهدة لدي مشاهدي التليفزيون المصري خاصة بعد خروجه من الاستديو وذهابه للمحافظات ليعرض علي العالم أهم المناظر السياحية ولينقل للمسئول مشاكل الشعب وهمومه من هنا وأنا أطالب الوزيرة درية شرف الدين بضرورة الاهتمام بهذا البرنامج لأنه سيكون بمثابة الجسر الذي سيعود عليه المشاهد المصري تليفزيون بلده ومن ثم نجاح الوزارة في مخاطبة الشعب، ونقل نبض الجماهير، لأن التليفزيون المصري سقط عندما اعتبر أنه يخاطب مشاهدا أوحد هو الموجود بقصر الاتحادية.. أما عندما يدرك القائمون عليه أنه تليفزيون الشعب، ولسان حاله فإن الشعب سيعود اليه ويقدر أعماله. مطلوب من الوزيرة أيضا الاهتمام بقناة النيل للأخبار لأنها تحتاج لتطوير هائل حتي تكون بمثابة «السيف» الذي تحارب به مصر في حربها الإعلامية مع لسان الشيطان المسمي قناة الجزيرة وكل القنوات التي تعبر عن عصابة الإخوان.. فالمطلوب من القناة إيقاع أسرع.. أخبار متجددة كل لحظة.. فليس معقولا أن نشرة الأخبار التي تقدم طوال اليوم بل وفي صباح اليوم التالي تظل بلا تجديد وكأننا في حصة مطالعة ومطلوب من المشاهد «تسميع» نشرة الأخبار.. كما أن أخبار الرئاسة ينبغي ألا تكون في صدارة كل نشرة.