تنتمي الفنانة عفاف شعيب الي جيل كان أكثر انحيازاً الي المعرفة وكان حريصاً علي النهوض بوعي المتلقي الي حد كبير..ومن يتأمل ويتابع تاريخها جيداً يجد انه من الصعب ان يضبطها متلبسة بالسير عكس الاتجاه فلم تتورط في سينما المقاولات ولم تقدم تنازلات قد تخرجها من حسابات الجمهور.. وهي الوحيدة التي التزمت بقناعة الحجاب ونجحت في الحفاظ علي رصيدها لدي الجمهور... العار، الشيخ الشعراوي، وغيرهما من الأعمال جعل منها نجمة مطلوبة ومحبوبة... تشارك عفاف شعيب حالياً في بطولة »3« ملسسلات من بينها »عائلة كرامة« الذي تردد ان تصويره توقف بسبب أزمة مالية عاصفة.. فعن أعمالها قالت... ما حقيقة توقف مسلسل عائلة كرامة؟ المسلسل لم يتوقف وشركة صوت القاهرة سددت نسبة »20« في المائة من أجور كل العاملين وجار انهاء التصوير الخارجي والداخلي ليعرض المسلسل في شهر رمضان وهو مسلسل مناسب للأحداث الحالية حيث تدور احداثه حول الفساد الموجود في المجتمع وتأثيره علي الشباب ودور العائلة في حماية الشباب. وماذا عن دورك في المسلسل؟ أجسد شخصية الأم التي تحاول ان تربي ابناءها علي القيم والمبادئ وتحاول ان تصل بهم الي بر الأمان وهذا المسلسل كان قد عرض علي الرقابة قبل الأحداث الحالية لكنها رفضته لانه يتناول الفساد بشكل فج واعتبرت ان العمل اسقاط علي النظام. هل المسلسل يتعرض لثورة يناير؟ المسلسل مكتوب قبل قيام الثورة والمخرج رفض ان يضم احداث الثورة اليه وأساساً اقحام ثورة يناير في مسلسل الآن سيضر بها لانها حدث جلل أكبر من ان يتم تناوله بهذا الشكل واعتقد ان كل المسلسلات التي ستعرض في مضان يمكن ان تتناول احداث ما قبل الثورة لكن من الصعب ان تتناول احداث الثورة نفسها. في رأيك هل قلة عدد المسلسلات ستتيح فرصة اكبر لمشاهدة العمل؟ كنا دائماً نطالب بتقليل عدد المسلسلات المقدمة فهذا افضل للجمهور وأفضل لفريق العمل لأن المسلسل يحظي بنسبة مشاهدة عالية بدلاً من ان يمر دون مشاهدة ويتم حرقه بالاضافة الي بأن شهر رمضان شهر القرآن كيف نعرض »80« مسلسلاً في شهر ونطالب الناس ان تصلي وتعبد الله في الشهر الكريم. وماذا عن دورك في مسلسل دوران شبرا؟ عندما عرض علي هذا المسلسل سعدت جداً لانه يناقش قضية خطيرة وهي الفتنة الطائفية التي باتت أزمة تهدد المجتمع المصري، لم نكن يوماً نعاني من خلاف بين المسلمين والمسيحيين ولم يعرف المصريون ابداً فارقاً بينهما ودائماً نتناول الافطار في رمضان معاً فأنا تعجبت لما حدث في كنيسة القديسين وهو ما جعل العمل مهماً يتم تقديمه الآن حتي يكون رسالة للشعب وأجسد فيه دور سيدة مسلمة تسكن في منزل وجارتها مسيحية يتوفي زوجها والتي تجسد دورها الفنانة دلال عبدالعزيز ويوضح المسلسل العلاقة الطيبة بين السيدتين وبين أبنائهما. العمل يتم تصوير بطريقة سينمائية وهي التجربة الأولي لمخرج سينمائي كيف ترين ذلك؟ أنا سعيدة بالتعاون مع المخرج خالد الحجر فهو صاحب مستوي عال من الحرفية ودرس الاخراج في الخارج وتعلم جيداً أصول التصوير والاخراج بالاضافة الي انه علي مستوي ثقافة عال جداً وصبور ويسعي ان تظهر الصورة بشكل جيد حتي انه بعد انتهاء التصويرومونتاج المسلسل اعاد بعض مشاهد التصوير مرة أخري فهو يحاول ان يصل بالعمل الي افضل نتيجة بالاضافة الي انني متفائلة جداً بفريق العمل حيث يشارك فيه دلال عبدالعزيز التي شاركتني بطولة »3« أعمال وايضاً مجموعة من الشباب منهم هيثم احمد زكي وأحمد عزمي وحورية فرغلي ونيرمين ماهر ومحمد رمضان اعتقد ان العمل سيظهر بشكل مختلف نتيجة لهذه المجموعة المتميزة. خاصة انه أول انتاج مشترك بين الBBC وشركة جابي خوري. وماذا عن مسلسل آدم؟ أجسد في المسلسل والدة آدم »الخياطة« الكادحة التي يتهم زوجها في قضية رشوة ويموت في السجن وتتحمل صراعات كثيرة من المجتمع الذي لا يتقبلها هي وابنها ادم الذي تنشغل بتربيته الذي يجسد دوره تامر حسني الذي يتهم بالارهاب نتيجة انه شاب ابن بلد يدافع عن شرف جارته وتمر الأحداث حتي يعتقله أمن الدولة ويظهر فساد الأمن السابق وخاصة أمن الدولة. هل وضع تامر حسني علي رأس القائمة السوداء سيقلل نسبة نجاح المسلسل؟ تامر من فناني جيله الناجحين وهناك من يغيرون منه وفسروا مواقفه من الثورة بشكل خاطئ ويستغلون هذا الموقف بشكل بشع فهو انسان مهذب وخلوق وناجح وانا اقول كلمة الحق ليس لأنني أشاركه بطولة أولي تجاربه الدرامية لكني أؤكد ان الحقد وراء كل ما يقال عنه وهوفنان له جمهور وبمشيئة الله سينجح المسلسل لانه يناقش قضية مهمة وأنا لا أعرف من وضع هذه القوائم السوداء فهم اصحاب القلوب السوداء فأنا أتمني ألا يزايد احد علي وطنية الاخرواذا كانت القوات المسلحة هي من وضعت هذه القوائم السوداء فأنا أحترمها. كيف أثر نجاح مسلسل العار علي مشوارك الفني؟ العار اثر علي مشواري الفني بالكامل وعلي حياتي الشخصية ايضاً جعلني أري الاحقاد وسبب لي مشاكل كثيرة داخل الوسط الفني وخارجه فأصبح الكل يحسدني لانني ناجحة قبل الحجاب وبعد الحجاب ومسلسل العار كان فريق عمل متكاملاً وعملاً جريئاً قدمه المؤلف احمد محمود ابوزيد في أولي تجاربه الفنية واعتقد انه أبدع في كتابه هذا المسلسل بالاضافة الي ان العمل تم تقديمه كفيلم من قبل وكانت المخاطرة قوية الا ان ذلك لم يؤثر عليه بالسلب أو الايجاب بل حظي المسلسل بنفس النجاح الذي حظي به الفيلم. كيف ترين مستقبل الدراما بعد الثورة؟ بعد وفاة اسامة انور عكاشة كنت حزينة للغاية لانه كان يمثل لي كاتب الدراما الأول لكني اكتشفت ان هناك شباباً ناضجاً لديه القدرة علي المنافسة فأنا أتعامل هذا العام مع ثلاثة مؤلفين تنبأوا بالفساد والثورة قبل حدوثها وكتبوا سيناريوهات من افضل ما يكون بداية من عمرو الدالي الذي برع في كتابة دوران شبرا مروراً بأحمد هيكل الذي وضع رؤية مستقبلية للفساد الموجود في مصر وحتي احمد محمود ابوزيد الذي ناقش ازمة الارهاب واعتقد ان الدراما قدمت موضوعات مهمة وستظل مدرسة للكتاب المهم ان يقدموا رسالة ترضي دينهم. هل توافقين اذا عرض عليك العمل مع جماعة »الإخوان المسلمون«؟ لا أعرف ما سر الخوف من جماعة »الاخوان المسلمون« لماذا يتم التعامل معهم علي انهم كائنات من خارج الأرض فطالما تعاملنامعهم ولم يحدث شيء غريب بالعكس انا اتمني العمل مع الاخوان علي الأقل سيضعون الدين نصب اعينهم وسيقدمون في الأعمال الفنية نزعة دينية وستجعل الناس تخاف من أذي بعضها واذاحكموا لن يظلموا احداً بالاضافة الي انهم سيمنعون أي أعمال مشينة من العرض علي الشاشة فلماذا الخوف منهم. وكيف ترين الهجوم عليك؟ أنا لا أعرف ما سر هذا الهجوم ولماذا التفسير الخاطئ وهذا ليس من شباب التحرير فهم انفسهم من اختاروني لا أتقدم بمطالبهم الي احمد شفيق رئيس الوزاء وقتها ووزير الداخلية لأطالب بحقوقهم وبالفعل ذهبت له وطالبت برفع قانون الطوارئ عمل اسكان للشباب وهذا دليل علي انهم لم يهاجموني لكنني اطالب كل من هاجمني بأن ينظر الي نفسه، مثلاً الكاتب محمد الغيطي خرج ليقول انني ابحث عن البيتزا فلينظر لنفسه ولغيره أولاً ثم يهاجمني فأنا لم أعاتب احداً في حياتي لكنني فاض بي الكيل لماذا يضع الناس انفسهم في منصب الحاكم ويطلقون الأحكام جزافاً كل شخص يريد تشويه غيره اين كانوا عندما طلب من الفنانين المصريين في اليونان عام 1979 وقت اتفاقية كامب ديفيد ان يسبوا في وطنهم مقابل الملايين كانت سقطة شارك فيها الكثيرون وانا رفضت وقتها والفنانون الذين يزايدون علي وطنيتي الآن هم من كانوا يقبلون ايدي مبارك وقت رئاسته فهل من لم ينزل الي ميدان التحرير كافر وغير وطني كل شخص يعبر عن وطنيته بإرادته. وأريد أن أوضح أن الهجوم الذي اتعرض علي الفيس بوك هو من أناس مأجورين ليس لهم علاقة بشباب الثورة، لكن هدفهم تشويه صورتي والفرقة بيني وبين جمهوري، لأنني دائماً واجهة مشرفة لمصر. في رأيك هل من الأفضل ألا تتم محاكمة مبارك مقابل اعادة الأموال المسروقة؟ الشعب المصري شعب طيب وأنا مع اعادة المال الي الدولة حتي لو كان ذلك في مقابل المحاكمة، هناك من يحتاجون الي غرفة واحدة ليسكنوا فيها، البلطجة المجرمون المنتشرون هم نتاج شعب جعان لا يجد قوت يومه، وأنا أشكر الجيش الذي صمد وصبر علينا لكن أطالب بايقاف المظاهرات الفئوية واعطاء الفرصة للمسئولين للتنفيذ لأن حدود مصر مكشفة، وأصبحنا عرضة للأخطاء الخارجية.
