عقد ملتقى السرد بمخيم الإبداع، ندوة لمناقشة رواية «جامعة المشير» للكاتبة انتصار عبدالمنعم، بحضور الدكتور عمار على حسن، والدكتور محمد السيد إسماعيل، وأدارت اللقاء الكاتبة الصحفية زينب عفيفى. وقالت زينب عفيفى: إن رواية «جامعة المشير» قدمت مائة عام من الفوضى، حيث تدور حول الثورة المصرية التى حدثت عام 2011، من خلال طالب فى جامعة تُسمى جامعة المشير، يبعث هذا الطالب برسالة لأمه التى فقدها، وأكدت أن البطل هنا هو الزمن. وأشارت «عفيفى» إلى أن ثمة رسائل إنسانية تحكى ما حدث عن الثورة بالرواية، وأن هذه أول رواية تصدر عن الثورة فى الإسكندرية، واستطاعت الكاتبة صاحبة العمل أن تقهر الصعوبات وتطوع الزمن، وأضافت أن العبء الأكبر يكون عندما يكتب الكاتب عن تجربة شخصية ويضعها فى قالب روائى. وفى قراءته للرواية قال الدكتور عمار على حسن: إن انتصار عبدالمنعم عرُفت أكثر فى مصر فى الفترة الأخيرة بوصفها الكاتبة التى قدمت كتاباً مهماً وهو «حكايتى مع الإخوان»، والبعض يريد أن يحصرها ويحاصرها فى هذا المؤلف فقط، دون النظر إلى روح الأدبية التى كتبت رواية أدبية بحس أدبى رفيع. وأضاف «عمار»: ربما كانت انتصار تضيق بكل من يقدمها إلى الحياة الأدبية والفكرية مختزلها فى هذا الكتاب.. وأشار إلى أن الروائى الكبير «يحيى حقى» عندما قال لقد كرهت «قنديل أم هاشم» لأن الناس قد اسمته ب «صاحب القنديل». وأوضح «عمار» أن انتصار تريد أن ترسم خطواتها فى الحياة الأدبية والفكرية بوصفها أديبة، مؤكداً أن ما يعُرف عن المرأة فى تنظيم الإخوان أقل بكثير ما يعُرف عن الرجل. حتى هذا الكتاب «حكايتى مع الإخوان» ذاته طاردها فى الرواية. وأشار «عمار» إلى أن المؤلفة كتبت نبوءة سردية، تتوقع فى روايتها تلك أن يحدث انقسام فى مصر إلى ثلاث دويلات، موضحاً أن هذه النبوءة مخيفة تُعاند حركة التاريخ وأمانى الثوار وآمال الشهداء عن مصر التى ورثناها عن أجدادنا كونها مرفوعة الهامة. وأضاف «عمار»: أعتقد أن الكاتبة تصنع نبوءة هنا، وهى تتمنى أن تهزم ذاتها لأنها انتهت من الرواية عام 2012، والكتاب والسياسيون كانوا يرون أن مصر سوف تدخل فى نفق مُظلم، كما أن الكاتبة كانت داخل هذه الجماعة ولا تثق بها. وأشار «عمار» إلى أنه ربما هذه الحمولات كلها أثقلت رأس انتصار وهى تكتب هذا العمل، موضحاً أننا هنا بين زمانين: الأول بعد 2011 والآخر بعد مائة عام. وقال الدكتور محمد السيد إسماعيل: قرأت بعض التنويهات للرواية، ولكن معظمها قال بأنها تمتلك خيالاً مغايراً، بمعنى أنها استشرفت مستقبل الثورة بعد مائة عام، ولكن فى الحقيقة أرى أنها عادت لماضى الثورة. وأوضح «إسماعيل»، أن اللغة فى جامعة المشير لها هدفان أولهما الوظيفة التوصيلية، والثانى الوظيفة الشعرية، حيث تكتب لغة مقلوبة، ثم تأتي الوظائف الأخرى. وأضاف أن الكاتبة لم تفرق بين هاتين الوظيفتين، حيث قامت على المزاوجة بينهما، عندما نتحدث عن اللغة نتحدث عن الأسلوب، فهل امتلكت انتصار أسلوباً فى الرواية؟.. كما أشار إلى فكرة المقاومة التى أشارت لها الكاتبة بالاستدعاء، استدعاء التراث، والذى كان نوعاً من الهزيمة، موضحاً أن الأمة تقوم باستدعاء تراثها فى مقاومة شامخة من خلال التراث الشعبى. وأكد «إسماعيل»، أن الرواية تمتاز بإيقاع واضح فى حركة انتقالها بين الأحداث فى حركة بندولية، تصور الوطن بعد مائة عام ثم تعود لماضى الثورة. وفى تعليق الكاتبة علي القراءة النقدية ل «جامعة المشير» قالت: الرواية كانت خوفاً على آمال الثوار والشهداء، وأشارت إلى أن شهداء الإسكندرية على عكس ثوار القاهرة نعرفهم بالاسم، لقد التقيت أمهات الشهداء، وأعرف الشهداء الذين تم التجنى عليهم فى الإعلام. وأضافت «انتصار»: لدىَّ شحنة عاطفية شخصية مملوءة بحب الوطن أريد لابنى أن يشب ويعرف أن له وطناً وراءه ثوار.. وقدمت رؤية تشاؤمية للتحذير من الفوضى، ولم أرد أن أسجل الحاضر لأنى لست مخرجة، ولكنى سجلت الحاضر وما يترتب عليه بعد مائة عام.