هناك قضايا لغموضها الشديد تحفظ لحين ظهور خيط يصل بأجهزة البحث لحلها وأحيانا تقيد ضد مجهول لحين ظهور هذا المجهول، ولكن جريمة «أوسيم» البشعة حلت بعد شهرين من ارتكابها يعود الجاني الي مسرح الجريمة وكشف عن نفسه كما يعترف من خلف محبسه لحين تحقيق النيابة معه. كانت البداية عندما تم العثور علي جثة طفل لا يتعدي عمره الستة أشهر مخنوقة وبه إصابات عبارة عن كدمة بالوجه وآثار عقر بالخد الأيمن وسحجة بالركبة اليمني وملفوف في «كيس مخدة» بجوار ترعة بأوسيم كاملة الملابس ملقاة بجوار صندوق قمامة وبعرض الجثة علي أهالي المنطقة لم يتعرف عليها أحد ولم يصل رجال الأمن الي هوية الجثة وأمرت النيابة بدفن الجثة بعد أسبوع من البحث وظل البحث مستمرا وبعد شهرين كما يقول المحضر ومع تواجد رجال الأمن في المنطقة بصفة مستمرة علي مكان الجريمة لبضع دقائق ثم تغادر وعندما ارتاب لأمرها تتبعها الي أن وصلت الي منزلها وبإجراء التحريات تم كشف غموض الواقعة حيث تبين من الفحص أن هذه الفتاة هي والدة الطفل المجني عليه تم استصدار إذن من النيابة العامة وتمكن رجال المباحث من إلقاء القبض علي المتهمين. وخلال التحقيقات معها بدأت في سرد قصتها قائلة اسمي «سعدية فولي» 19 سنة عشت وسط أسرة فقيرة لم أتلق أي قسط من التعليم نظرا لفقر أبي الشديد ولعدد أشقائي الكبير الذي تعدي التسعة أشقاء ذات يوم تعرفت علي شاب أعجبت به نظرا لوسامته ورقته معه ويوما بعد يوم ازداد تعلقنا ببعض حتي وصل الأمر الي مسامع والدتي ونصحتني بالابتعاد عنه وهددتني أنها سوف تخبر أبي عن علاقتي بهذا الشاب ولكن أمام كلامه المعسول لم أعبأ بأي كلام لها و«تطورت العلاقة» مع هذا الشاب ونحن ننتظر الفرصة المناسبة للخروج معا ضاربة بتهديد أمي عرض الحائط ونجح الشيطان أن يستدرجني وعرض علي الزواج العرفي فوافقت بلا تردد بعد أن فشلنا في الزواج الرسمي لصغر سني في ذلك الوقت وفي لحظة غفلة من أهلي خاصة والدتي خرجت معه مرات عديدة لتقع المصيبة الكبري الجريمة وبعدها بأيام قليلة اكتشفت أنني أحمل في أحشائي طفلا فأخفيت مصيبتي عن أهلي وقابلت عشيقي لنتفق معا علي إيجاد حل لهذه الكارثة إلا أنه نهرني بشدة وتخلي عني فتركت منزل أهلي وتعرفت بعد ذلك علي هاني محمد «فني كهربائي». قاطعها أحد رجال المباحث متسائلا: كيف تعرفت علي قاتل ابنك؟ قالت: هو كهربائي وقابلته أثناء ركوبي ميكروباص وكنت وقتها خارجة من منزل أهلي ولا أعلم أي مكان أتوجه إليه ووافق بالزواج الشرعي مني مع احتفاظي بابني وكان يعاملني معاملة حسنة، سأل المحقق: وكيف قتل ابنك؟ صمتت الأم لحظات وأجابت: هو كان يكرهه بشدة ودائما يشكو من كثرة بكائه ويقوم بتعذيبه دون أن أتحدث أو أنطق بحرف واحد خاصة أنه كان دائم التهديد لي بالطلاق وأنه هيرميني في الشارع، ويوم الحادث تركته نائما بجواره فاستيقظ الطفل في ساعة متأخرة من الليل وظل يبكي لفترة طويلة وقال لي أنا هسكته وبعد لحظات توقف الطفل عن البكاء وقال لي روحي نامي لكن كنت مش مطمنة لكنه أجبرني علي استكمال نومنا، وفي الصباح الباكر توجهت الي ابني فشاهدت وسادة وبطانية عليه فقمت برفعها من علي وجهه فاكتشفت أنه مات مخنوقا، بدأت في الصراخ والبكاء فقال لي زوجي: ما تتكلميش أنا هتصرف ثم استعان بابن عمه ووضعوا الطفل في كيس مخدة وتخلصا منه بجوار الترعة بأوسيم بمقلب للقمامة. ألقي رجال المباحث القبض علي الزوج وابن عمه وبدأ رجال المباحث في استجوابه فظل يتمتم بكلمات غير مفهومة قبل أن يبدأ بالحديث ثم قال: لم أكن أنوي قتله فقط كنت أريد إسكاته لأنه كان دائم البكاء ولا دخل لي بقتل الطفل.. أمه السبب وهي تتحمل مسئولية كل ما حدث، الطفل كان يبكي بشدة وحاولت إسكاته ولكنه مات.. «سعدية ضيعت نفسها منذ البداية وتحاول أن تجرني معها للضياع»، ثم امتنع عن الحديث نهائيا قائلا: «معنديش كلام تاني أقوله».