تمارس جماعة الإخوان الإرهابية حربًا شاملة علي الشعب المصرى منذ ثورة 30 يونية الماضى، وقد استخدمت في هذه الحرب إطلاق الشائعات بوسائل الإعلام الإخوانية، وبواسطة أعضائها، والمتحالفين معها ضد الدولة المصرية والجيش والشرطة والقضاء المصرى، وكذلك تنظيم الحملات الإرهابية العنيفة ضد الشرطة والجيش والقضاء، وشملت جرائم الإرهاب المستمرة جنايات القتل، والضرب بالرصاص الحى، والقنابل شديدة الانفجار، والخرطوش وقنابل المولوتوف، وحرق المنشآت العامة، والسيارات، والممتلكات الخاصة وتتعمد العصابة الإرهابية، تشتيت واستنزاف جهد القوات المسلحة وقوات الشرطة في عديد من المحافظات وفي أعداد من الأحياء المختلفة بالقاهرة والإسكندرية، وغيرها من المدن في ذات الوقت وخاصة في أيام الجمعة! ورغم استخدام هذه العصابات والميليشيات الإخوانية المسلحة في حربها الإرهابية، لكل أنواع الأسلحة للقتل والتدمير والتخريب، فقد التزمت الشرطة والقوات المسلحة، للدفاع وتفريق المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، ولم تستخدم الخرطوش ولا الرصاص الحى في تحقيق التفريق للمظاهرات المسلحة، التي لم تتوقف الجماعة الإرهابية عن تنظيمها، لإرهاب الشعب والقوات المسلحة والشرطة لإعادة الرئيس المخلوع مرسى العياط مع جماعة الإخوان المحظورة والإرهابية إلي السلطة مرة أخرى حسب الأوهام الإخوانية! ويتساءل الشعب المصرى كيف يمكن وقف هذه الحرب الإرهابية الإخوانية!! ولابد لذلك من فهم منهج التفكير وأساليب التخطيط والتدبير الاستراتيجية والتنفيذي التكتيكي لهذه الجماعة، لإمكان مواجهة تخريبها وعدوانيتها بصورة مجدية وفعالة والمعروف أن الكاهن الأكبر لهذه الجماعة الإرهابية «سيد قطب» قد قال في كتابه «معالم في الطريق» إن الشعوب الإسلامية وعلي رأسها الشعب المصرى «شعوب جاهلية» وأن الأقباط طائفة كافرة، ولا يعتبر مسلماً سوى اعضاء هذه الجماعة الاخوانية وأكد على هذا التقسيم الثنائى للشعب المصري بالقول بأن المسلمين هم فقط الإخوان المؤمنون بمبادئ وغايات الجماعة الارهابية الأممية، وذلك رغم أن المسلمين المصريين يؤدون كل أركان الاسلام من توحيد بالله وشهادة أن محمد رسول الله، ويؤدون الصلاة ويخرجون الزكاة، ويحجون إلى بيت الله، ويصومون رمضان!! ويذهب قطب إلى أن رسالة الإخوان هى اعادة الجاهليين والكفار المصريين وغيرهم في دول العالم، الى حظيرة الإسلام الاخواني، وذلك بالدعوة، وإن لم تنجح فلابد من استخدام «القوة والعنف»، كما هو ثابت في تاريخ هذه الجماعة منذ تأسيسها سنة 1928 ويتمثل هذا العنف في الاغتيال والقتل والتفجير والحرق للممتلكات العامة والخاصة، ويؤكد ذلك أنه في الاربعينيات اغتيل محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء، بعد اصداره قرار حل الجماعة وحظر نشاطها والاستيلاء على مقارها، وذلك بواسطة قاتل اخواني، وكذلك اغتيل بذات الأسلوب أحمد ماهر رئيس الوزراء، كما اغتيل ايضاً المستشار الخازندار لاصدار أحكام ضد بعض الإخوان، وحكمدار القاهرة وغيرهم ونتيجة لهذا الارهاب قام «البوليس السياسي» في العهد الملكي باغتيال مرشدهم حسن البنا، وفي الخمسينيات تم تفجير عدد من دور السينما والمحال التجارية بالقاهرة، وقامت الجماعة بالاستمرار في جرائم التفجير والاغتيال والتخريب حتى قيام ثورة يوليو سنة 1952 وعندما لم يخضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمطالبهم وابتزازهم وتهديداتهم لتحقيق أهدافهم من أخونة مصر، والسيطرة على الدولة والاستبداد بالشعب، دبروا محاولة اغتيال عبد الناصر بميدان المنشية بالاسكندرية، ولم ينجحوا في ذلك فاستصدر عبد الناصر قراراً من «مجلس قيادة الثورة» سنة 1954 بحل الجماعة المذكورة وحظر نشاطها والاستيلاء على مقارها!! الخ كما نجح ناصر في اعتقال الآلاف من قياداتهم، وحاكم العديد منهم وصدرت الاحكام باعدام عدد منهم على رأسهم «سيد قطب» كاهنهم بعد حسن البنا ومرشدهم وكاهنهم الأعظم!! وقد استمرت الجماعة محظورة قانوناً بمقتضى قرار مجلس قيادة الثورة سالف الذكر حتى تولى الرئيس الراحل السادات السلطة الرئاسية بعد عبدالناصر، وقاد انقلابه في 15 مايو سنة 1971 ضد «مراكز القوى» أي القيادات الناصرية وقرر في ذات الوقت «شفوياً» الافراج عن عمر التلمساني مرشد الجماعة وعدد كبير من المعتقلين من قيادات الجماعة وسمح السادات للاخوان بدون قانون أو قرار بمباشرة نشاطهم السياسي والدعوي فباشروا هذا النشاط وعادوا بعنف لاستخدام الارهاب لتحقيق مطامعهم في الاستيلاء على الدولة والسلطة، وقد نشأ عنهم ومعهم ومنهم العديد من الجماعات الموصوفة بالاسلامية مثل جماعات التكفير والجهاد، والسلفيين...الخ وذلك رغم سياسة السادات المؤيدة لهم، وبعد انتصار مصر في حرب سنة 1973 توسع الاخوان وحلفاؤهم في نشاطهم وفي ارتكاب جرائم الارهاب مع الانتشار في النقابات المهنية والجمعيات الخيرية، والعلاجية، وفي بعض أجهزة الدولة التي اخترقوها سراً بخلاياهم النائمة!! وعندما بدأ السادات يشعر بخطرهم ويحاول وقف نشاطهم «الارهابي» قاموا باغتياله في 6 أكتوبر سنة 1981!! كما ارتكبوا ايضاً مذبحة الشرطة في أسيوط!! وعندما حل الرئيس السابق مبارك محل السادات استمر «عملياً وشفوياً» في سياسة اباحة مباشرة الجماعة نشاطها الدعوي والارهابي مع حلفائها من الجماعات الجهادية وخاصة في التسعينيات ومن أخطر ما ارتكبوه من ارهاب مذبحة الأقصر واستطاعت الجماعة في ظل سياسة مبارك أن تحصل على 88 مقعداً في مجلس الشعب كما أيدوا علنا وخاصة تصريحات المرشد بديع وراثة جمال لأبيه مبارك في رئاسة الدولة، وفي ذات الوقت كانوا دائبي الهجوم السياسي السري على حكم مبارك الذي وصفوه بالديكتاتور الفاسد والمستبد والذي تنتمي اليه عصابة حاكمة فاسدة ومستبدة، ويجب ذكر أن مصر تعاني منذ سنة 1948 وكل مدة لا تزيد على عشر سنوات ولا تقل عن خمس سنوات إما من حرب مع الصهاينة الاسرائيليين أو من انفجار وارهاب اخواني، والبقية في المقال القادم. رئيس مجلس الدولة الأسبق