بعد فترة طويلة من الصراعات، والاحتقان شهدتها البلاد من أحداث عنف وتفجيرات وسقوط عدد كبير من الضحايا وبعد أن غطت سحابة الحزن والدموع قلوب كل المصريين، جاءت الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد لتطفى السعادة والبهجة على جميع المصريين وليس الأقباط فقط. وظهرت الوحدة الوطنية بشكل كبير بين المسلمين والأقباط في التهاني والمعايدات ومشاركتهم فرحة العيد. وقامت بعض الحركات منها حملة "مستقبل وطن" بتشكيل دروع بشرية حول سور الكاتدرائية لحمايتها، وحماية أشقاءهم الأقباط مساء أول أمس أثناء احتفالتهم بالعيد المجيد . كما شهد محيط الكاتدرائية لافتات تهنئة بعيد الميلاد من قبل الأحزاب والحركات السياسية المختلفة والشخصيات العامة والمواطنين العاديين كنوع من أنواع الوحدة الوطنية؛ وتأكيدا على أن الوحدة الوطنية المصرية تصمد أمام كل محاولات زعزعتها وخلق التفرقة والانقسام بين نفوس المصريين الصافية من خلال الاعتداء على المنشآت سواء دور العبادة أو غيرها. ويعد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت أول من يزور الكاتدرائية بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي بناها وافتتحها، وقام عدلي منصور بحضور الاحتفال مع البابا تواضرس الثاني تأكيدا على الوحدة الوطنية وإثبات للعالم كله أن مصر آمنة. من جانبه، أشار المستشار نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إلى أن زيارة الرئيس عدلي منصور للكاتدرائية فريدة ومتميزة ولم يسبق لأحد من الرؤساء زيارتها منذ عام 1952 حتى الآن وكان الرئيس عبد الناصر يزورها باستمرار. وأكد جبرائيل في تصريحات لبوابة الوفد على أن زيارة عدلي منصور لمشاركة الأقباط احتفالهم هى تأكيد على ان الدستور مدعم للوحدة الوطنية موجها رسالة لهم انه دستور كل المصريين لا يفرق بين مسلم ومسيحي لافتا الى ان زيارته ساهمت ايضا فى إضفاء روح السعادة على المصريين بالإحتفال بالعيد . واتفق معه فى الرأي الدكتور احمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر قائلًا إن زيارة المستشار عدلى منصور للكاتدرائية تدعم الدستور وأنها الزيارة لها مذاق خاص وازالت رواسب الحكم الإخواني الذين تحالفوا مع السلفية الوهابية للإساءة للمسحيين. وأوضح المستشار رمسيس النجار - محامي الكنيسة أن زيارة عدلي منصور هى تفعيل المواطنة المصرية بين عنصري الأمة تأكيدا للدستور الذي سوف نستفى عليه وهذا أمر واجب على كل رئيس جمهورية أن يثبت أنه رئيس كل المصريين. وأكد النجار في تصريحات لبوابة الوفد أن المصريين بدأوا يعودوا لطبائعهم فى اتحاد القوى المصرية المدنية دون النظر إلى الجنس أو العقيدة.