"الحُبّ لا يُتقن فن قرع أبواب القلب على استحياء، أو الوقوف على أعتابه وقفة استئذانٍ مُترقِّب، يقود مركبته العمياء بطيشٍ حيثما يشاء، دون رخصة سواقة، أو أوراق إثبات هويَّة، أو حتّى شهادة ميلاد، ماسًّا بعصاه السّحريَّة أرض الرُّوح الرَّاكدة ليوقظ دهشتها غير عابئ بتاريخ الجدب، أو حاضر الخراب، يخطفكَ فجأةً قبل أن تلتقط أنفاسَك؛ موقدًا مهرجانات الفرح وماحيًا؛ بضربةٍ واحدة؛ كُلّ ما كان من ألمٍ سبق التّقويم الذى بدأ تاريخه بأولى ساعات احتلاله إيَّاك، وإضرام النَّار فى خريطة الأحاسيس التى تبين الحدود الفاصلة بين شكّك ويقينك؛ وواقعك وأحلامك". بهذه المقدمة استهلت السعودية "زينب البحراني" إصدارها الأدبى الرابع الذى بزغ هذه المرة فى صورة رواية صدرت برعاية "مؤسسة الدوسرى للثقافة والإبداع" فى البحرين، فى 124 صفحة من الحجم الصغير، فى غلاف رومانسى رسم لوحته الفنان "هانى حجاج"، وصممه الفنان "مصطفى الجزار". ويسمع القارئ بقلبه تفاصيل الرواية من بطلتها "سلوى" التى تعانى كثيرًا من عجزها عن إعلان حبها للبطل "يوسف" بسبب مخاوفها الداخلية التى كرستها تربيتها المجتمعية العربية، وظروفها الشخصية، وشعورها أن هجرته الطويلة إلى أوروبا جعلته أقوى وأذكى منها. وتتوالى الأحداث مبرزة صراع سلوى مع ذاتها والتطورات السريعة لشخصيتها التى أحدث الحب فى صميمها انقلابات عديدة وحولها إلى صاحبة فكر ورأى وقرار وروح ثائرة متمردة على سلبية واقعها بعد أن كانت مستسلمة منقادة للظروف التى تحرك حياتها كيفما اتفق. كل هذا فى إطار رومانسى مُجتمعى مغلف بلغة سهلة شهية.