فى تناقض مثير ومنفر، انطلقت كلماتها من فمها رقيق المظهر كالبارود، كشظايا القنبلة لتهدد وتتوعد الإعلامى وائل الإبراشى بتفجير القناة التليفزيونية التى ينطلق منها برنامجه الشهير، لأنه لم يتعاطف مع قضيتها وفقا لها أو تناول قضية المشاركة فى مظاهرات العنف وحمل السلاح وإحراق المحلات بصورة موضوعية، لا فارق فيها بين كون مرتكب الجريمة من الجنس الناعم، أو رجلا بشوارب، فالجريمة جريمة، والعنف والإرهاب لا يتم تصنيفها بعنصرية، خاصة أن هؤلاء الفتيات وغيرهن من النساء يستخدمن بصورة مخطط لها من قبل عناصر الإخوان. لم تكن الفتاة الصغيرة قد علمت بعد بحكم الاستئناف الذى «خسف» بعدد سنوات السجن ضدها وضد زميلاتها - فى الجهاد الوهمى ضد الجيش والشرطة والشعب - من 11 سنة إلى سنة مع إيقاف التنفيذ، رفقا بهن وبأعمارهن الصغيرة، وحرصا على مستقبلهن، وكنت قبل الاستئناف ضمن من تعاطفوا مع فتيات «7 الصبح»، وطالبت بتخفيف الحكم، خاصة ضد القاصرات، فالقاصر فى عرف المجتمع والقانون إنسان غير كامل الأهلية القانونية، لم ينضج بكل المعايير، لا يزال يحتاج إلى وصى، الى راعٍ يربيه ويقومه، وتخيلت كغيرى ابنتى القاصر وقد تم التغرير بها من قبل بعض صويحباتها، وقمن بغسل مخها وتشويه فكرها الغض فى المدرسة التى تقضى بها وقتا اطول من وقت احتكاكها بى فى المنزل، فهل كنت سأقبل أن تتم معاقبتها بصورة مشددة، لا والله بل كنت سأطالب بأن تتم معاقبتى قبلها، لأننى قصرت فى تربيتها ومراقبتها، ولأننى تركتها فريسة لمن هب ودب، ليشوه طفولتها، ويربيها على العنف والإرهاب وحمل السلاح بدلا من القلم والعلم والفكر السليم. وهالنى كملايين غيرى ما قالته الفتاة من خلف القضبان من تهديد، وكلام كالبارود يؤكد عزمها على المضى قدما فى طريق العنف وحمل القنابل، بدلا من أن تحمد الله وتشكره على تعاطف المجتمع معها حتى من غير المنتمين للإخوان وعلى رفق القضاة الذين لجأوا الى روح القانون لا بنوده، وأن تعلن عودتها الى رشدها وإلى صوابها، وأنها ستعيد التفكير فيما أقدمت عليه من قبل، ولن تدع أحدا يسيرها مجددا ويحولها إلى آلة للعنف وسلاح يوجه لقلب الوطن وضد المواطنين الأبرياء. فهل ستجد فتيات «7 الصبح» من ينقذهن من مخططات الإخوان، من أصحاب اللحى والشوارب الذين لا يستحون من استخدام النساء والقاصرات والاتجار بهن كتجارتهم بالدين الإسلامى، واستقطابهن فى أعمال العنف، اعتمادا على أن الشرطى أو ضابط الجيش إن تعرض لإحداهن ستقوم الدنيا ولن تقعد، اعتراضا على المساس بالحرائر، والمثير للدهشة أن هؤلاء أنفسهم أصحاب اللحى والشوارب من الإخوان كانوا يصبون اللعنات والغضب ويتوعدون بنيران جهنم للمتظاهرات ممن شاركن فى مظاهرات ميدان التحرير ضد حكم المعزول محمد مرسى، وكنا نسمع من يسخر ومن يؤلب من شيوخهم وقادتهم ضد الفتيات وهو يقول: «ايه اللى وداهم هناك وخلاهم يختلطوا بالشباب، يستاهلوا» ولا أعرف هل الدين والعرف والأخلاق يكال لها بمكيالين فى عقيدة الإخوان، فلماذا اتجارهم الآن بالنساء، و«النونو» من النساء أى القاصرات والأطفال، ولن ننسى أطفال دور الايتام فى اعتصام رابعة، وهذا المشهد فى أبوالمطامير بالبحيرة، من وضع قاصرات فى قفص حديدى والطواف بهن فوق سيارة فى الشوارع تضامنا مع فتيات «7 الصبح» لإثارة المشاعر وتسول التعاطف. وما هذا الذى يحدث من طالبات كلية طب الأزهر وباقى الكليات الأخرى، من قيام الطالبات بالتكسير والتدمير والاعتداء على أساتذة الجامعات وعلى العمداء، هل هذه أخلاق الإسلام، هل هذه أخلاق النساء الحرائر، هل يعتقدن أنهن فى جهاد وحرب ضد أعداء الإسلام، هل أصبح مخطط الإخوان لتخريب الجامعات وتعطيل الدراسة، وتخريب الأمن فى الشوارع يعتمد على النساء والقاصرات، وإلى متى ستختبئ اللحى والشوارب خلف الحرائر النواعم، لخلق حرب النساء ضد الشرطة والجيش وضد الأمن والاستقرار، يجب أن ينتهى هذا، وأن يكون القانون واحدا فوق رقاب الكل، لا فارق بين رجل وامرأة، طالما قبلت الفتاة أن تصير درعا للرجل وسيفا، فعليها تحمل تبعات ذلك، هذه المرة أفلتت فتيات «7 الصبح» بفضل تعاطف المجتمع، أما المرة القادمة فلا تعاطف ولا تسامح، ومازلت لا أوجه اللوم للفتاة صاحبة التهديد للإبراشى بل لأسرتها، والتى أيا كان انتماؤها إلى البلتاجى أو غيره من قادة الإخوان، فهم يجب محاسبتهم قبلها أمام القانون. أيها الإخوان وقد صرتم الآن فى صفوف المعارضة، والسلطة كأى شيء فى الحياة الطبيعية يتم تداولها بين طوائف وفصائل الشعب، عليكم أن تقبلوا بوضعكم الجديد، وأن تعلموا أن المعارضة المسلحة فى عرف الشعوب والتاريخ هى المعارضة الانفصالية، ولا أعتقد أنكم ترغبون فى الانفصال عن مصر بقطعة ما أو إقليم، المعارضة عليها أن تلعب أدوارا مكملة لبناء ونهضة الوطن، حتى وإن اختلفت الرؤية ووجهات النظر والأيديولوجيات السياسية، المقاعد والسلطة زائلة والوطن باق، والمعارضة يجب أن تكون وطنية بناءة، لا معارضة تحمل أجندات خارجية، أو أجندات خاصة بمصالحها على حساب الوطن، المعارضة متممة لأداء السلطة، تسعى لعلاج أى عوار يطرأ على سلطات الحكومة وأدائها فى جميع المناحى السياسية والاجتماعية والسياسية، بالحوار والنقد البناء وطرح البدائل، أما استمراركم فى حمل السلاح والعنف وتنفيذ مخطط تعطيل مسيرة الوطن، فأمر لن يدوم، وسيؤدى إلى مزيد من عزلكم ونبذكم بالمجتمع، ولن يكون فى هذا فارق بين رجل أو امرأة كبير أو «نونو».