مر الإعلام المصرى الفترة الماضية بأيام عصيبة ما بين التخوين والتهديد بالحبس فى عهد الرئيس المعزول ومع كل حلقة تذاع لأحد البرامج ينهال عليها سيل من القضايا فأغلقت بعض القنوات وتم وقف عدة برامج لعدم توافق سياساتها مع النظام الحالى، وبعد انفراج الغمة وتحررت مصر من حكم الجماعة بدأ الإعلاميون وبالأخص أصحاب القنوات الفضائية بالتفكير فى حلول عملية تحفظ لهم حقوقهم وتدافع عنهم ضد أى نظام غاشم. فخرج المهندس محمد الأمين، صاحب قنوات cbc، على الهواء خلال أحد البرامج وقام باقتراح إنشاء غرفة صناعة التليفزيون التى سوف تضم نحو 10 قنوات فضائية، وأنه تم تقديم الأوراق الخاصة بإنشاء الغرفة إلى وزير الصناعة. وأوضح «الأمين» أن الهدف من إنشاء مثل هذا الكيان هو حماية صناعة التليفزيون للقنوات الخاصة، حيث لا يوجد كيان يمثل مثل هذه القنوات أو الدفاع عنها أمام أى هجمات شرسة أو أى نظام غادر، وهذا التعاون يهدف أيضاً إلى حماية الصناعة سواء فى مشاريع إنتاجية تستفيد منها كل القنوات، أو التجمع بين الإعلاميين، ليخرج ميثاق شرف إعلامى يتم احترامه من جميع القنوات، وهنا ستكون الفائدة للطرفين الإعلامى ومالك القناة. وأضاف محمد الأمين أن مجموعة العاملين فى قنوات cbc خلال النظام السابق كانت تحمل الفكر نفسه، مؤكداً أنه أثناء حكم النظام السابق الغاشم تعرض لضغوط شديدة وقاسية ولكن ساعده فيها العاملون فى القناة، حيث كانت لهم المبادئ نفسها، وقمنا باستطلاع الآراء حول تلك الفكرة وكيف يمكن الاستفادة منها وما هى القنوات التى ستضمها تلك الغرفة. قال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز: النظام الإعلامى الرشيد فى أى دولة متقدمة يحتوى على مجموعة من الأطر التى تعبر عن مصالح الأطراف المنخرطة فى تلك العملية الإعلامية، ومنها نقابة الإعلاميين التى تمثل الجماعة الإعلامية. كما يجب وجود تنظيم يعبر عن مصالح وسائل الإعلام ويكون هناك تنظيم يعبر عن مصالح الجمهور ومصر ليس بها أى من هذه التنظيمات، فيجب صناعة غرفة للتليفزيون ونقابة للإعلاميين، وهذا الأمر سوف يعكس مصالح متوازنة لجميع الأطراف والتعبير عن هذه المصالح بشكل موضوعى. وأشار إلى أن هذه الغرفة ليست ضماناً للعاملين فى مجال الإعلام، ولكنها ضمان لمصالح أصحاب الفضائيات، ويجب ألا يتخلى الإعلاميون عن إنشاء نقابة الإعلاميين، وفى ظل وجود غرفة الإعلاميين يجب وجود غرفة للتعبير عن مصالح الجمهور والإعلاميين أصحاب الشأن. وأضاف أن هذا التوقيت الذى طرح فيه هذا المشروع جاء بعد الدرس الذى أخذه أصحاب الفضائيات من نظام «مرسى» الذى كان يضغط عليهم وكذلك أيضاً نظام مبارك لباتوا حريصين أن يحافظوا على مصالحهم بشكل منظم. وأكد «عبدالعزيز» أنه لا يعلم إذا كانت هذه الغرفة ستستطيع مواجهة أى نظام غاشم أم لا، لأن ذلك سيتوقف على القوانين والأسس التى ستنشأ عليها هذه الغرفة، مع خروج ميثاق شرف إعلامى نابع من الجماعة الإعلامية وذلك لن يحدث إلا بعد أن يقيم الإعلاميون نقابتهم، ولا يوجد أى مواثيق إعلامية خرجت بعد الثورة أو قبلها. ومن جانبه، قال مدحت حسن، المدير الإعلامى لقناة mbc مصر: الفكرة جيدة جداً ونحن كقناة ليس عندنا ما يمنع من الاندماج فى ذلك الكيان، ولكن بعد أن يتخذ شكلاً واضحاً ويكون له قواعد وأسس ويتم شرحها بشكل متكامل وجيد. وواصل حديثه: بعد تشكيل ذلك الكيان ووضع قوانين خاصة بهيئة الاستثمار والصناعة والإعلاميين، فمن الصعب الحكم عليه فى ذلك الوقت، ولكن بعد وضع تلك الآليات القانونية سيتضح شكله وحينها يمكن الاشتراك. وعقب الناقد كمال رمزى قائلاً: أجدها فكرة مبتكرة وجيدة جداً، وجود غرفة لصناعة التليفزيون يكون لها قوانينها التى تشمل القنوات والبرامج بين بعضها البعض، وتكون درعاً قانونياً وإنسانياً ونقابياً، فأنا مع تلك الفكرة دون تردد. كما يجب أن تكون تلك الغرفة ليست لشخص بعينه ولكنها لكل الإعلاميين والفضائيات على غرار غرفة صناعة السينما وغيرها من الغرف. وأشار إلى أن مثل ذلك الكيان سيحفظ للإعلاميين حقوقهم من أى نظام وستكون درعاً لكل الإعلاميين وحل مشاكلهم، بعد وضع قوانين خاصة هدفها الدفاع عن المهنة وتنظيمها ووضع قوانين للتنظيم الداخلى والخارجى لها.