بات المواطن المصري ضحية الصراع السياسى والاقتصادى القائم فى الشارع المصرى منذ قيام ثورة يناير وحتى ثورة 30 يونيو, حيث ازداد التوتر النفسى لدى المواطن الذى يندفع نحو الطبيب النفسى لتلقى العلاج الفورى جراء هذه التوترات, وذلك فى الوقت الذى ينظر قطاع من المجتمع تجاه هذه التحركات بأنها منبوذة لديهم ورفضهم لها. الاختلاف والتناقض حول اندفاع المواطن نحو الطبيب النفسى كان محور نقاش "بوابة الوفد" لدى قطاعات من الشارع المصرى الذين أكدوا على أن تزامن الأحداث السياسية مع المعيشة الصعبة وضغوطات الحياة اليومية فى الوقت الحالى أدى إلى ضغط كبير على المواطن المصرى حيث شكلت على الفرد معاناة كبيرة مما جعله مجهد نفسىيا فأصبح الكثير من الأفراد يعانون من المرض النفسى إلا أن هناك بعض المواطنين يرفضون العلاج النفسى ويلجأون إلى الشيوخ وآخرين يذهبون إلى الدجالين وذلك دون أى نفع لهم. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدوا فيه أيضا على أنه لايزال المجتمع المصرى ينظر إلى العلاج النفسى بعين الخجل, فبالرغم من أننا فى عصر التقدم إلا أننا مصريين على معالجة الأمور بالطرق السطحية, ونلجأ إلى الحلول الخرافية. ترى إسراء متولى – طالبة – إنها ليست متخوفة من العلاج النفسى لأن الكثير من الأفراد معرضين له خاصة بعد سن الثلاثين لأنه السن الذى تتزاحم فيه المشكلات. موضحة أن السبب فى تخوف الأفراد من العلاج النفسى هو النظرة الخاطئة للمجتمع معتبرين أن المرضى النفسيين "مجانين". من جانبه أشار حسين اللجاب – مدرس – أن الحل الأمثل للعلاج النفسى هو الذهاب إلى الطبيب لتشخيص حالته وإفادته بالعلاج, مؤكداً أنه لا يؤيد أية حلول أخرى كالدجل والشعوذة. وأكد أنه يؤمن بالعلاج النفسى لماله من عامل كبير على تغير حال الشخص للأحسن, مستنكرًا جهل بعض الأشخاص الذين يمتنعون عن الذهاب للطبيب خوفا من سماع كلمات جارحة لهم ونعتهم بالمرض العقلى فرغم وعيهم بأهمية العلاج النفسى إلا أنهم لا يعترفون به. وعلى النقيض قال محمد سعيد – مدرس – إن الصلاة هى العلاج الأوحد لأى مرض نفسى مؤكدا أنه لا يؤمن بالعلاج النفسى تخوفا من نظره المجتمع البغيضة له موضحا أن الذهاب للشيوخ والعلاج بالقرآن هو الأفضل؛ وذلك لعدم ثقته فى طبيب العلاج النفسى. وفى سياق متصل أشار محمود عبد العليم – محامى – أنه يفضل الذهاب إلى الشيوخ أولا وإن لم تأتى له جدوى سيسرع بالذهاب إلى الطبيب النفسى؛ وذلك لأن المجتمع الإسلامى والثقافة الإسلامية هى المرجع الأساسى لشفاء النفس. وأكد أن السبب وراء تخوف الناس وعدم اقتناعهم بالعلاج النفسى هو عدم التوعية الكافية من جانب وسائل الإعلام والتعليم عن المرض النفسى وكيفية علاجه فمنذ الصغر ولم تكن لينا الجرأة لمناقشة الأمور النفسية والجنسية. وأكد الشيخ عبد العزيز النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه ليس هناك خريطة نفسية فى العلاج يقال لها حرام, طالما ليس هناك ما يحرم ذلك فلا بأس لأن الله أنزل الداء ومعه الدواء, مشيرا إلى أنه إذا كان الامر يحتاج إلى طبيب فلما لا نستعين بقدراته فى العلاج نحن لا نرفض أى نوع من أنواع العلوم فكل الوسائل الحديثة وطرق العلاج لا بأس بها فلا علاقة لأمور الدنيا بالدين. وأوضح أن الطب النفسى الآن جزء من أجزاء كلية الطب وعلم له أصوله وقواعده فهو فرع من فروع الطب المختلفة وأن الله هو الشافى المعافى . أكد الدكتور محمد هاشم أستاذ الطب النفسى أن نظرة الناس للعلاج النفسى قد اختلفت كثيرا فى 15 سنة الأخيرة عما قبل فبعد وذلك يرجع إلى إدراك العديد من الناس إلى أهمية العلاج النفسى وخاصة فى المشاكل الزوجية بعد أن وجودوا ثمار العلاج النفسى. وأشار دكتور هاشم إلى أن السبب فى تخوف الناس من العلاج النفسى يرجع إلى أن الكثير من الامراض ترطبت اعراضها بالصلاة والوضوء واعتقاد الناس أن الدين هو الحل للشفاء ظنا منهم أن سبب تلك الأمراض هو البعد عن الدين.