يرصد فيلم "العالم" الهولندي، الذي عرض ضمن بانوراما الفيلم الأوروبي، الذي انطلقت فعالياته بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي ، استمرار حلم الهجرة لدى الكثير من الشباب التونسي رغم ثورة الياسمين التي أنهت حكم زين العابدين بن علي ومنحت الشعب بعض الأمل في مستقبل أفضل. وتدور قصة الفيلم حول شاب تونسي يدعى عبد الله (23 عاما) يعمل بائع اسطوانات "دي في دي" ويداعبه حلم الهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل ، والتغلب على واقعه البائس ، وبالفعل تتغير حياته حين يتعرف في ملهي ليلي علي الفتاه الهولندية "أنا " (37 عاما). والفيلم بحسب مخرجه الكس بيتسترا ، وهو من أصل تونسي ، مبني على الملاحظات الشخصية له في تونس عندما زارها مؤخرا ، مشيرا إلى أنه كان يجهل كل شيء بلاد والده طوال السنوات الماضية. وأنتج الفيلم العام الحالي ، وهو ناطق باللغات العربية ، الهولندية ، الفرنسية ، ويقوم ببطولته عبد الحميد نواره ، إيلس هاوس ، محسن بن حسن ، رحمة بن حسن . وقال مخرجه إنه كتب الفيلم خلال الفترة من 2005 وحتى 2012 ، حيث كان يدور في الأساس عن حلم الهجرة لدى الشباب العربي إلى أوروبا ، وعندما اندلع ثورة الياسمين في تونس 2011 ، وجد أنه من الضرورى إضافة انعكاساتها على حلم الهجرة لدى الشباب. وأشار المخرج الهولندي الكس بيتسترا إلى أن جزءا من الفيلم ساعده في كتابته ابن عمه عبد الله، وهو ليس بطل القصة، لافتا إلى أن الجزء الثاني من الفيلم ارتجال من جانب الممثلين وأغلبهم ليسوا محترفين، وهو ما يجعل الإحساس به أقوى والثقة ساعدت في ظهورهم بشكل طبيعي وجيد. ورفض اتهام بعض المشاهدين للفيلم بأنه اكتفى بعرض الجانب السلبي في حياة الشباب التونسي بعد الثورة ، حيث لم تؤثر الثورة في مراجعة الشباب لحلم الهجرة والتفكير في المشاركة ببناء وطنهم بعد تخلصهم من الديكتاتور. وقال: أوضحت من خلال الفيلم أن الثورة لم تحقق مطالب هذا الشعب العظيم ، والذى نزل من أجلها بما يعنى أنه وكأن شيئا لم يكن ، لكن لا يمكن اعتبار ذلك انتقادا للثورة نفسها. يذكر أن العرض العالمي الأول لفيلم "العالم" كان من خلال مهرجان "ترايبكا السينمائي الدولي" الماضي، والعرض الأوروبي الأول في مهرجان روتردام السينمائي الدولي 2013 ، وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان بركشير السينمائي الدولي 2013.