أكد علاء شلبى أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن ثورة 30 يونيو فرصة مهمة لا يمكن التفريط فيها للعمل من أجل تصحيح الإنحرافات التى شابت المرحلتين الانتقاليتين فى مصر وارتباطها بالأهمية المتعاظمة للأثر العميق للخطى المصرية على محيطها العربى. جاء ذلك خلال افتتاح شلبى للحلقة النقاشية التى نظمتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة اليوم بعنوان (السياسات الاقتصادية فى مراحل الانتقال العربية) . وأشار إلى أن المرحلة الانتقالية واجهت كماً غير محدود من التعثرات التى تراكمت، فحل الشعور بالعجز والفشل محل التوقعات العظيمة التى رافقت اندلاع الثورات ونجاح موجاتها مما أدى لتراجع نسبى لمطلب الديمقراطية وحقوق الإنسان .. مشيرا إلى جهود المنظمة العربية لحقوق الإنسان خلال المؤتمر العالمى فى فيينا عام 1993، والندوة الدولية الإقليمية حول حقوق الإنسان والتنمية عام 1999، وكذلك مشاريعها الممتدة منذ العام 2009 حول التمكين القانونى للفقراء ضمن آليات الإقلال من الفقر ومحاربته والوقاية منه. وأكد شلبى أن المنظمة لا تقبل بأى تراجع عن الحريات التى اكتسبتها الشعوب بالتضحيات الكبيرة والدماء الغالية، ورفضها لمحاولات إضفاء شرعية زائفة على المحكامات العسكرية للمدنيين .. منددا بالإرهاب أيا كانت دوافعه ومقاصده لأن الإرهاب من أشد انتهاكات حقوق الإنسان جسامة . من جانبه ، أكد محسن عوض مقرر عام الحلقة النقاشية أنه لا سبيل لإعادة تجربة السياسات الفاشلة، فإذا كانت سياسة السوق الحر المنفلتة وتراجع الدولة عن ممارسة دورها الاجتماعى قد أفضت إلى الاختلالات التنموية الفادحة وانعاكستها وبزيادة الفقر والفساد، فلا سبيل إلى إعادة إنتاجها. وأوضح عوض أنه قد انقضى عصر الأيديولوجيات الجاهزة كسبيل وحيد للتنمية، فقد انتهى أيضاً عصر الوصفات الدولية الجاهزة، ويقر الفكر التنموي بأنه ليس هناك طريق وحيد للتنمية، ولكنه يضع شروطاً يجب أن تتوافر خيارات للتنمية تجعل الإنسان محورها ووسيلتها وغايتها وما لم تتوافر هذه الشروط نكون أمام تنمية مشوهة.