قلت أمس إن أهم تهمة تلاحق محمد مرسي هي الغباء السياسي، وصحيح أنه لا يوجد ذلك في القانون، وتمنيت لو أن هناك تهمة بهذا الشكل لكان «مرسي» وجماعته الأجدر بها، والغباء صفة يتصف بها كل فاقد للعقل ولا يدرك عواقب ما يفعل، وليس معني ذلك أن الغبي مجنون، فالجنون مرض والغباء صفة تلاحق الذين لا يحسنون التصرف، ولا يشعرون بمن حولهم، والجنون له علاج والغباء لا علاج له إلا الحجر علي عقول من أصيبوا بهذا الداء العضال. وجماعة الإخوان ليست فاقدة العقل فحسب وإنما تلاحقها صفات الغباء بكل أنواعه، وهل الغباء له أنواع؟!.. نعم له مستويات ودرجات، وكلنا يعلم أن الطفل الذي لا يفهم مهما تم التوضيح له، وكلنا نقول له «علم بلم يصبح ناسي» وهذه أدني درجات الغباء، أما أعلاه فهو من يعتلي المسئولية ولا يحسن صنعاً، والجماعة حكمت البلاد واعتلت عرش السلطة وأساءت استخدامها بشكل يدمي القلوب وصمت آذانها عن كل رأي سديد، وأصرت علي أن تمارس سياسة عرج لا نفع فيها للبلاد ولا خير للعباد وبذلك تكون ارتكبت أعلي درجات الغباء السياسي.. المصريون جميعاً نصحوا «الجماعة» وأرشدوها لكل طريق صحيح لكنها كابرت وأصرت علي عنادها الشديد وأرادت أن تستأثر بكل شيء وأقصت كل وطني يريد أن تفلح «الجماعة» في حكمها.. «الجماعة» أرادت أن تطبق سياسة الغباء علي المصريين وتعاملت مع المصريين كأنهم «نعاج» تساق، وتصوروا خطأ أن الجماعة من الممكن أن تفرض سياسة السمع والطاعة علي المصريين، وهذه السياسة في حد ذاتها غباء في غباء، لأنها تلغي العقل تماماً ولا تحسن استخدامه، وأرادت أن تسوق المصريين بهذه السياسة العرجاء مما تسبب في الخراب الذي نحياه الآن. «مرسي» ليس وحده الذي يستحق المحاكمة بتهمة الغباء وإنما يجب تطبيق هذه التهمة غير الواردة في القانون علي «الجماعة» بأسرها قيادات وأعضاء وحتي أنصارهم الذين يتعاطفون مع الإخوان.. كما أن الغباء يجلب التسلط، وكل المتسلطين تلازمهم صفة الغباء، لأنهم يصرون علي موقفهم ولا يحيدون عنه، ولديهم استعداد لأن يحرقوا الدنيا من حولهم من أجل تنفيذ رغباتهم وأفكارهم.. هذا الرأي الذي أقوله ليس كلاماً إنشائياً وإنما حديث دار بيني وبين بعض الأطباء النفسيين الذين حللوا بالعلم موقف جماعة الإخوان مندوبهم «مرسي» في الرئاسة الذي رحل إلي غير رجعة هو وجماعته. وزادوا علي ذلك أن الأغبياء لا يشعرون بأحد من حولهم، وأن كل من يقدم لهم النصيحة يعتبر عدواً لهم ويجب إعلان الحرب عليه، وهذا ما حدث بالفعل ولاتزال الجماعة تمارسه، أما التمسح بالدين فهذا خداع ونصب ومتاجرة للضحك بها علي البسطاء وهذا ما كشفه كل المصريين ولذلك يجب محاكمة الجماعة كلها بمن فيهم «مرسي» بتهمة الغباء لأن كل «البلاوي» والمصائب التي حدثت بالبلاد وراء الغباء.