مع شروق شمس اليوم الثلاثاء وبحضور وزير السياحة المصري هشام زعزوع ومحافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى وسفيري الأردن وأوغندا وعدد من نجون الفن والمجتمع بينهم أحمد بدير ومي كساب والدكتور أحمد حرارة وجميلة إسماعيل وعلى أنغام فرق الفنون الشعبية تعامدت أشعة الشمس في تمام الساعة الخامسة و53 دقيقة من صباح اليوم على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده بمدينة أبوسمبل جنوب محافظة أسوان . في إطار الظاهرة التي تشد أنظار العالم مرتين في العام في يوم 22 أكتوبر يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني والثانية في يوم تتويجه في 22 فبراير من كل عام ، وتعد الظاهرة الأكثر شهرة وأهمية ضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية ، وذلك وسط أجواء اتسمت بسحر وغموض الفراعنة ، وبحضور اعلامى محلى ودولي واسع ، ووسط إجراءات أمن مشددة وغير مسبوقة ، وبالتزامن مع انتهاء الاحتفالات بالذكرى 44 لإنقاذ معابد أبوسمبل من الغرق في عام 1968 . وقال الأثري المصري احمد صالح عبد الله المدير العام لآثار أبوسمبل ومعابد النوبة إن الظاهرة تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك في العالم اجمع وامتلاكهم لفنونه وأسراره باقتدار ومشيرا إلى أن مده تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني 20استمرت دقيقة وشاهدها قرابة 2000 زائر من السياح والمصريين . وأوضح الدكتور احمد صالح عبد الله المدير العام لآثار ابوسمبل ومعابد النوبة أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده بأبوسمبل في 22 أكتوبر يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة حيث أن بداية موسم الزراعة أيام الفراعنة يبدأ في 21 أكتوبر ، أما تعامد الشمس على وجه الملك في 22 فبراير فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد ، وأوضح أن ما عرف عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث في يوم مولد الملك ويوم تتويجه هو أمر لا يوجد له أساس علمي ويشير المدير العام لآثار أبوسمبل وعابد النوبة إلى صعوبة تحديد أى تاريخ ليوم مولد الملك أو يوم تتويجه لأنه وببساطة لم هناك سجل للمواليد في مصر القديمة ، وأن كييف كتشجن عالم المصريات الاسكتلندي المتخصص في دراسة عصر رمسيس الثاني قال بأن يوم تتويج الملك يوافق اليوم الثامن عشر من شهر يونيه ، بجانب وجود نقوش ورسوم في صالة قدس الأقداس في المعبد تصور مولد خروج الإله آمون لإعلان بدء موسم الزراعة وبدء موسم الحصاد . وقال " صالح " إن وقد عاشت مدينة ابوسمبل التاريخية جنوبأسوان ليلة ساهرة مساء أمس الاثنين في مناسبة مهرجان تعامد الشمس علي وجه تمثال الملك رمسيس الثاني . يذكر أن حدث تعامد الشمس على تمثال رمسيس كانت تحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964 وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الحادثة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متر غربا وبارتفاع 60متر حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس وتقطع 60مترا أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال الإله آمون رع اله طيبة صانعة إطار حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم متر ويوجد بالجدار الشمالي والجنوبي بقاعة قدس الأقداس وصالة الأعمدة الثانية منظرين ل21 كاهنا يحملون في الأولى مركب الملك رمسيس الثاني والثاني يحملون فيه موكب الإله آمون رع اله طيبة وتحكى كتب المصريات إن موكبي الملك والإله كانا يحملان بمعرفة ال21 كاهن لخارج معبد أبو سمبل حيث كانت تقدم لهما القرابين في موسمي البذر والحصاد في 21 أكتوبر و 21 فبراير . وتحكى نقوش ورسوم معبد أبوسمبل تفاصيل أجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته نفرتا ري منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة . ويظهر هذا الحب الفياض جليا من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت علي جدران معبد نفرتا ري بأبوسمبل والتي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد ، ويتميز معبد نفرتا ري باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبر عن رقة صاحبته حيث يوجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتا ري وهي تقدم القرابين للملائكة وفي يدها "الصلاصل " رمز الموسيقي ويعلو رأسها تاج الآلهة الحتحوري ربة الفتنة والجمال عند القدماء المصريين . تعد نفرتاري هي الزوجة الوحيدة من زوجات رمسيس الثاني التي بني لها معبدا خاصا إلي جوار معبده الكبير بمدينة ابوسمبل ، كما بني لها واحدة من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر بعد رحيلها ليؤكد إخلاصه وحبه الأبدي لجميله الجميلات نفرتاري .