قرأت أخيراً حديثاً أجرى مع اللواء (متقاعد) أحمد رجائي عطية – وهو أحد أبطال نصر أكتوبر 1973-وهو حوار لا أوافق على كل ما جاء فيه فحسب– بل وأرجو أن يتكرر من كل قيادات وأفراد المؤسسات الوطنية في مصر، طالب اللواء في حديثه «تطبيق الأحكام العرفية لمواجهة حرب الإرهاب والخيانة الوطنية العظمى».. وهنا وجدت مئات من التساؤلات تفيض على فكرى وقلبي، وهما رفيقا عمر أمضيته في أحضان «الوطنية المصرية الخالصة» على مدى تسعة عقود من الزمان. ورأيت من واجبي أن أعرض هنا مجموعة من تلك التساؤلات التي لا تحتاج إلى إجابات حيث إنها تحوى إجاباتها بين طياتها.. مع ملاحظة أن التساؤلات موجهة إلى «المصريين» فقط إلى من يؤمنون «بالوطن مصر» وإلى من يؤمنون بقوتها وريادتها ومسيرتها الحضارية بصرف النظر عن أية أيديولوجيات أو انتماءات أو معتقدات: 1- هل نحن نواجه مجرد «اختلال أمنى» أم أننا في حالة «حرب» حقيقية يصحبها «إرهاب» ممنهج وممول وخائن؟ ألا نعى جميعاً أن الحرب التي نجبر على خوضها لها طرفها الداخلي –وهو طرف لا يعترف بالمواطنة المصرية– بالإضافة إلى طرفها الخارجي –وهو طرف يستهدف الإضرار، إن لم يكن القضاء على كل مقومات مصر داخلياً وخارجياً؟ ألا تستلزم تلك الحالة إعلان الأحكام العرفية؟! 2- ما نوعية الإرهاب الذي نواجهه؟ هو إرهاب يستخدم كل الأساليب وكل الإمكانيات ولا يراعى ديناً أو إنسانية أو كرامة أو وطنية.. إرهاب يسمح لنفسه استخدام كل السبل للوصول إلى «هدم» الدولة.. نعم أقصد «هدم مصر» فكيف نتعامل معه؟! أقترح خلال (3) أيام فقط تجميع «قوانين مقاومة الإرهاب» في الولاياتالمتحدة وإنجلترا وفرنسا وألمانيا ثم إصدار مرسوم بقانون مصري.. هل هذا صعب؟! ثم أتساءل: لماذا تفرض «الأحكام العرفية» إن لم تكن للقضاء على هذا النوع من الإرهاب بما في ذلك «المحاكمات العسكرية» مع اعتذاري للشباب المصري الثائر الذي أقول له.. لابد من قبول إجراءات في غاية التشدد وغير مألوفة إذا أردتم الحفاظ على أنفسكم وعلى الأجيال التي سبقتكم وعلى الأجيال التي تأتى من بعدكم؟! نوعية الإرهاب الذي نواجهه.. ألا تتطلب من جانبنا تعاملاً بلا حدود وبلا خطوط حمراء؟! هذا الإرهاب من نوعية «يخاف.. ما يختشيش». 3- فإذا ما نظرنا إلى التعامل الارهابى مع شباب جامعاتنا الطاهر نعجب لتصرفات جماعة تعمل من أجل وقف المسيرة التعليمية لملايين من الشباب المؤمن بوطنه مصر حتى لو تطلب الأمر إراقة الدماء تنفيذاً لأوامر مجموعة من القيادات التي يجب أن تحاكم بجريمة القتل أولاً ثم بجريمة الخيانة العظمى وكلتا الجريمتان عقوبتهما» الإعدام» والتساؤل.. إلى متى نتعامل مع الإرهابيين المأجورين لتخريب جامعاتنا تعاملاً محترماً يحترم الحقوق.. حقوق من؟ أقفلوا الجامعات ثم أعيدوا فتحها تدريجياً– تجربة سابقة - افصلوا عدداً من الطلاب المخربين ثم أعيدوا الحرس الجامعي مؤقتاً حتى انقشاع الغمة..!! أقول لشباب مصر الطاهر «إن أنت أكرمت الكريم ملكته... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا»..هل وعيتم مغزى هذه المقولة؟! بالقطع نعم. 4- وفى إطار آخر يعمل الإرهاب على وقف الحياة العامة وهدم الاقتصاد من خلال مسيرات عدوانية وتعطيل المواصلات وقطع الطرق.. وكلها جرائم تجعلنا نتساءل: هل نصمم أن نتعامل مع هؤلاء القتلة والمجرمين والمخربين وأعداء الوطن.. معاملة «الجنتلمان»؟! ألا تستحق «مصر الغالية» أن نتعامل مع هؤلاء –غير المصريين– بكل الوسائل بما فيها الاعتقال والمحاكمات العسكرية الفورية وتطبيق كل الإجراءات وفق قانون مقاومة الإرهاب الباتر والحاسم المقترح؟! ألا تتطلب «مصر» منا عودة سريعة إلى مسيرتها الواجبة – القوية والرائدة؟! 5- وأخيراً هذا المنهج الذي يطبقه الإرهاب داخلياً وخارجياً «لهدم الدولة المصرية» من خلال العدوان اليومي على شبابنا أفراد القوات المسلحة وأجهزة الشرطة نهاراً وليلاً..ألا يستحق من قياداتنا المسلحة (أحمس المصري) وقياداتنا الشرطية (محمد إبراهيم) وحكومتنا (حازم الببلاوى) ورئاستنا (عدلي منصور) أن نتعامل مع هذا الإرهاب الداخلي والاجنبى بكل أنواع التعامل دون حساب لأية أمور سوى «سلامة مصر» و«مسيرة مصر» و«أبناء مصر»؟! أما من يعملون لخراب مصر.. فلا مكان لهم بيننا.. أليس كذلك؟! ألا تترحمون معي على «جمال عبد الناصر» و«صلاح نصر» و«حسن كفافى» ثم على «زكى بدر» وأطال الله في عمر فؤاد علام؟! وأسالوا الأخ أوباما –رئيس الولاياتالمتحدة– عن الكيفية التي قضت بها حكومة أمريكا على الهوجة الإرهابية التي تعرضت لها سان فرانسيسكو منذ سنوات قليلة.. ولنطبق نفس الأسلوب أم أنه حلال لهم.. حرام علينا؟! بقيت تساؤلات سيادية أرى أن أذكر بها بحكم أنني «عجوز مصر» و«المتعصب لمصر» منها: 1- يا «أحمس مصر» لقد فوضك الشعب لا تتردد فأنت أمل وقوة ومستقبل.. أليس كذلك؟! 2- كل شهيد من أبناء قواتنا المسلحة ومن أبناء أجهزة الشرطة لا يكفى أن يموت من أجله (10.000) إرهابي وخائن وعميل.. أهناك من يعترض على هذه المعادلة؟! 3- أقول مراراً وتكراراً للحكومة.. أنت حكومة»إدارة أزمة «وبالتالي: أين السرعة؟! وأين الحسم والبت؟! وأين الإجراءات غير التقليدية؟! 4- أقول لمن يخرجون بما يسمى «مبادرات» للمصالحة الوطنية.. لكي تتم المصالحة ألا يتطلب ذلك طرفان يؤمنان «بالوطن» فهل لديكم مثل هذه الضمانات؟! 5- يا شباب مصر.. لقد استبقتم الزمن ولكن لا تتعجلوا واكتسبوا الخبرة وتذكروا أنكم الآن في موقع «البعبع» لكل من لا يعمل من أجل مصر.. أنتم المستقبل كاملاً.. هل هناك اعتراض؟! 6- أين «الإعلام» وأين «الفن» وأين «المثقفين» وأين «القضاء» وأين جمعيات «تحب مصر بحق» ألا تحلمون معي بخلية «نحل» تعمل من أجل مصر قوامها (85) مليون مصري.. أما الباقون فقد استغنينا عنهم.. وسلام على مسيرة بقيادة «أحمس المصري» وأنا أسير فيها متعكزاً على الشباب ونهتف: مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر– ولسوف تحيا.