المطرب محمد فؤاد لم يختف عن الأنظار بقدر حرصه علي متابعة الموقف السياسي الحالي لمصر، وأكد أن الوضع الحالي يفرض ضرورة المتابعة الجيدة من بعيد، في البداية بسبب الانقسام الشديد التي تريد الجماعات الإرهابية فرضه علي مصر وشعبها، بالإضافة إلي عمليات التخريب التي يقومون بتنفيذها، وأشار إلي أن الغناء في الوقت الحالي لابد أن يكون رد فعل لما يحدث، حتي يتقبله الجمهور، بعيداً عن الألبومات الغنائية التي لم يحن موعدها حتي الآن ويعتبر خطأ كبيراً طرحها وسط هذه الأحداث، وأعرب عن سعادته بمواقف الدول العربية التي ساعدت مصر في محنتها. في حواره مع «الوفد» تحدث المطرب محمد فؤاد عن أسباب غيابه عن المشهد والتزامه الصمت وتدعيمه للقوات المسلحة وضرورة استمرار التفاف الشعب حولها وعن الغناء وسط الأحداث السياسية الحالية. أين اختفي محمد فؤاد منذ آخر ألبوماته الغنائية «ابن بلد» عام 2010؟ - ليس اختفاء ولكن أنا بطبيعتي قليل الظهور في الإعلام بشكل عام، وأفضل الظهور مع أعمالي الجديدة، لأنني بطبيعة الحال مطرب وبالتالي لابد أن يكون حديثي عن الأعمال الجديدة وليس حديثاً مرسلاً فقط، إلي جانب أن بعد آخر ألبوماتي الغنائية اندلعت ثورة يناير، وكانت هناك أزمة في معظم الأعمال الفنية بوجه عام، بالإضافة إلي انفصالي عن شركة روتانا، الذي جعلني أعمل بهدوء في ألبومي الجديد الذي انتهيت منه، وانتظر هدوء الوضع لطرحه للجمهور، وشاركت في أوبريت «لا» بعد ثورة يناير وقت انتشار الفوضي والبلطجة وقدمت بعض الأغاني الوطنية التي تناسب الموقف الذي نمر به، ولكن بالنسبة لعدم انتشار تصريحاتي بالنسبة للوضع السياسي الراهن فهذا أمر طبيعي في ظل حالة التخوين وفرض الرأي والتي انتشرت من جانب المجموعة التي أرادت تقسيم الشعب المصري لجزئين، فوجدت أن الأفضل هو متابعة الموقف بشكل شخصي والاحتفاظ بآرائي ولكن ما نمر به حالياً يفرض علينا جميعاً الالتفاف حول القوات المسلحة والشرطة لأنهم الأمل في عبور المحنة الحالية والقضاء علي الإرهاب والفساد والتدهور المادي والمعنوي الذي حل علي مصر طيلة السنة الماضية التي قفز بها الإخوان للسلطة. وكيف تري مستقبل مصر في ظل حالة الانقسام الحالية والأيادي التي تريد حرق مصر؟ - هذه مرحلة طبيعية بعد فترة الحكم الماضية وجميعنا توقعها منذ البداية، والقضاء علي الإرهاب وعودة الأمن من جديد يتطلب جهداً كبيراً وتضحيات كثيرة، والفضل يعود حالياً لرجال الشرطة الذي يدفعون أرواحهم فداء لهذا الوطن، ولذلك علينا أن نتفائل بالمستقبل لأننا قطعنا جزءاً كبيراً من المشوار الصحيح، وتخليص مصر من أعدائها المتخفين وراء قناع الإسلام، الذين يمثلون خطراً كبيراً، يعد أكثر من الأعداء الذين نعرفهم جميعاً، لأن الضربة التي توجه من الخلف تكون قاتلة، وكان علينا تخليص مصر من شرورهم لبداية بناء مستقبل جيد، ولكن الفترة القادمة تتطلب مشاركة الشعب مشاركة حقيقية في التغيير، لأن الشعب جزء كبير من القوة الضاربة للتصدي لما تواجهه مصر حالياً من حالة انقسام وتخريب. وكيف تري دور الفنان في المرحلة الحالية؟ - الفنان ليس رجلاً سياسياً لتحليل الوضع الحالي، والخطأ الكبير الذي نمر به منذ اندلاع ثورة يناير وحتي الآن هو محاولة الجميع فرض رأيهم السياسي، ولكن الصحيح أن جميعنا ننتمي لهذا الوطن ومن حقنا الإفصاح عن آرائنا دون توجيه اتهامات الخيانة أو السعي وراء المصالح الشخصية، ولكن علينا فهم الصورة جيداً حتي يكون حديثاً صائباً وموجهاً في الاتجاه الصحيح، ولكن هناك شيئاً ضرورياً وهو الحث علي الهدوء وعدم استعمال العنف والتصدي بشيء من الحكمة لكل من يحاول المبادرة باستخدام العنف ضد مصر ومؤسساتها العامة والخاصة، لأن هذا التخريب خطر كبير سنشعر به في المرحلة القادمة وسيعرقل مرحلة البناء والتعمير. بعيداً عن السياسة.. ماذا بعد ألبومك الجديد الذي أعلم أنك انتهيت منه تماماً؟ - الألبوم الجديد انتهيت بالفعل منه ويضم 10 أغان وأتعاون فيه مع مجموعة جيدة من الشعراء والملحنين والموزعين منهم المتميز أمير طعيمة وتميم ومحمد محيي وطارق عبدالجابر، ولكني لم أشعر أن الوقت المناسب حان لطرح الألبوم، وجاءت الأحداث الحالية لتؤكد صحة وجهة نظري، فالوقت الحالي غير مناسب تماماً لطرح ألبومات غنائية، فكيف يحدث ذلك في ظل حالة الخوف الشديد والترقب لمستقبل الوطن، إلي جانب حالة الحزن التي تسيطر علينا حالياً، لما فقدناه من شهداء قدموا أرواحهم فداء لمستقبل هذا الوطن وأمانه واستقراره، ولكن الغناء حالياً لابد أن يكون تدعيماً لكل من يحاول إصلاح مسار مصر وحفظ أمنها ولذلك نجد أن الأغاني لاقت النجاح حالياً هي رد فعل علي المجهودات التي تبذلها القوات المسلحة والقضاء والشرطة من أجل مصر وجميعها أفكار رائعة تستحق النجاح. أزمة قرصنة الألبومات الغنائية عادت من جديد في الصورة الأولي للساحة الغنائية.. ولكن الاتهامات توجه لشركات الإنتاج والرقابة.. ما تعليقك؟ - أزمة قرصنة الألبومات استمرارها كاد يقتل الصناعة تماماً، وفي الوقت الحالي مع الحرص الشديد من جانبنا كمطربين أصبح هناك تساؤلات كثيرة، فانتشار الألبومات علي المواقع بعد طرحها بالأسواق من الممكن أن ينسب للجمهور الذي يقوم بطرح الألبومات علي المواقع بعد بيع النسخة الأولي، ولكن كيف يحدث تسريب الألبومات قبل طرحها بالأسواق، فالألبوم يوجد مع المطرب وشركة الإنتاج والرقابة قبل صدوره، ومن المستحيل أن يقوم المطرب بتسريب الألبوم وضياع مجهوده وأمواله، ونحن حالياً كمطربين نفرض السرية التامة علي الألبوم قبل صدوره حتي علي أنفسنا، ولذلك من الطبيعي أن يوجه الاتهام للرقابة أو شركات الإنتاج ولكني لا أوجه الاتهام لأحد بعينه ولكن لابد أن يحاسب من يقوم بذلك لأنها تأتي بخسائر شديدة قد تهدم استمرار صناعة الأغنية في المستقبل، التي طالما كانت أحد أهم عوامل الريادة المصرية في المنطقة العربية.