تعددت الروايات التى يتوراثها العرب جيلاً بعد جيل, منها من كان مسجل ومثبت في عقائدهم, ومنها من نسجه الخيال لتمجيد أشخاص, لكن غربة آخر الزمان لا تمثل صفحة سوداء بالكامل ليس فيها بارقة أمل، أو لحظات نصر وتمكين، فإن آخر الزمان له مبشراته المفرحة وصفحاته المشرقة، ولعل أبرزها وأوضحها مسألة خروج المهدي آخر الزمان, وأكثرها غموضًا اختفاء الحاكم بأمر الله وأكثرها إثارة خروج الرئيس المعزول محمد مرسي ظهر اليوم للاحتفال مع أنصاره بعيد الأضحى المبارك. شهدت الفترة الأخيرة تظاهرة تلو الأخرى شنتها جماعة الإخوان اعتراضًا علي عزل الرئيس السابق محمد مرسي, فحين قال الشعب كلمته ورفض التمكين وأخونة الدولة استاءت الجماعة, وحين أعلن الشعب عن اعتراضه سخر الرئيس وتمسك بشرعية مزعومة, حتى هب الشعب صارخًا في وجه الظلم بانتفاضة 30 يونيو التى أطاحت بتنظيم جماعة الإخوان من قصر الحكم. حين لفظ الشعب تنظيم جماعة الإخوان, اختار مؤيدو الشرعية وطنًا آخر يقع علي أرض مدينة نصر بإشارة رابعة العدوية, فتم نصب الخيام وتوحدت الأعلام تحت اسم وهتاف واحد هو عودة المعزول، ضاربين بالإرادة الشعبية عرض الحائط, وقتها سنت القوانين ونصبت المنصة التى حفلت بالوعود الزائفة والأوهام الخادعة، كان أكثرها تشويقًا وإثارة هو عودة المعزول. كان الهدف الأول من ترويج تلك الشائعات هو بث الحماسة في نفوس مؤيدى الشرعية وذلك بتقريب موعد تحقيق الحلم, ولكن يبقي السؤال الذي تغافل عنه المؤيدين, كيف يخرج المعزول من سجنه دون المحاسبة القانونية؟ وكيف يغفر الشعب أخطاء العام الماضي؟ .. ومع ذلك تكررت تلك الشائعات كان أولها بعد حادثة الحرس الجمهورى حين تواردت الأقاويل عن خروج مرسي لأداء العزاء لأمهات الضحايا، يليه يوم العاشر من رمضان الذي يتفق مع يوم تحرير سيناء ثم يوم السابع عشر من رمضان وغيرها من الوعود الزائفة التى لم يتحقق أيًا منها إلي الآن. آخر تلك الوعود كان ميعادها اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك من خلال الشائعة التى تواردها موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" حيث تداولوا مقطعًا صوتيًا، يُقال إنه للرئيس المعزول محمد مرسى يتحدث فيه عن اعتقاله، ويعد بأن يتواجد اليوم أمام مقر رئاسة الجمهورية فى تمام الساعة 12.30 بعد الظهر. ويضيف مرسى عبر التسجيل المنسوب له أن هناك تحقيقات تُجرى، وسوف يعرف الشعب من هو المجرم الحقيقى فى حق الوطن، مؤكدًا أنه سوف يُحاسب على حد قول التسجيل الصوتى المزعوم الذي تحدث فيه الرئيس المعزول محمد مرسي قائلاً “بسم الله الرحمن الرحيم..شعب مصر العظيم..أحبائى..أحييكم بالتحية الواجبة..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عارف إن الأحداث صعبة..وأنا عارف إن الأبناء والآباء متأثرين..ذى ما أنتم عارفين أنا محبوس فى المعتقل..لكن النهاردة أنا بقولكم أنا عايش معاكم..يوم بيوم وساعة بساعة وكل الناس عارفة إنى بقول لأ وحصل اللى حصل..احنا دلوقتى فيه تحقيقات..وإن شاء الله تظهر الحقيقة وتعرفوا المجرم الحقيقى فى حق الوطن وهيتحاسب..أنا أعد الشعب المصرى سأكون معكم إن شاء الله غدًا أمام مقر رئاسة الجمهورية، فى الساعة 12.30 بعد الظهر، وكل عام وأنتم بخير..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. ومرت الساعات ولم يخرج الرئيس المعزول من محبسه ليحتفل مع أنصاره, ومازال المؤيدون في انتظار الرئيس المعزول محمد مرسي, كحال انتظار المسلمين للمهدى المنتظر الذي سيحرر الأرض من آيات الفساد, ليبدأ مشوار الانتظار الطويل غير محدد المدى ولا المدة.