لم يمر يوم منذ أن قرر الشعب المصرى إسقاط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين وعزل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية السابق إلا ويحدث أعمال إرهابية بين الحين والآخر تمثلت فى التفجيرات المتلاحقة كان آخرها ما حدث فى مدينة الطور بجنوب سيناء وإحداث تفجيرات أدت إلى مقتل وإصابة العشرات. وتوالت أعمال العنف من قبل أعضاء وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين ضد مؤسسات الدولة وأقسام الشرطة بطريقة وصلت بهم إلى التمثيل بالجثث، مثلما حدث فى قسم شرطة كرداسة وغيرها، ناهيك عن تعطيل حركة القطارات والطرق خلال الفترة الماضية فى تحد صارخ لإرادة الشعب. ورغم أن كل هذه القضايا لاتزال قيد التحقيق فى ظل وجود متهمين من أعضاء الإخوان محبوسين على ذمة هذه القضايا، فإن الأيام والأحداث المتلاحقة وربط بعضها ببعض قد يقدم دليل الإدانة بآلية أكثر وضوحاً من الأدلة الجنائية. وجاء تصاعد الأحداث الأخيرة فى السادس من أكتوبر وما شهدته القاهرة والمحافظات من أعمال عنف لتؤكد أن أعضاء الجماعة لا علاقة لهم بالوطن فى شيء سوى أنه مجرد مكان ينفذون عليه مخطط التنظيم الدولي. ولعل خير دليل على ذلك أن الجماعة اختارت اليوم الذى انتصر فيه المصريون شعباً وجيشاً على إسرائيل ليفسدوا فرحتهم بهذا النصر وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على عدم مصريتهم أو اعترافهم بالوطن وحدوده بعد أن اختاروا مواجهة الجيش والشعب فى نفس اليوم الذى واجه فيه المصريون عدوهم الصهيونى منذ أربعين عاماً. كما جاءت تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، والتى أكد فيها أن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، هدد بإشعال أحداث عنف وإرهاب فى حالة عزل الرئيس مرسى عن منصبه؛ لتؤكد أن الجماعة تحرق مصر مقابل كرسى الحكم الفاقد للمشروعية الشعبية بعد خروج عشرات الملايين فى 30 يونية. وقال الفريق السيسى للشاطر «انتو عايزين يا تحكمونا يا تموتونا»..ويبدو أن هذه العبارة قرأها الفريق السيسى فى عيون قيادات الإخوان مبكراً قبل أن نرى ما نراه على أرض مصر من فصيل سياسى كان فى يوم من الأيام بيده حكم البلاد والعباد بل اختاره الشعب ليكون أميناً على وطنه. وقالت الدكتورة كريمة الحفناوي، الناشطة السياسية، إن ما يحدث من تفجيرات متتالية هو استكمال لخطة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين التى وضعها التنظيم بعد اجتماعاته خلال الأسبوعين الماضيين فى باكستان وبعض الدول الأوروبية. واتهمت «الحفناوي» التنظيم الدولى للإخوان بتنفيذ مخطط أمريكا، الدولة المعسكرة المتوحشة، بحسب تعبيرها، من أجل إضعاف الجيش المصرى وإحداث فوضى على الحدود وإرباك الوضع الداخلى بالأساليب الإرهابية ودفع الشعب المصرى للاقتتال وإظهار البلاد فى صورة حرب أهلية ليتم التدخل الخارجى فى شئون مصر. وبررت الحفناوى استمرار أعمال العنف والتفجيرات نتيجة فشل الجماعة يوم 6 أكتوبر الماضى حيث كانت تعتقد أن هذا اليوم سيكون بمثابة النهاية للصدام مع الجيش وإحداث الفوضى وهو ما لم يتحقق بسبب تصدى المصريين جيشاً وشرطة وشعباً للمخطط. وأضافت «الحفناوي» أن التنظيم الدولى للإخوان وذراعه فى مصر يسعى الآن إلى شق الصف وإضعاف الجيش وهذا ما ظهر واضحاً خلال الأيام الماضية بعد أن أطلقوا ما يسمى «جيش السيسي» وهو إهانة واضحة للقوات المسلحة وذلك لكى يقيموا جيشاً حراً باسم الجيش السورى الحر على غرار ما يحدث فى سوريا، بين ما يسموه «جيش بشار» و«الجيش السورى الحر». وأكدت «الحفناوي» أن هذه المحاولات لن تنجح طالما أن الشعب المصرى يفطن جيداً لمحاولات الوقيعة التى تسعى إليها الجماعة، واصفة نزول الملايين لمشاركة القوات المسلحة فى احتفالات أكتوبر بأنها بمثابة «تصديق ثاني» أو «تفويض ثاني» للقوات المسلحة بالقضاء على الإرهاب. واعتبر عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي، الأحداث التى تشهدها البلاد من عنف وإرهاب وتفجيرات بمثابة قيام الإخوان المسلمين بتقديم أدلة اتهامهم فى تنفيذ الأعمال الإرهابية وتنفيذ خطة الشاطر لأنهم هددوا بها من قبل- بحسب تعبيره. واتهم «الشريف» الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية السابق برعاية هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة قائلاً: «هذه الجماعات الإرهابية تبناها الدكتور مرسى وساعد فى خروجها من السجون وتسليحها لكى يستخدمها للضغط على الجيش المصرى فى حالة وجود أى أزمة بينه وبين القوات المسلحة أو معارضة القوات لمخططه الذى كان يسير بالبلاد فى طريق الهاوية». وأكد «الشريف» أن ما يحدث يؤكد أن الجماعة لا تعترف سوى بالعنف والإرهاب طريقاً لفرض رأيها على الإرادة الشعبية الواسعة كما أنه دلالة واضحة على عدم امتلاكها أى مشروع سياسي. واختتم «الشريف» بأن الوضع الحالى فى مصر أصبح واضحاً للجميع بين من يريد المشاركة فى بناء الدولة المصرية وبين من لا يريد لها الخير بل يساعد فى تعطيل مسيرتها ويعمل على تشويه الصورة الخارجية لها - وفقاً لتعبيره.