معظم من خرج فى «30 يونية» كان اعتراضاً على إساءة حكم الإخوان للإسلام.. وممارسة سياسات تتناقض تماماً مع دعوة الإسلام وحكمه الرشيد.. الأمر الذى أضر بدعوته السمحة، وغيرة على الإسلام وخوفاً على الوطن، خرج الغاضبون من سياسات نظام ذاك الحكم، وإذا كان الشعب خرج غيرة على الإسلام ودعوته السمحة، فالشعب نفسه أيضاً لن يرضى أبداً عن إساءة بعض المتربصين حالياً للمتدينين.. أو يوافق على تصدير خطاب كراهية لكل ما اتخذ للتدين طريقه.. سواء كان فى جوهره أو مظهره.. فليس معنى سقوط حكم أساء إلى جوهر السلام ودعوته السمحة أن يتم تشويه كل متدين لو ملتحياً أو منتقبة.. فهذا أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً ويضر تماماً بالوضع الحالى.. ان الخطاب الواجب تصديره حالياً هو الفصل تماماً بين الإرهاب والتدين.. فإذا كنا رفضنا من قبل فتاوى تكفير وتخوين المعارضين بكل قوة.. ورفضنا سياسات تقسيم الشعب المصرى.. فإننا بنفس القوة نرفض تماماً خطاب الكراهية والمقاطعة للمتدينين والملتحين والمنتقبات ومحاولات التعدى عليهم.. لأن من خرج فى«30 يونية» رافضاً لإساءة حكم الإخوان وتقسيم الشعب وخوفاً على الوطن يرفض نفس الأسلوب فى تقسيم الشعب ولن يقبل به.. الثورات لا تشتعل لنسف المبادئ التى تربت عليها الشعوب.. وإنما لإرساء مبادئ العدالة والمساواة.. الشعب المصرى بطبعه متدين ولن يقبل أبداً استغلال الوضع الحالى ليصوب البعض هجومه الى السلوك المتدين.. سواء كان فى جوهره أو مظهره.. هناك فرق بين أن تختلف وترفض وتثور على سياسات نظام حكم أضر بالدعوة والوطن، وبين ان تستغل الوضع لتصب غضبك وكرهك للملتحى أو المنتقبة أو المتدين بشكل عام.. وكما رفض الشعب المصرى بعض الشيوخ الذين خونوا وكفروا مخالفيهم فى الرأى فبنفس القوة نرفض شيوخ السلطة فى أى زمن.. نريد دعاة لا تخشى السلطان ولا تنافقه ولا تخون ولا تكفر مخالفيهم فى الرأى.. ماأحوجنا الى سلطان العلماء العز بن عبدالسلام.. الذى انحاز الى الحق والعدل.. وتصدى لجبابرة الحكام فى عصره.