أصوات ضجيج وباعة يتهافتون ويهتفون من أجل بيع كتبهم الثمينة بأسعار زهيدة، يتخللهم عصار الرمان ذو النكهة العراقية المميزة وآخر هناك يعصر الأناناس بلمسة من أصابع "المتنبي" الشهية، إنه شارع الثقافة والعلوم بالعاصمة العراقية بغداد شارع المتنبى حيث بدأ الوفد المصرى من المثقفين والشعراء جولتهم. جاء ذلك فى إطار الاحتفال ببغداد عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، واستضافتها الأسبوع الثقافى المصرى فى حضور وفد من المثقفين والفنانين المصريين والعراقيين للتبادل الفكرى والثقافى بين البلدين والتواصل من أجل نبذ كل أفكار العنف والتطرف والإرهاب الذى تعانى منه كلا من مصر والعراق. تجول وفد المثقفين والفنانين المصريين شارع "المتنبي" الذى يضم عددا من الأبنية التراثية المحيطة بالشارع من الجانبين والتى كانت مقرا للحكم العباسي، وعددا من المؤسسات الثقافية والمقاهى التاريخية، وروادها من أصحاب الفكر ومحبى الكتب حيث يشتهر شارع المتنبى ببيع الكتب التراثية والحديثة فى كافة المجلات الثقافية. شاهد الوفد تمثال أبو الطيب المتنبى شاعر الحكمة والشجاعة الذى يرقد على رأس الشارع المطل على نهر دجلة، ومنقوش على التمثال بيت الشعر الأشهر للمتنبى "الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، وينتهى الشارع بعد مسافة لا تتجاوز الكيلو متر وقوس ارتفاعه حوالى 10 متر. بعد زيارة امتدت لساعات انتهت الجولة المصرية بشارع المتنبي، وانتقل الوفد المصرى إلى نادى الصيد العراقى فى المساء لحضور حفل الفرقة المصرية للموسيقى العربية التى تغنت بأجمل ما تغنى به مطربين مصر العظام، فانطلقت أغنيات قنديل ترقص فى سماء بغداد وتشدو أسمهان ليختتم العندليب الأسود عبد الحليم حافظ أعمال الليلة الغناء ولكن ليس قبل الانتهاء من موال الرائع محمد رشدى الذى كان مسك ختام الحفل الساهر وسط اقبال جماهيرى كثيف.