طرحت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم البدائل المتاحة أمام الولاياتالمتحدة تجاه الملف الإيراني . وقالت الصحيفة أن زيارة الرئيس الإيراني الجديد "حسن روحاني" للأمم المتحدة خلال هذا الاسبوع تمثل تغيراً جذرياً في السياسية الإيرانية عن سابقتها في عهد " محمود احمدي نجاد", لكن هذا التغيير الذي ينشده "روحاني" لا يجب أن يؤثر على الولاياتالمتحدة في سعيها الى تحقيق الحل الدبلوماسي و احتواء الموقف الإيراني. فقد نوه "روحاني" عن رغبته في إصلاح علاقات بلاده مع العالم ومحاولة رفع العقوبات الأقتصادية المفروضة على إيران. لكنه في الوقت ذاته كان قد حذر من استمراره في هذا الاتجاه طويلاً حيث لا يضمن مدى رغبة الإيرانيين أنفسهم في تقبل هذا الوضع مع الولاياتالمتحدة و حلفائها, فمن سيتخذ القرار الأخير هو ليس " روحاني" إنما القائد الأعلى " اية الله خامنئي". ففي حالة عدم اللجوء الى الحل الدبلوماسي, ستواجه أمريكا أحد خيارين؛ هما إما استخدام القوة ضد إيران لمنعها من امتلاك ترسانة نووية, أو احتواء مشروعها النووي الى أن ينهار النظام السياسي الإيراني نفسه. وفي كلا الحالتين فهو خيار صعب, لذلك لابد – كما اكدت الصحيفة- من التفكير فى الامر, حيث أن عدم المقدرة على تحمل فشل الحلول الدبلوماسية فجأة, خاصة مع سوء الأوضاع في سوريا, فأن خيار الاحتواء هو الانسب حاليا حتى لا يتكرر سيناريو أزمة العراق مجددا. فمع عدم معرفة مدى امكانيات إيران النووية وعدم قابلية تدميرها جميعا, كذلك مع وجود احتمال ضرب إيران للقواعد الامريكية في الشرق الاوسط, يصبح خيار الاحتواء هو الانسب. وبالرغم من ذلك تؤكد الصحيفة على مخاطر سياسة الاحتواء هذه, حيث ستواجه أمريكا أزمة التحكم في مشروع إيران النووي, والمخاطرة بمحاولة حظر الانتشار النووي, كذلك الخوف من اظهار إيران للمزيد من الارهاب وعدم الاستقرار. ومع هذا فيبدو أن خيار الاحتواء هو الأقل مخاطرة, إلا أن أسوء خيار هو عدم اتخاذ القرار و القبول بأستراتيجة مفروضة على السياسة الأمريكية.