فى ساعات قليلة نجحت قوات الأمن فى تحرير واحدة من أكبر مناطق محافظة الجيزة «كرداسة» من قبضة الإرهابيين، ليسدل الستار على بؤرة خطيرة، ظلت على مدار عقود طويلة مركزاً للنشر الفكر المتطرف فى ربوع البلاد، ووفقا للخبراء الأمنيين والسياسيين فإن هذه العملية ومن قبلها «ما حدث فى قرية «دلجا» هو إيذان بالقضاء على الإرهاب والانطلاق نحو التنمية الاقتصادية والسياسية التى تحتاجها البلاد وبحسب الخبراء الأمنيين فإن أى تأخر فى حسم مصير البؤر الإرهابية مثل «كرداسة» يمثل تهديدا صريحا لسيادة البلد ومؤسساته الأمنية والعسكرية، وينذر بتحول قرى مصر النائية إلى كرداسة أخرى. تحليلا للمشهد فى كرداسة قال صلاح حافظ: نائب رئيس حكومة الوفد الموازية إن عملية تحرير كرداسة وأهاليها من قبضة الإرهابيين خطوة جيدة في طريق استئصال الإرهاب فيها كرداسة وناهيا ومن قبلها قرية دلجا ، مشددا على ضرورة استمرار الأجهزة الأمنية فى هذا المسلك لحين القضاء على كافه البؤر الإرهابية التى تؤرق امن البلاد وسلامة المواطنين، لافتا إلى خطورة التهاون مع الإرهابيين الذين يتخذون من الدين ستارا لممارسة أفعالهم الإجرامية. وأكد الخبير الأمنى فاروق حمدان، ان يوم تحرير كرداسة سيخلده التاريخ لجهاز الأمن المصرى وقواتها المسلحة التى خططت وأعدت جيدا لاقتحام تلك البؤرة الإجرامية، وكان المغيبون المؤجرون قد اعتقدوا انهم تمكنوا من المنطقة وسيمارسون الإرهاب فيها كيفما شاءوا، ويروعون المواطنين الآمنين دون ان يردعهم أحد، لافتا إلى ان عملية اقتحام كرداسة، جاءت تنفيذا للأمر بضبط 143 متهماً فى مذبحة قسم كرداسة وانها قد تمت بنجاح بكل المقاييس ومعدل الإصابات فيها بمقياس مثل هذه العمليات الخطيرة صفر إذا ما قورنت بحجم الأسلحة والذخائر التى يحتمى بها الإرهابيون فى القرية. وأكد ان استشهاد اللواء نبيل فرج خير دليل على ان الشرطة المصرية لا تبخل بأرواحها من أجل الحفاظ على البلد وحريصه كل الحرص على ارواح المواطنين. وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق: للأسف.. قيادات تلك الجماعات المأجورة من جماعات الإسلام السياسى والذين يتشدقون بانهم مسلمون وهم ليسوا كذلك، هربت إلى الخارج وتركت المغيبين والمغرر بهم ليواجهوا الشرطه لوحدهم بينما هم فروا هاربين الى الخارج، مشيرا الى ان كرداسة بسبب العناصر الإرهابية الموجودة بها كانت تشكل خطرا كبيرا على امن البلد وسيادته، إلا ان النجاح الباهر لقوات الأمن فى اقتحامها بأقل الخسائر اثبت انه لا شىء يستعصى على الأمن المصرى. وحول تبعات تحرير كرداسة والقبض على الإرهابيين الموجودين بها، استبعد الخبير الأمنى ان يقوم أى من أهالى كرداسة بأى عملية إرهابية لأن جذور الإرهاب فى كرداسة وناهيا استؤصلت ولم يتبق سوى القليل والشرطة قادرة على مواجهتهم مضيفا: «المعركة مع الإرهابيين مستمرة ولن تنتهى فى يوم وليلة، وستظل عيون الشرطة يقظة إلى ان يتم الزج بكافه الإرهابيين فى السجون. ولفت حمدان إلى ان المسيرات التى تنظمها جماعة الإخوان المسلمين هى مسيرات حنجورية ومجرد ظاهرة صوتية ستختفى وتنقضى بمرور الوقت. وفى سياق متصل قال محمد أبوالعلا، رئيس الحزب الناصرى، ان كرداسة كانت بمثابه كرة ملتهبة يتحكم فيها الارهابيون، ويروعون الأمنين، مشيرا لما حدث من ذبح وتمثيل بجثث ضباط قسم كرداسة، وعدم القاء القبض الفورى على الجناة، وهو ما أوهم الإرهابيين انهم امتلكوا القرية وسيفعلون فيها ما يشاء دون رادع. وأضاف: تركيبة قرية كرداسة كمعقل للإرهابيين والمتطرفين وفى مقدمتهم طارق الزمر وعبود الزمر قتلة الرئيس محمد أنور السادات، تجعلها خطراً كبيراً على أمن مصر وينبغى مواجهتها وتطهيرها من كل العناصر الإرهابية للحفاظ على هيبة الدولة وسيادتها، لأن السكوت والتأخر فى مواجهة مثل هذه العناصر الإرهابية يشجعها على الاستمرار فى مسلكها، بما يزيد من سيطرتها على القرى المجاورة وربما مدن ومحافظات بأكملها، بما يهدد امن البلاد، مشيرا إلى ان عائلات الزمر استغلت عامة الناس وفقرهم لتحقيق مآرب سياسية ومصالح شخصية لهم على حساب مصالح الوطن. وعبر «أبوالعلا» عن تأييد حزبه الكامل لخطى الجيش والشرطة لاستئصال هذا الإجرام المستشرى على أرض مصر . وانتقد أحمد بهاء الدين شعبان، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، وكيل مؤسسى حزب الاشتراكى المصرى تأخر اقتحام كرداسة إلى هذه الأيام، وأن هذا الأمر كان لابد ان يحدث عشية المذبحة التى قام بها المجرمون بحق ضباط الشرطة وما فعلوه بهم من تمثيل للجثث هز هيبة الدولة وسيادتها، لأن كل يوم كان يمر يعنى تآكل سلطة الدولة وسيادتها على جزء من أرضها ويعطى ضوءا أخضر للمجرمين للاستمرار فى جرائمهم وترتيب صفوفهم وميليشياتهم بشكل يصبح معه مواجهتهم أمر فى غاية الصعوبة، إلا ان نجاح عملية اقتحام كرداسة وسقوط الإرهابيين دون خسائر بشريه كبيرة أمر يستحق التقدير والإشادة. وشدد «شعبان» على ضرورة الاستمرار فى ملاحقة المجرمين وقيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين يرفعون شعار «سلمية» وهم مدججون بالأسلحة، مضيفا: أى دولة فى العالم إذا وضعت فى سياق هذا التحدى الإرهابى ستنتهج نفس النهج من أجل اقتلاع جذور الإرهاب من البلاد خاصه أن الأمر أصبح يتعلق بالأمن الوطنى، معرباً عن أسفه الشديد على استشهاد اللواء نبيل فرج وأى ضابط او عسكرى شرطه ضحى بروحه من اجل تحقيق الأمن للبلد، معتبرا ذلك هو ثمن الحرية لافتا إلى ان جهاز الشرطة يفتح جسرا للعلاقات الجديدة مع المجتمع المصرى، عبر تضحيته بأرواحه فى سبيل عودة الأمن للبلاد مرة أخرى. وأكد «شعبان» انه بتحرير دلجا وكرداسة فإن الجماعات الإرهابية تخسر مركزا أساسيا من مراكز الزخم والإرهاب ومن ثم فإن الاسراع فى ملاحقة كافة القيادات لمثل هذه الجماعات الإرهابية سيهز ها ويجعلها تنهار وتختفى تماما، محذرا من العناصر التى تصف نفسها بالسلميه فى حين انها تتخذ من السلمية غطاء لممارسات إرهابية، ومن ثم تدعو للمصالحة، إلا ان القوى السياسية عليها ان تعى ذلك وألا تنجر للمصالحة مع من تلطخت يدهم بدماء المصريين. وعن تبعات تحرير كرداسة قال: لا أتصور استمرار العمليات الإرهابية كما كانت من قبل، فالعناصر الإرهابية ادركت مدى ضآلتها فى مواجهة الجيش والشرطة والشعب وأن أى محاولة لتكرار هذا الأمر سيقابل بالحسم والردع.