بعد مرور أكثر من شهرين على مذبحة كرداسة والتى راح ضحيتها 11 ضابطًا ومجند شرطة داهمت قوات الشرطة والجيش منطقة كرداسة فجرأمس وتمكنت من إلقاء القبض على 50 متهمًا من بينهم أحد أفراد عائلة الزمر والمتهمين بقتل وسحل ضباط رجال الشرطة بقسم كرداسة . شهدت المناطق المحيطة بمدينة كرداسة، خاصة بالقرب من مناطق جبال أبو رواش وطريق مصر إسكندرية الصحراوي، ومحور 26 يوليو، تشديدات أمنية ووجود العديد من الكمائن المنتشرة بهذه الأماكن، لمنع حدوث أى أعمال عنف من قبل العناصر الإجرامية الموجودة داخل المنطقة ومنع هروبها أثناء عملية الاقتحام. حيت تم محصارة منطقة كرداسة من الخارج من ناحيتين الأولى ناحية الظهير الصحراوي، وتقوم بها قوات الجيش، والثانية عن طريق المدخل الزراعي وتقوم به قوات الشرطة ومنعت مرور السيارات، وطالبت أهالي المنطقة بعدم الخروج من المنازل, كما قامت مدرعات الجيش وسيارات الأمن المركزى بإغلاق طريق ناهيا القادم من بولاق الدكرور نحو قرية ناهيا لمنع هروب المتهمين خلال ملاحقتهم وتطهيرها من كافة البؤر الإرهابية والإجرامية, في حين سيطرت قوات الأمن على جميع مداخل ومخارج مدينة كرداسة والطرق المؤدية إليها عبر الطريق الدائرى لمنع هروب المتهمين إلى المناطق الجبلية . كما تمركزت عدد من المدرعات على جميع مداخل ومخارج منطقة كرداسة, وشاركت عدد من الطائرات المروحية للقوات المسلحة فى الحملة الأمنية على كرداسة لكشف العناصرالإرهابية التى تطلق الأعيرة النارية بدأت الأحداث فى الساعة الثانية صباحًا حيث تحركت عربات الشرطة بمديرية أمن الجيزة وقطاع الأمن المركزي حيث تم الدفع ب40 تشكيلاً آمنة والعشرات من سيارات الإسعاف والإطفاء التى رافقت القوة كما اشتركت القوات المسلحة معها . وفور وصولهم إلى القرية قاموا بمحاصرتها من جميع مداخلها ومخارجها ومنع دخول أو خروج أي من المواطنين المقيمين بها . وقد تمركز سيارات الشرطة ومدرعات الجيش حول كرداسة استعدادا لبدء الاقتحام.. وخلت مساجد كرداسة من المصليين باستثناء كبار السن فى صلاة الفجر. سادت حالة من الهدوء الحذر والذى يشوبه القلق والرعب بين أهالي المنطقة خاصة بعد تأكدهم من بدء تطهير المنطقة من الهاربين والمسلحين الذين قاموا بالهروب إليها والمكوث بداخلها عقب فض اعتصام ميداني النهضة ورابعة العدوية .. وفى الساعه السادسة صباحًا قامت الأجهزة الأمنية بمناشدة المواطنين الشرفاء بمدينة كرداسة محافظة الجيزة، بعدم إيواء أشخاص غرباء أو مطلوبين لجهات التحقيق أو من المتورطين فى مجزرة مركز الشرطة، وعدم السماح لأحد باعتلاء أسطح المنازل وغلق الأبواب، وعدم الخروج لدى انطلاق ساعة الصفر، وبدء الاقتحام، حفاظًاعلى حياتهم هم وأسرهمم من الأطفال والنساء والشيوخ. وفى الساعة السادسة والنصف بدأت قوات الشرطة والجيش بتحذير العناصر الإرهالبية الموجودة بالمنطقة عبر مكبرات الصوت من استخدام العنف كما طالبت قوات الأمن الأهالي بالتعاون معهم لضبط المطلوبين للجهات الأمنية والقضائية. وفور محاصرة قوات الشرطة منزل أحد المتهمين الرئيسيين في واقعة الاقتحام، ويدعى محمود الغزلان قام ملثمون من الأَعراب، الذين ينتمون إلى الحركات المتشددة بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي في العديد من الشوارع. فسادت حالة من الكر والفر بين قوات الأمن، والمتورطين في المذبحة، وذلك بعد أن تبادلوا إطلاق النارمن أعلى أسطح المنازل والمدارس والمساجد الموجودة بالمنطقة وأثناء ذلك سقط أول شهيد للشرطة وهو اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة برصاصة غادرة استقرت بالصدر وتم نقله فور إصابته إلى مستشفى الهرم والتى لقى أنفاسة الأخيرة هناك. ومن ناحية أخرى قامت العناصر الإرهابية بإشعال إطارات السيارات، التي ألقوها بالشوارع فى وقت سابق من صباح أمس وذلك لعرقلة القوات أثناء الدخول , الأمر الذى أسفر عنه انتشار السحب السوداء فى سماء منطقة كرداسة الأمر الذى تسبب فى عدم تمكن قوات الشرطة من الاستمرار فى اقتحام المنطقة لحين توقف الأدخنة المنتشرة بالمنطقة . وعقب بدء قوات الشرطة والجيش بتمشيط المنطقة تمكن من إلقاء القبض على عدد كبير من المتهمين والبالغ عددهم 50 متهمًا من بين أحد أقارب عبود الزمر وضبط بحوزتهم أسلحة نارية وآلية وعدد كبير من القنابل اليدوية. كما قام أن ضباط العمليات الخاصة للشرطة بالتوجة إلى منازل المطلوبين فى قضية مجزرة مركز الشرطة الذى يتخطى عددهم ال130 متهما لضبطهم , كما تم تمشيط عدد من القرى التابعة لمدينة كرداسة بحثاً عن قيادات للإخوان والجماعات الإسلامية.من ناحية أخرى تمكن قوات الشرطة من تحرير أكثر من 15 إعلاميًا شاركوا فى تغطية الأحداث منذ بدايتها وقام بعض الأهالي باحتجازهم حيث تم وضعهم فى أحد مدرعات الجيش للحفاظ على حياتهم. انتقل إلى مكان الواقعة اللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة، واللواء أحمد حلمي مساعد الوزير للأمن العام واللواء عابدين يوسف مساعد الوزير للأمن، واللواء أشرف عبد الله مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزي، وقائد المنطقة العسكرية، إلى مدينة كرداسة لتفقد الأوضاع الأمنية ومعرفة أخر التطورات. ومن ناحية أخرى انتقل فريق من النيابة العامة إلى مستشفى الهرم وقامت بمعاينة جثة شهيد الشرطة اللواء نبيل فراج وتبين من المعاينة المبدئية أكدت أن سبب الوفاة نتيجة مقذوف ناري اخترق العضل الأيمن، واستقرت فى جدار الصدر، مضيفًا أن المقذوف طلق ناري عيار 9 ملي تم إطلاقه من مسافة قريبة. كما انتقل المستشار أحمد رفعت رئيس نيابة العجوزة، وتامر الحديدى رئيس نيابة كرداسة ومركز إمبابة، إلى مستشفى الشرطة لسماع أقوال 9 ضباط مصابين فى أحداث كرداسة التى وقعت صباح أمس الخميس. أمر تامر الحديدي رئيس نيابة كرداسة، مركز إمبابة بسرعة دفن وتشريح جثة اللواء نبيل عبد المنعم فراج مساعد وزير الداخلية، برصاص الإرهابيين المتواجدين بكرداسة الذى اعتلوا المساجد والمدارس لمقاومة قوات الأمن. كما أمر المستشار محمد حمزة المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بالانتقال لمعاينة مكان الحادث، فور هدوء الأوضاع، مع الانتقال إلى محبس المتهمين الذين تم القبض عليهم والذين تم ترحيلهم لمكان غير معلوم، عقب انتهاء المباحث من استجوابهم. أمر تامر الحديدى، رئيس نيابة كرداسة، مركز إمبابة، بانتداب المعمل الجنائى، وانتقال النيابة لإجراء المعاينة التصويرية، عقب هدوء الأوضاع والاستقرار الأمنى بالمنطقة "كما بدأ فريق من النيابة العام التحقيق مع أشرف شاكر" و"أحمد عويس" اسمان المتهمان الرئيسيان فى اقتحام مركز شرطة كرداسة، وإضرام النيران به، وسحل وقتل 11 ضابطًا وفرد أمن بينهم مأمور المركز اللواء محمد جبر ونائبه العقيد عامر عبد المقصود.