احتضنت مدينة بنها مؤتمراً حاشداً لحزب الوفد بالقليوبية لمناقشة تعديلات الدستور وقانون الانتخابات الجديد واللائحة الجديدة لحزب الوفد، بحضور د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد وعدد من قيادات الحزب في القاهرةوالقليوبية وحشد من الوفديين. عقد المؤتمر في مكتبة مصر ببنها، واستقبل د. السيد البدوي استقبالاً حافلاً، ووجه الشكر لجموع المستقبلين. وخلال كلمته قال البدوي: أدعو الجميع لوحدة الصف فما أحوجنا إلي ذلك اليوم فقد مرت سفينة الوطن وسفينة الوفد بالعديد من النوات والعواصف وكان الوفد دائماً في قلب الأحداث. ونوه البدوي بالمواقف القوية لحزب الوفد منذ عهد الرئيس الأسبق قائلاً: ذكرنا يوم 8 أغسطس 2010 أمام مؤتمر جماهيري حضره آلاف الوفديين «أن مصر ليست تراثاً أو عقاراً كي تورث وهي أكبر من أن تورث» وتحدثت في ذلك اليوم عن الزعيم أحمد عرابي في إشارة إلي القوات المسلحة. وأضاف: ثم خاض الوفد انتخابات عام 2010 وعندما شهدت الجولة الأولي أكبر عملية تزوير في تاريخ مصر أعلن حزب الوفد انسحابه من الانتخابات وكان ذلك الانسحاب بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للنظام الأسبق، ولولا دعم الوفديين في ذلك اليوم لما استطعنا إصدار هذا القرار لأنه عندما تم نشر خبر الانسحاب في جريدة الحزب الرسمية خرجت بعض قيادات الوفد تقول إن هذا القرار ليس من حق رئيس الوفد أن يتخذه منفرداً لكن أبناء الوفد العظام حضروا بالآلاف يوم اجتماع المكتب التنفيذي وكانوا يهتفون بقوة مساندة لقرار الانسحاب. وأشار البدوي إلي أنه في يوم اجتماع المكتب التنفيذي عرض علي المكتب أحد أمرين إما أن يخرج قرار من المكتب التنفيذي بالانسحاب من جولة الإعادة وإما أن يعلن استقالته لكن ضغط آلاف الوفديين جعل أصحاب وجهة النظر المخالفة من أعضاء المكتب التنفيذي ينحازون إلي إرادة الوفديين. وأضاف: ثم كانت ثورة 25 يناير وقد اتخذنا قرار المشاركة قبلها بيومين يوم 23 يناير ويوم 25 يناير خرجت من حزب الوفد مظاهرة حاشدة تحمل أعلام الوفد «الهلال والصليب» وطافت هذه المظاهرة العديد من المناطق وكان علي رأسها محمد شردي وحسام الخولي وطارق تهامي وحسين منصور وشريف عامر والعديد من قيادات الوفد وشبابه وحاصروا مبني التليفزيون ثم تجمعوا في ميدان التحرير وكان ذلك يوم 25 يناير الذي كان رئيس الوفد أول حزب في مصر يعقد مساء ذلك اليوم مؤتمراً صحفياً حاشداً، أعلن فيه أنها ثورة ثم كان بعدها رئيس الوفد أول من يقول في مؤتمر صحفي إن الرئيس الأسبق قد فقد شرعيته وعليه أن يترك منصبه ويومها تم وضع اسم رئيس الوفد علي قوائم الممنوعين من السفر وأيضاً تم وضع اسمي علي قوائم الممنوعين من السفر في عهد الرئيس السابق. وأشار البدوي إلي أنه بعد ثورة 25 يناير دخل حزب الوفد انتخابات مجلسي الشعب والشوري ورغم بعض الأخطاء في اختيار بعض المرشحين الذين لم يكونوا علي المستوي اللائق بحزب الوفد إلا أن تلك الانتخابات اسفرت عن حصول الوفد علي المركز الأول في الأحزاب المدنية وكان ثالث الأحزاب بحصوله علي 57 مقعداً في مجلسي الشعب والشوري مما أهله للحصول علي منصب وكيل مجلس الشعب ووكيل مجلس الشوري. وأضاف: عندما دعا الرئيس السابق مجلس الشعب إلي الانعقاد رفضنا هذا الأمر علناً وذلك لرفضنا إهدار احكام القضاء وطلبنا من نواب الوفد عدم الحضور وعندما خالف نائبان هذا الأمر تم فصلهما كما أنه عندما صدر الإعلان الدستوري كان حزب الوفد أول من قاوم ورفض هذا الاعلان وتم تشكيل جبهة الانقاذ في مقر حزب الوفد ببيت الأمة المصرية، كما التف شباب الوفد حول مكتب النائب العام الذي عزله الرئيس السابق ليس تأييداً لشخص النائب العام لكن دفاعاً عن استقلال القضاء لأن استقلال القضاء وعدم جواز عزل القضاة من ثوابت الوفد منذ دستور 1923 كما حمي شباب الوفد النائب العام عندما عاد إلي منصبه عندما هدد شباب التيارات الإسلامية بالاعتداء عليه، وأضاف البدوي: عندما استنكرنا ورفضنا بقوة حصار المحكمة الدستورية العليا وحصار مجلس الدولة وقاومنا حتي استطاع شعب مصر العظيم بإرادته أن يسحب الشرعية من الرئيس السابق وكما حدث يوم 25 يناير خرج أيضاً رئيس الوفد يوم 30 يونيو ليعلن في مؤتمر صحفي أن الشعب المصري هو مانح الشرعية وسالبها وأصبح الرئيس غير شرعي وكان أيضاً حزب الوفد أول من أعلن ذلك. وقال: هذا هو تراث الوفد وثوابته التي لا يستطيع أن يحيد عنها أي رئيس للوفد، والوفد دائماً ينحاز انحيازاً كاملاً لكل ما يحقق صالح الوطن والمواطن.. لم يهادن ولم يعقد الصفقات ولم يحصل علي الهبات والمنح إيماناً بأن أعظم تقدير للوفد والوفديين هي ثقة شعب مصر في حزب الوفد وهذا ما حدث في الانتخابات الماضية واليوم نحن ننفذ خارطة الطريق وهي تتضمن تعديلاً دستورياً، انتخابات مجلس شعب، انتخابات رئاسة الجمهورية. وأشار البدوي إلي أنه اعتذر عن لقاء الرئيس عدلي منصور مع قيادات الأحزاب والقوي السياسية والاعتذار ينبع من تقاليد الوفد وليس رفضاً للدعوة ولقاء الرئيس الذي يشرفني أن ألتقي به في أي وقت ولكن لاستشعاري الحرج وأنا أمثل الوفد في لجنة الخمسين وهي تعمل بعيداً تماماً عن السلطة التنفيذية جعلني أعتذر عن عدم حضور لقاء الرئيس باعتباره الرئيس الأعلي للسلطة التنفيذية قد اعتذرت وأنبت فؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد لحضور اللقاء. ثم تطرق البدوي إلي الحديث عن المبادئ الأساسية للدستور القادم قائلاً: أحب أن أطمئنكم أن لجنة الخمسين لتعديل الدستور تتمتع بالوطنية الشديدة والاستقلالية الكاملة ولا يستطيع أحد أن يؤثر عليها وسوف يكون الدستور بإذن الله انعكاساً لكل طوائف وفئات وانتماءات الشعب المصري. وأضاف: نريد دولة وطنية ديمقراطية حديثة وعادلة، الديمقراطية التي تقوم علي أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الانسان والحريات العامة وعلي تداول السلطة وليست شكلية مثل التي عشناها في ظل النظام الأسبق حيث كان هناك حرية نحن لا نسعي لديمقراطية يصفها زعيم الوفد الراحل فؤاد باشا سراج الدين أنها حرية الصراخ فقد كنا نمارس تعبيرا يمثل كل الاشكال الصورية للديمقراطية ولكن بشرط أن يحكمنا حزب واحد وهو الحزب الوطني ولذلك لا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون تداول حقيقي للسلطة بين أحزاب قادرة علي ذلك. وأشار إلي أن الدستور سوف ينص علي أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ولأصحاب الديانات السماوية حق الاحتكام لشرائعهم في شئونهم الدينية وأحوالهم الشخصية واختيار قياداتهم الروحية. وقال: يري الوفد أن يتضمن الدستور الحرية الاقتصادية التي تلتزم بالعدالة الاجتماعية فلا يمكن أن يكون هناك سلام اجتماعي أو أمن أو تنمية أو استقرار دون تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية تكفل حق السكن والعلاج والتعليم وحدا أدني من الدخل يضمن له حياة آدمية كريمة. وشدد البدوي أنه لا يمكن أن نتحدث عن ديمقراطية إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية وأشار إلي أن الدستور ليس نصوصاً دستورية فقط لكن لابد أن يتضمن الدستور آليات لتنفيذ تلك النصوص حتي لا تصبح نصوصاً بلا قيمة. وأضاف: نريد التوازن داخل السلطة التنفيذية بين الرئيس المنتخب ورئيس الحكومة سواء حكومة أغلبية لحزب أو ائتلاف احزاب كما سيتضمن الدستور التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وضرورة الفصل بين هذه السلطات. كما سنتقدم باقتراح بأن يتم النص في الدستور علي عدم قيام أحزاب علي أساس ديني أو طائفي أو فئوي أو جغرافي خاصة أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية فالسلطة السياسية في الإسلام مدنية والحاكم مدني يختاره الشعب بأي وسيلة من وسائل الشوري ويراقبه وله حق عزله. وقال البدوي إن المواطنة يجب أن تكون مناط كافة الحقوق والواجبات فلا تفرقة ولا تمييز بين مصري ومصري علي أساس الدين أو الجنس أو العرق وأكد أن العبرة في الحقوق والواجبات. وأشار إلي أن هناك بعض النقاط الأخري في الدستور محل جدل مثل تفسير المادة الثانية ونحن نري أن الأزهر الشريف هو صاحب الرأي في هذا الأمر وهو محل ثقة كل المصريين مسلمين وأقباطاً. وبشأن نسبة ال 50٪ عمال وفلاحين أشار البدوي إلي أنها مثار جدل وحوار داخل اللجنة. وأضاف البدوي: إن نسبة ال 50٪ عمال وفلاحين كانت في ظل ظرف تاريخي واجتماعي «يوليو الاشتراكية سنة 1961» يستلزم هذا التمييز الايجابي فقد كان هذا التمييز ضمن قوانين وتضمنها دستور 1964 بالفعل في محله تاريخياً في وقت لم يكن متاحاً لأبناء العامل والفلاح اليوم اصبح ابن العامل والفلاح استاذاً في الجامعة ومحامياً، والتعليم كما هو الحال الآن لكن أعتقد أن ابن الفلاح المثقف الذي حاز علي درجة من التعليم يستطيع أن يعبر عن مشاكل والده داخل البرلمان بكفاءة تفوق قدرات والده. وأكد البدوي أنه يجب ان تنتهي مسألة التمييز من الدستور فالبعض يطالب بتمييز المرأة ومعه حق والبعض يطالب بتمييز الشباب ومعه كل الحق والعمال والفلاحين وذوي الاحتياجات الخاصة ولو صارت الأمور هكذا وأقررنا بمبدأ التمييز فإنه سيكون دستوراً مهترئاً وأشار البدوي إلي أن نسبة العمال والفلاحين من عدد السكان تتجاوز ال 70٪ ويستطيعون أن يختاروا من يريدون. وشدد علي أن الرؤية التي طرحها بالنسبة للدستور هي رأي الوفد وليس رأي لجنة الخمسين ودار حوار مفتوح بين البدوي والحاضرين حيث أجاب عن استفساراتهم، وطرح العديد من الوفديين رؤيتهم حول مسودة اللائحة الجديدة لحزب الوفد التي تخضع حالياً للنقاش قبل إقرارها من الهيئة الوفدية كما طرح الحاضرون رؤيتهم حول قانون الانتخابات الجديد. وتحدث في المؤتمر سامي سرحان سكرتير عام لجنة الوفد بالقليوبية مؤكداً أن رئيس الوفد هو الرجل الصادق المخلص وطالب الوفديين بالوقوف صفاً واحداً خاصة أننا نعيش أصعب مرحلة في تاريخ مصر وتحدث عن محافظة القليوبية التي أنجبت زكريا محيي الدين وكمال الدين حسين من قيادات ثورة 23 يوليو 1952. وتحدث أيمن عبد العال سكرتير عام مساعد حزب الوفد فأشار إلي أن جميع لجان الوفد في محافظة القليوبية يعملون بجد واجتهاد من خلال عمل مؤسسي ورحب عبد العال برئيس الوفد في محافظة القليوبية. وأشاد محمد سليم رئيس اللجنة العامة للوفد في محافظة القليوبية بقيادة الدكتور البدوي التي جعلت الوفد في صدارة المشهد السياسي وأصبح الحزب المدني الأول في مصر وقدم التحية لكل لجان الوفد بمحافظة القليوبية. حضر اللقاء من قيادات الوفد أيمن عبد العال السكرتير العام المساعد لحزب الوفد والدكتور محمد سليم رئيس اللجنة العامة للوفد بمحافظة القليوبية وسامي سرحان سكرتير عام اللجنة كما حضره نواب رئيس اللجنة وهم محمود سيف النصر - ماهر محاريق - الدكتور عادل العطار - جاك سعد، كما حضره نواب الوفد السابقون مصطفي البقلي - جمال كوش - عبد الفتاح أبو حسين، كما حضره عصام الصباحي مساعد رئيس حزب الوفد، ورؤساء لجان الوفد بالقليوبية.