تدور حرب شعواء في مصر الآن هي الأولى من نوعها، ونعني بها حرب الأغاني بين الإخوان والشعب المصرى، فعلى الرغم من أن معظم من يسمون أنفسهم تحالف دعم الشرعية كانوا ومازالوا يحرمون الأغانى، وكانوا يكفروننا لسماع أم كلثوم وعبدالحليم وشادية ومن الجيل الجديد محمد فؤاد وعمرو دياب وأنغام، بل وكانوا يكفرون المطربين أنفسهم ويتهمونهم بنشر الفحش والانحلال، وفجأة أصبح هؤلاء الأفاعى من أنصار الفن وعشاقه، بل وباتوا يؤلفون الأغاني والأناشيد التي يتغني بها مطربون ومطربات تابعون لتيارهم الظلامى. فما أن انتشرت الأغنية الشهيرة باسم «تسلم الأيادى» والتي انتشرت في بر مصر انتشار النار في الهشيم لأنها تغنت باسم قائد هو صاحب أعلى شعبية في المجتمع المصرى الآن وهو عبدالفتاح السيسي، وبدأ الناس يتغنون بها في المدن والقرى، بل في الكفور والنجوع، وهنا شعر الإخوان بالغيظ والغضب الشديد، فقاموا -كعادتهم دائماً- بسرقة اللحن الأصلي للأغنية، ووضعوا عليه كلمات ضعيفة تعبر عن مكنون أنفسهم وأسموها «تتشل الأيادى» دون أن يدركوا أو يهتموا بأن سرقة الأغاني حرام مثلها تماماً مثل سرقة الأموال والممتلكات أو حتى «حبال الغسيل»!! بل وأصبح الإخوان الآن أشبه بمجنون القرية الذي كنا ونحن صغار ينظر إليه و«نحك» في أنفنا فيشتاط غضبًا ويملأه الغيظ فينطلق بالسباب والشتائم علينا وعلي من أنجبونا، ويعدون خلفنا لضربنا والثأر منا، والآن بمجرد أن يسمع إخوانى بداية كلمات «تسلم الأيادى» حتى يصاب بلوثة عقلية ويثور ويهدد، وقد يصل الأمر لمعارك وفتنة طائفية يسقط فيها القتلي والمصابون.. حدث ذلك في المنيا وحدث أيضاً في محافظة قنا وسالت الدماء من الطرفين بعد ثورة الإخوان علي الأغنية! والسؤال الآن كيف يلجأ الإخوان للفن وهم دائماً يحاربونه ويكفرون أصحابه وكل أصحاب موهبة فنية؟! الإجابة أن هؤلاء الظلاميين الجهلة أدركوا مدي أهمية الفن بعد أن رأوا أنه سلاح جبار وكلماته تطرب النفوس وتغير العقول وتنظفها، فلجأوا إلي الفن ولكن بأسلوب السرقة والتضليل فسرقوا ألحان الأغاني ووضعوا عليها كلماتهم التي تقطر سماً زعافاً وأنا هنا أطالب أصحاب الأغاني بمقاضاة الإخوان لصوص الأغاني لمنع استغلال أغانيهم بشكل سيئ، وأخذ حقوقهم المادية من «حبابى» عنيهم!! وهذا الذي لجأ له الإخوان من استغلال الفن في ترويج أباطيلهم وفي سحر المضللين من أنصارهم ما هو إلا تطبيق لمبدأهم الأسمى «الغاية تبرر الوسيلة».. فالفن «حرام» إذا ما كان ضدهم و«حلال» إذا ما كان في خدمتهم!! والمؤسف في الأمر أن الإخوان عكس كل البشر فالفن دائماً يرقى بسلوك الإنسان ويهذبه إلا الإخواني فهو يهيج ويثور ويقتل لمجرد سماعه أغنية، وفي اعتقادى أن ذلك لم يحدث في أي دولة من دول العالم أن تكون الأغاني سبباً في إسالة الدماء في الشوارع، لكن ماذا نقول أمام مصاصي الدماء الذين ابتلانا الله بهم فأرادوا أن يحكمونا رغماً عن أنفنا.. فشعارهم ما أن نحكم مصر أو نحرقها.. وقانا الله ووقاكم من شر عتمة العقل وبلادة الإحساس وفي النهاية نقول تسلم الأيادى ولو كره الإخوان. عصام العبيدى